تجربة طبقت فى مصر عام 1959.. تحويل نصف مليون «ديك» إلى «فراخ»!

تحويل نصف مليون «ديك» إلى «فراخ»
تحويل نصف مليون «ديك» إلى «فراخ»

 كتبت: أحمد الجمَّال

قبل نحو 63 عامًا شهدت مصر إجراء تجربة غريبة استهدفت تحويل الديوك إلى فراخ، بهدف زيادة أوزانها والاستمتاع بلحمها طريًا، ونقل هذه التقنية من أوروبا وأمريكا الدكتور محمود خير الدين، المشرف بمحطة دواجن قها، حيث جرى تحويل نصف مليون ديك من عالم الذكورة إلى دنيا الإناث، بعد أن تم حقن الديوك بهرمون الأنوثة، وفى غضون أيام اختفى عرف الديك ورق صوته وزاد وزنه بعدما تحول إلى دجاجة، كما توقف عن الصياح وأذان الفجر.. التفاصيل ضمتها صفحات "آخرساعة" فى أحد أعدادها الصادرة عام 1959 ونعيد نشرها بتصرف فى السطور التالية:-


انتهت الديوك! فقد استطاع خبراء الدواجن بالقرب من القاهرة أن يحولوا الديوك إلى فراخ.. قاموا بالتجربة لأول مرة فى مصر، وستستطيع كل سيدة بعد ذلك بعملية فى منتهى البساطة أن تقلب أى ديك إلى فرخة.


نجحت التجربة، وتحولت الديوك إلى فراخ.. إن أول ديك تحول إلى فرخة زاد وزنه 15%، وقد أجريت التجربة فى "قها" وستعمم، فيتحول نصف مليون ديك إلى نصف مليون فرخة.


حقنت الديوك فى الرقبة بهرمونات الأنثى، ومضت خمسة أسابيع تحولت بعدها إلى الأنوثة.. بدأ ضمور العرف فى الأسبوع الثاني، وتغيَّر الصوت فى الأسبوع الثالث، وزاد الوزن فى الأسبوع الخامس.
إن ثمن «الحبة» التى تحول الديك إلى فرخة أربعة مليمات، وكل ربة بيت ستحصل عليها فى القريب العاجل.. ستحوِّل الديوك إلى فراخ، وسيزيد وزنها، وسيصبح لحمها «أطرى» من لحم الفرخة.


إن الرجل الذى سبَّب لدولة الديوك أكبر هزيمة، هو الدكتور محمود خير الدين، المشرف بمحطة دواجن قها، ويقول: إن الفكرة نشأت لأسباب اقتصادية ابتغاء تحقيق رغبات المستهلك، وزيادة كمية اللحم لمجابهة الاستهلاك المتزايد فى الدواجن، وهذه الطريقة معمّمة فى أمريكا، وفى كثير من بلاد أوروبا.


وسألناه عن المراحل التى يخطو فيها الكتكوت خلال التجربة حيث يودِّع رجولته وينتقل إلى عالم الإناث فقال: تفرز الكتاكيت وعمرها يوم عند الفقس بجهاز خاص يميز الذكور عن الإناث، ويقوم بتمريننا على هذه العملية خبيرٌ ألمانى موجود بالقاهرة الآن اسمه رودلف سومر.


ويستطرد الدكتور محمود: أما الكتاكيت الإناث فتسير فى مراحلها الطبيعية حيث تصبح فراخًا، وتربى الذكور حتى يبلغ عمرها ستة أسابيع، وعندما تنشب بينها معارك، يمر المختص بكل ديك أمام جهاز خاص لقصف منقاره، فتتحوَّل المعارك الدائمة إلى مشاغباتٍ سلمية، وتساعد عملية القصف هذه على التهام «العليقة» بمزيد من السهولة، وفى هذه السن تبدأ عملية الخصى الكيميائية فى إحدى مرحلتين.. الأولى فى ستة أسابيع والثانية فى 12 أسبوعًا، والأخيرة تُجرى فى الديوك البالغة، أما الزائدة على حاجة التربية، فتجرى فيها عملية الخصى كوسيلة لتحسين اللحم، وتحقن خلف الجمجمة بمادة اسمها Pelestrol وهى «هرمونات الأنثى» زِنة الحبة الواحدة منها 15 ملليجرامًا، وتُحقن تحت الجلد فى الرقبة، وتبقى من أربعة إلى خمسة أسابيع.


وهى تمتص تدريجيًا محوِّلة الديك إلى فرخة، وعندئذ يتطوَّر مظهره الخارجي، فيضمر العرف، ويَرِق الصوت.. وفى الأسبوع الخامس يزداد الوزن بنسبة 15% عن طريق ترسيب الدهن، وعندئذ تهدأ أعصاب الديك، ويفقد شراسته ويفقد كذلك قدرته على القيام بأذان الفجر.


وسألنا مستر رودلف سومر، الأخصائى الألمانى عن نوع الدجاج الذى تُجرى عليه عملية التجارب فقال: نستخدم أرقى أنواع الدجاج فى العالم منها البلايموث والنيوهابمشير، والرود آيلاند.. إن مزرعة "قها" وأختها فى "باروط" التابعتين للجنة العليا للوحدات المجمعة، تعتبران من أكبر محطات الدواجن فى الشرق الأوسط. وهاتان المحطتان توفران اللحم الطرى للمستهلك وتبيعان الدجاج الفاخر بعشرة قروش لأى مستهلك.
                                                                                                                                                                  («آخرساعة» 28 يناير 1959)