إزالة الانبعاثات الكربونية في قطاع الرعاية الصحية خطوة محورية لصحة الإنسان والكوكب

الدكتورة بيلين إنجيسو، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى “أسترازينيكا
الدكتورة بيلين إنجيسو، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى “أسترازينيكا

“بقلم الدكتورة  بيلين إنجيسو، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لدى “أسترازينيكا

نواجه اليوم مرحلة حرجة في علاقتنا مع الكوكب الذي نعيش عليه جميعاً، فقد حذرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الأسبوع الماضي من عدم إمكانية إلغاء التداعيات التي تسببت بها ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن قصر المهلة الزمنية المتبقية أمامنا  لتجنب الأسوأ.

وباعتبارها شركة عالمية تسعى إلى الارتقاء بآفاق الابتكارات العلمية لتقديم أدوية قادرة على تغيير حياة الإنسان نحو الأفضل، تلتزم أسترازينيكا بالتعاون مع جميع الأطراف المعنية لبناء مستقبل مستدام للبشرية أجمع،وهو الالتزام الأنسب من الجهة الأخلاقية، كما أنه خطوة منطقية تتناسب مع واقع الأعمال. فمن وجهة نظرنا، يتمحور مفهوم الاستدامة حول المساهمة في بناء مجتمع ينعم بالصحة والعافية، يعيش فيه أفراد يتمتعون بصحة جيدة على كوكب سليم. 

ولا يخفى على الجميع أن ظاهرة التغير المناخي باتت تؤثر بوضوح على صحة الإنسان، الأمر الذي يتجلى في ارتفاع أعداد الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض الجهاز التنفسي وأمراض السرطان، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن تلوث الهواء يتسبب بنحو 8 ملايين حالة وفاة سنوياً.

وعلاوة على ذلك، تشير التقديرات إلى أن قطاع الرعاية الصحية عموماً يقف وراء  أكثر من 4٪ من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما  يعني أن جميع العاملين في تقديم الرعاية الصحية يمكنهم المساهمة في تقليص الانبعاثات  لما فيه صحة الإنسانية وسلامة كوكب الأرض.

وفي حين تتسبب المدن بأكثر من 70٪ من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، إلا أنها توفر فرصة لتنسيق الجهود واتخاذ الخطوات المدروسة  للحد من الانبعاثات الكربونية على امتداد قطاعات الرعاية الصحية والمواصلات والإسكان والتخطيط الحضري وغيرها من القطاعات. ففي الوقت الراهن يعيش 54٪ من التعداد الإجمالي للبشر في المدن، وهي نسبة مرشحة للارتفاع إلى 68٪ بحلول عام 2050. وعليه، يعتمد بناء المستقبل المستدام على ضمان تشييد بيئات حضرية بوسعها المساهمة في تقليص الانبعاثات المتزايدة والتصدي لتداعياتها.

هذه هي الرسالة التي نعتزم إيصالها في إكسبو 2020 دبي في 4 مارس 2022 حيث سنستضيف طاولة حوار تشارك فيها نخبة عالمية من قيادات وخبراء الصحة والبيئة في الجناح الوطني السويدي (المعروف باسم "الغابة") ،لنناقش سوياً كيفية تسريع الإجراءات اللازمة للوصول إلى قطاع رعاية صحية يخلو من الانبعاثات ويتمحور أولاً حول المرضى وسط تركيز خاص على المناطق الحضرية.

وتحت مظلته، سيجمع الحدث عدداً من ممثلي منظمة الصحة العالمية واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وتحالف الرعاية الصحية المستدامة،إلى جانب المسؤولين الحكوميين من جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة.

ونتطلع قدماً للعمل إلى جانب القائمين على استضافة اثنين من المؤتمرات العالمية الكبرى المقبلة والمعنية بتغير المناخ؛ وهما مصر التي تستضيف "مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ"(COP27) ودولة الإمارات العربية المتحدة التي تستضيف"مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ"(COP28)، وكلاهما من البلدان التي أعلنت عن التزامها بتشييد أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المناخ إلى جانب 48 دولة أخرى في مؤتمر (COP26).

وفي الآونة الأخيرة، انضمت مصر ودولة الإمارات أيضاً إلى مبادرة الشراكة من أجل استدامة النظام الصحي ومرونته، الشراكة الأكاديمية البارزة التي تجمع بين القطاعين العام والخاص وأسستها كلية لندن للاقتصاد وشركة أسترازينيكا بدعم من المنتدى الاقتصادي العالمي بهدف تعزيز أنظمة الرعاية الصحية لمواجهة الصدمات الخارجية مثل انتشار الأوبئة والعبء المتزايد الذي تفرضه الأمراض المزمنة.

تؤكد "أسترازينيكا" على التزامها بدعم هذه الجهود عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص مثل مبادرة الشراكة من أجل استدامة النظام الصحي ومرونته، إضافة إلى مبادرات الاستدامة المحلية مثل "برنامج صحة الشباب في مصر" الذي انطلق في عام 2021 بهدف تعزيز وعي جيل الشباب بالآثار البيئية على الصحة والتشجيع على تبني سلوكيات صحية لتجنب الأمراض غير المعدية.

وبدوره، يدعم رئيسنا التنفيذي باسكال سوريوت "مجموعة عمل الأنظمة الصحية"المنبثقة عن "مبادرة الأسواق المستدامة"،وهي عبارة عن شراكة تعاونية تجمع بين القطاعين العام والخاص بهدف تسريع الخطوات اللازمة لبناء أنظمة صحية خالية من الانبعاثات حول العالم.

وبينما نترقب "مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ" (COP27) الذي تنطلق فعالياته في شرم الشيخ في شهر نوفمبر، نؤكد أيضاً على الضرورة الملحة لاتخاذ إجراءات دائمة لتقليص الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أنظمتنا الصحية، والحرص في الوقت نفسه على ضمان التركيز على مخرجات المرضى وتأثيرها على المجتمع.

ونؤكد في "أسترازينيكا" على التزامنا بدمج معايير الاستدامة في جميع مفاصل عملنا بدءاً من المختبر وصولاً إلى المرضى، وذلك انطلاقاً من إدراكنا للارتباط الوثيق بين صحة الناس والمجتمع والكوكب الذي نعيش عليه، ويجسد تحقيق استراتيجيتنا الرائدة Ambition Zero Carbon ركناً أساسياً على هذا الصعيد.

وفي الوقت نفسه، نلتزم أيضاً ببناء علاقات التعاون بين مختلف القطاعات والعمل عن كثب إلى جانب المجتمعات المحلية في البلدان العربية وخارجها، ضماناً لتمكين الجهود المبذولة من المساهمة مباشرة في تحسين صحة الناس وعافيتهم، وبالتالي تعزيز الرخاء الاجتماعي والاقتصادي. 
اقرأ أيضا:  التعاون الدولي تبحث مع نائب رئيس شئون منطقة الشرق الأوسط التعاون المشترك