عاجل

شخصيات و حكايات

عصام الحضرى.. الحارس الأسطورى للمنتخب والأهلى

عصام الحضرى
عصام الحضرى

شوقى حامد

دفعنى فضولى الصحفى لأتعرف على الحارس الموهوب الذى استقدمه الأهلى من دمياط وتسبب فى اتخاذ الكابتن أحمد شوبير الحارس الدولى قراره باعتزال الملاعب.. ففى حوارى مع شوبير وكنت رافضا قراره الاعتزالى، قال لى لكى أحافظ على موقعى كأساسى بالأهلى والمنتخب لابد أن أتدرب لأكثر من ٢٠ ساعة فى اليوم الواحد لأنحى الحضرى عن الركوب للتشكيل الأساسي.. ساعتها وافقته وسمحت للحارس الجديد أن يدخل عالمى ووجدته فطريا بشوشا ضحوكا ودودا..

حافظ على سمات أبناء الريف الأصيل دون أن تبهره الأضواء أو تفسده الأنوار وتفرغ تماما للارتقاء بمستواه الفنى وصقل مواهبه ومهاراته وظل على حالة التركيز التى تميز بها حتى أصبح صاحب الرقم القياسى فى حراسة مرمى المنتخب وقد تعدى عمره الأربعين عاما.. والحضرى من أسرة متوسطة الحال ومن مواليد ١٥ يناير عام ٧٣، ولم يحظ بقدر كبير من التعليم غير أن الله وهبه قدرا عاليا من الموهبة الفطرية وكان وهو صبى يساعد والده فى العمل وفى نفس الوقت يمارس كرة القدم كحارس مرمى فى مركز شباب الركابية ومنه إلى نادى دمياط وأسهم فى تصعيد ناديه لدورى الدرجة الأولى لتلتقطه العيون الخبيرة وتنفتح له بوابة الحظ فينضم للأهلى عام ١٩٩٦ ويتدرب مع شوبير.

 

 وفى ظل القيادات الفنية رفيعة المستوى التى أسهمت فى صقل إمكاناته وتعلية قدراته ليصبح فيما بعد الحارس الأسطورى والتاريخى والحاصد والحائز على العديد من الإنجازات والمحقق للكثير من الأرقام القياسية، وهو أكثر الحراس تمثيلا لمصر فى اللقاءات الدولية برصيد ١٥٩ مباراة، وهو أكبر الحراس الذين شاركوا فى كأس أمم أفريقيا وهو الذى تم اختياره كالحارس الأفضـــل لحقبــة زمنيــــة متتاليــــة وهـــو أكــبر حـــــارس شــارك فـــــى كـــأس العالم بروسيا ٢٠١٨ وهو صاحب الإنجاز العجيب عندما أحرز هدفا بديعا فى مرمى نادى كايزر تشيفز الجنوبى من ركلة حرة مباشرة على مسافة ٨٠ مترا وأسهم فى فوز الأهلى بكأس أفريقيا عامى ٢٠٠٥ و ٢٠٠٦ كما أسهم فى فوز المنتخب لكأس أفريقيا أعوام ٢٠٠٦ و ٢٠٠٨ و٢٠١٠..

 

والحضرى من الصنف الطموح الذى لا تتوقف طموحاته عند الأبعاد المعقولة والمقبولة فربما بلغت الحدود الخيالية.. ومع ذلك فهو لا يفتأ للسعى دائما لتطوير قدراته وتحقيق غاياته ولم يكفه أن حصل على أفضل حارس مرمى فى ثلاثة كئوس أفريقية متتالية وهو من أذكى الحراس المشهود لهم بالكفاءة فى صد ركلات الجزاء ويعتمد على سرعة التلبية ورد الفعل وقوة الملاحظة والتحرك تجاه الكرة بعد تسديدها وليس توقعها وحقق الرقم القياسى فى المشاركة مع منتخب مصر وقد تعدى عمره ٤٤ عاما أمام مالى فى ١٧ يناير ٢٠١٧ وبمشاركة مع منتخب مصر أمام السعودية أصبح أكبر لاعب فى تاريخ كأس العالم واعتزل اللعب فى ٦ أغسطس ٢٠١٨.

 

وتنقل الحضرى بين العديد من الأندية المصرية واحترف بنادى سيون السويسرى وكانت تلك  الزلة هى التى أخرجته من قائمة المخلصين للقلعة الحمراء وأفقدته العودة من جديد لبيته الذى اشتهر فيه حيث جاءت النقلة الاحترافية مفاجئة ومباغتة للقيادات الحمراء ودفع الأهلى ثمنا باهظا فيها من حيث النتائج والبطولات لأن افتقاد الحضرى لم يكن ليعوض بسهولة.. لم تدم خطوته الاحترافية طويلا وعاد لينتقل بين أندية الإسماعيلى والزمالك والاتحاد السكندرى والمريخ السودانى ووادى دجلة ونادى التعاون السعودى كأول حارس مرمى محترف يلعب فى الدورى  السعودى ونادى النجوم.. كنت أكثر المختلفين مع الحضرى حول قراره بالهروب من جحيم مانويل جوزيه المدير الفنى البرتغالى للأهلى الذى حرمه من شارة كابتن الفريق والفرار لسيون السويسرى، ولعلى نصحته بألا يقدم على تلك الخطوة وناديت وناشدت القيادات الحمراء رفض تلبية رغبته العارمة فى التكفير عن خطيئته والعودة ليختم حياته فى بيته بالجزيرة، وحاورنى كثيرا لإقناعى غير أننى كنت ومازلت أرفض عودة من خرج خلسة من القلعة الحمراء بأى صفة مهما كانت الأسباب.. الحضرى حاليا مدرب حراس مرمى المنتخب وهو يسعى للاجتهاد فى عمله وله أيادٍ بيضاء فى بلوغ الحراس الموهوبين أمثال الشناوى  وأبوجبل ومحمد صبحى وجاء إلى هذا المستوى العالى من الفنيات.