قنا تحتفل بذكرى إجبار الأسطول الفرنسي على الانسحاب

قرية البارود بقنا
قرية البارود بقنا

تحتفل محافظة قنا، في الثالث من مارس من كل عام، بعيد قنا القومي، وهو ذكرى إجبار القنائيين الأسطول الفرنسي على الانسحاب، في معركة طاحنة بقرية البارود التابعة لمركز فقط جنوبي قنا، منذ قرابة 223 عامًا، وتحديدًا في 1799.

وخرج أهالي قرية البارود بقنا، وقتها في ملحمة تاريخية، ببسالة وشجاعة ، استخدموا فيها العصا والنبوت، والأسلحة التقليدية، وواجهوا الأسطول الفرنسي بأسلحته الثقيلة، وأجبروه على الانسحاب ، وإفساد مخططه الاستعماري للوجه القبلي.

وبدأت القصة عندما قرر القائد الفرنسي نابليون، غزو الوجه القبلي، بعد أن وضع خطة عسكرية لذلك، والقضاء على المماليك، وكانت البداية من قرية سمهود التابعة لمركز أبوتشت شمالي قنا، حيث نفذت قوات الأسطول الفرنسي ضربة عسكرية ناجحة في 22مارس 1799 في معركة سمهود ونجحت في القضاء على المماليك بقيادة الجنرال "ديزيه " وهزمت قوات مراد بك هزيمة ساحقة.

وكان هذا آخر تواجد للمماليك على ساحة القتال بعدها اشتعلت المقاومة المصرية إلا أن الأسطول الفرنسي واصل تفوقه في  مركز فرشوط والوقف  وفى قرية دندرة الواقعة على ضفاف النيل غرب المحافظة والتي اتخذ أهالي القرية حيلة زكية نجحوا فيها في صد الهجوم الفرنسي حيث جمع الأهالي الأحطاب ومخلفات الزروع " التبن " وأشعلوها" على ضفاف النيل وعندما مر الأسطول الفرنسي تصاعدت الأدخنة وظنوا انها قرية مليئة بالأوبئة والأمراض ولم يتمكنوا من دخولها.

نفس الحيلة استخدمها عمدة قرية دنفيق بمركز نقادة جنوب قنا، وواصل الأسطول الفرنسي تقدمه ونجح في هزيمة المماليك في أرمنت واسنا بعدها أيقن الأسطول الفرنسي وظن أنه حقق هدفه من القضاء على دور المماليك ظنا منه أنه لن يلقى مقاومة من الشعب المصري.

واشتعلت المقاومة الشعبية بقرى قنا، للرد على ما حدث، وتحولت نزهة الأسطول الفرنسي على ضفاف النيل الى جحيم حيث منية قوات القائد "ديزيه " بخسائر فادحة في معركة قنا في 12 فبراير 1799 بمعركة أبو مناع في 17 فبراير ومعركة إسنا في 25 فبراير وهو ما جعل قائد الحملة يطلب العون من نابلييون .

وكانت نهاية الأسطول الفرنسي على يد قرية صغيرة تسمى  "البارود" الواقعة على ضفاف النيل بقنا حيث نجح أهالي القرية في ملحمة بطولية سجلتها ذاكرة التاريخ في القضاء على الأسطول الفرنسي المكون من اثنى عشرة سفينة تتقدمها السفينة الحربية إيتاليا والاستيلاء على ذخائر الجيش ومؤنته.

وخرج أهالي نجع البارود بالعصا والنبابيت وانقضوا على سفن الأسطول والسفينة ايتاليا  والتي كان  يقودها الاميرال " موراندى" والذى كان مشهود له بكفاءته في القتال البحري واشتركت قنا في هذه المعركة بأعز ابنائها واشجعهم وهم على قلتهم كانوا بدون عتاد ويحاربون اسطولا مجهزا يقوده قادة عسكريون محنكون ولم يتقهقر المواطن القنائى يدفعه ايمانه القوى بالله ورسوله وحبه العميق وانتماءه العريق لهذه الارض الطيبة فنزل الكثير منهم يسبحون فى النيل ويهاجمون السفن حتى استطاعوا ان يستولوا على بعضها ومنها سفينة القيادة "ايتاليا" والتى كان يقودها "موراندى" القائد الفرنسي العنيد الذى امر رجاله بتفجير السفينة بعد صعود المجاهدين على ظهرها فتناثرت أجساد الشهداء الابطال تروى الوادي الجليل .

واشتدت المعركة وزاد أبناء القرية شجاعة وحماسًا، ولم ينجو من جنود الحملة رجلا واحدا وكانوا حوالى خمسمائة من الضباط والجنود الفرنسيين والبحارة وعندما بلغت أخبار الهزيمة الساحقة مسامع نابليون حزن حزنا شديدا واعتبرها أكبر هزيمة منى بها جيشه في حملته على الوجه القبلي،  كما توقع نابليون أن تكون هذه هي بداية تقلص النفوذ الفرنسي في مصر .

اقرأ ايضا|عاصفة ترابية تضرب قنا وتحذيرات من السرعة الزائدة| فيديو