عاجل

فرفش كده | أمريكا من تاني

 أمريكا من تانى
أمريكا من تانى

إذا كنت من هؤلاء الذين يرتادون أمريكا أو من اعتادوا زيارتها، وإذا فربما أنك تعرف جيدا الآتى كله، وإذا كنت من هؤلاء الذين لم يعرفوا عنها شيئا إليك الآتى، وأما أنا فهذه هى الزيارة الثانية بعد عامين..

شوف يا سيدى، فأمريكا لم تعد بلدا للـ «شوبنج» كما كانت حتى قبل عامين فائتين، يعنى قبل الوباء.


المواطن الأمريكى أصبح مقريفا جدا من ارتفاع الأسعار لانها زادت بمعدلات واسعة، أما أسعار الوقود فتواصل ارتفاعها فى العلالى كل يوم بعد اضافة الضريبة على حسب المقرر بكل ولاية على حدة.

لا سيارات تنافس الأمريكية فى الشوارع والطرق سوى السيارة اليابانية بماركاتها، سوق السيارات أمريكى يابانى، السيارة الألمانية بجميع علاماتها محدودة وليست هى سمة الوجاهة والفخفخة.

أبراج سان فرانسيسكو الشهيرة تخبئ خلفها منطقة شبه عشوائية اسمها «شاينا تاون» أو المدينة الصينية وهى منطقة متاخمة لبورصة «ناسداك»، والمتسولون فى شوارع المدينة حتى الساعة السادسة مساءً. الاجراءات الاحترازية مشددة، لكن على الورق فقط، أما الواقع فالناس زهقت من الكمامة، ومش عايزين التطعيم.


المطارات مزدحمة جدا كأن الأمريكان قرروا الهجرة فجأة، أو ربما حن المهاجرون الى بلدانهم الأم وقرروا العودة، أو لعلها حركة السياحة وإذا كانت كذلك فعينى عليهم باردة، أكيد الدخل بالمليارات من الورق الأخضر.


أما الطرق الرابطة بين المدن أو حتى الولايات..

فالطرق فى زيارتى الأولى كانت حقيقة أكثر من مبهرة، أما هذه المرة فببساطة أصبح عندنا زيها، مع فارق بسيط لكنه يبقى مربط الفرس وهو التنظيم، فلا يمكن أن تشهد خرقا مروريا واحدا لسائق أو مواطن فهذا بالقطع سيتسبب فى حادث لا يعلم مداه أحد، ذلك لان الناس لا تتوقع الخطأ، ذلك غير وارد على الاطلاق، يعنى لا مابيعرفوش يسوقوا تحت ضغط، وليس لديهم سرعة بديهة لتلافى أخطاء الآخرين.


كل المسائل هنا تتم عبر التليفون فقط، لا يتعامل المواطن مع أخيه المواطن إلا فيما ندر، وربما لا يحدث ذلك ابدا لقضاء مصلحة الا اذا اضطرتك الظروف للمثول أمام قاض لاقدر الله ذلك، أو اضطررت لطلب البوليس مثلا الذى يصل الى الموقع المراد خلال أقل من ثلاث دقائق.


أما عن العنصرية يا صديقى فحدث بلا حرج، رغم كل ما يتظاهر به هؤلاء الأمريكان اللى زى القمر من انسانية ومساواة وعدل إلا أنه يؤسفنى أقول لك إن هذه هى أقسى وأقصى درجات العنصرية، والعنصرية هنا فطرية تمارس بلا سبب ربما لتعدد الأجناس والأعراق، فالآسيوى يعنصر على الأمريكى الأبيض بدعوى أنه أذكى منه، والأمريكى الأبيض يعنصر على الأسود بدعوى انه أبيض منه، والأسود يعنصر على المكسيكى، والمكسيكى على العربى، والعربى بيعنصر على العربى أيضا وهكذا تدور الدائرة.


الدين هناك ليس حاكما فلن تصادف أن أحدا سأل آخر عن دينه أو معتقده أو إذا كان يعترف بوجود إله أم لا، هذه مسألة شخصية جدا والسؤال عنها قد يوقعك تحت شبهات صدقنى انت مش قدها. الجو حار جدا وتستطيع أن ترتدى شورتا طيلة ساعات النهار وحتى الغروب، وفى الليل البرد ليس خارقا للمفاصل كما أصبح الطقس فى مصر.