شهامة في الغربة والحرب .. المصريون سند لبعض على الحدود الأوكرانية | صور

المصريون على الحدود الأوكرانية
المصريون على الحدود الأوكرانية

ملحمة مصرية أبطالها المصريون المتواجدون في الدول المحيطة بأوكرانيا لدعم واستضافة المصريين العالقين تحت هاشتاج «#احنا_سندك» بعد بداية الغزو الروسي لجارتها أوكرانيا.

 

استغل المصريون المقيمون بالمدن القريبة من الحدود الأوكرانية صفحات التواصل الاجتماعي عبر فيسبوك للوصول إلى أكبر عدد من المصريين وتقديم المساعدات والإرشادات لهم، كحلقة وصل بينهم وبين السفارات البولندية والألمانية والمصرية لتسهيل عمليات الإجلاء.

 

ونشر المصريون أرقام هواتفهم وأماكن تواجدهم على جميع الجروبات المصرية الخاصة بالسفر لتسهيل عمليات التواصل، وبدأ كل شخص طرح المساعدات التي يمكنه أن يقدمها خلال تلك الساعات لطمأنتهم وتقديم الدعم النفسي لهم بعد الأحداث المروعة التي شاهدوها خلال الأيام الماضية بعد ضرب روسيا مدينة كييف العاصمة، وبعض المدن الأخرى.

 

وأصبحت السيارات الخاصة للمصريين المقيمين في الدول الحدودية لأوكرانيا وسائل مواصلات لنقل المصريين عبر الحدود وتسهيل تقديم المساعدات المالية أو توفير مأوى آمن لهم لحين وصولهم إلى مصر سالمين.

 

حملة تلقائية
تفعيل هاشتاج «#احنا_سندك» كان وليد لحظة دون تخطيط من أي مجموعات، حيث بدأ في الانتشار بشكل موسع خلال الساعات الماضية، لا يعرف مشاركين فيه بعضهم البعض، سوى عبر منشورات المتواجدة على وسائل التواصل الاجتماعي فقط، ويتسارع كلاً منهم تقديم كل ما يمكن تقديمه للمصريين وما في وسعهم للعبور من تلك الأزمة.

 

نماذج مشرفة
«بوابة أخبار اليوم» تواصلت مع شباب هاشتاج، لمعرفة التفاصيل وما يتم تقديمه من مساعدات خلال تلك الساعات الأخيرة: 

من مدينة كراكوف بدولة بولندا، انتظر إسلام سيمي أكثر من 3 ساعات على الحدود الأوكرانية للوصول إلى المصريين المتواجدين على الحدود ومعرفة مدى إمكانية دخولهم إلى دولة بولندا لاستضافته لهم في منزله.

صعوبة الوضع عبر المعابر الحدودية الاوكرانية، أمس تسبب في وقف العديد من شباب والفتيات دون تمرير دخولهم حيث تتعنت السلطات في السماح لهم بالعبور، كما صرح إسلام مصري مقيم في بولندا.

 

لم يقف إسلام مكتوف الأيدي مع ذلك التعنت حيث عمل كحلقة وصل بين السلطات المصرية المتمثلة في السفارة المصرية ببولندا وبين السلطات البولندية، فبدأ بتسجيل أسماء المصريين المتواجدين عبر الحدود وإرسال بياناتهم إلى السفارة المصرية لمخاطبة الحكومة البولندية في تسهيل عمليات دخولهم.

 

أكثر من 5 ساعات قضاها «إسلام» عبر الحدود ينتظر ماذا سيحدث خلال الليل مع هؤلاء المصريين، يقول إسلام لبوابة أخبار اليوم : «أنا بحاول أتواجد أكبر وقت ممكن على الحدود بالسيارة لاستقبال المواطنين المصريين بحاول أرجع البيت للتواصل مع السفارة وأعود مرة أخرى على الحدود».

تواصل بلا توقف
بينما عادل محمود مصري مقيم بالعاصمة وارسو بدولة بولندا، أسرع في كتابة منشور عبر أحد الجروبات الخاصة بالجالية المصرية في أوكرانيا لتقديم المساعدة للطلاب العالقين هناك.

 

فبعد ساعات من ذلك المنشور تواصل معه 4 طلاب من مدينة كييف بأوكرانيا طالبين المساعدة في استضافتهم حتى يتمكنوا من الوصول إلى الأراضي المصرية عبر بولندا.

 

لم يهدأ هاتف عادل طيلة الليل للبقاء على تواصل معهم، وبات القلق يساوره من مصير هؤلاء الطلاب الذين يحاولون الوصول إلى المعابر سيراً على الأقدام، وماذا سوف يعترضهم خلال سيرهم وسط قذف الروسي على مدينة كييف.


يقول عادل: «منذ أمس وأنا على تواصل مع 4 طلاب حتى وصلوا إلى الحدود الأوكرانية صباح اليوم، وفي إنتظار دخولهم عبر المعابر الحدودية لإستقبالهم».

 

ويتابع: «بولندا عندها أولوية في دخول السيدات الحوامل وسيدات التي لديهن أطفال والفتيات أولاً ثم إدخال الشباب، وهذا يسبب صعوبة في إجراءات دخول دولة بولندا ووقف المصرييين عالقين على معابر الحدودية».

 

فيما انتظر "رومان ورد" مصري مقيم بدولة سلوفاكيا على معبر «أوبلا» أكثر من ساعتين لاستقبال المصريين الذين يحاولون الخروج من أوكرانيا عبر تلك الدولة وتقديم المساعدات المالية لهم وتوصيلهم إلى أقرب نقطة يمكنهم من خلالها الحصول على تذاكر سفر لمصر.

 

لم يكتف "رومان" بانتظار المصريين حتى الوصول، ولكنه حاول لعب دورا نفسياً هاماً في طمأنة المصريين ونشر المسارات التي يمكن يسلكونها للوصول إلى المعابر الحدودية، حيث بدأ في نشر الخرائط المتاحة لكل معبر حدودي وكيفية الوصول له سيراً على الأقدام، وما المسافة المتوقعة لكل لطريق. بجانب نشر تحديثات دورية عن حال المعابر الحدودية ونصائح عن كيفية التعامل مع الازدحام ونقص السلع الغذائية من مـأكل ومشرب بسبب السير لمسافات طويلة، بجانب نصائح استرشادية لتوفير الوقت للوصول إلى المعابر القريبة.

 

دعم الفتيات
 أما الدكتورة «يارا خربوش» مصرية مقيمة بمدينة كراكوفيتش على الحدود البولندية الأوكرانية، سارعت في تقديم الدعم ومساندة للفتيات والسيدات المتواجدين في أوكرانيا لتسهيل عملية إجلائهم.


النزوح الكبير للأوكرانيين تسبب في زحام شديد عبر المعابر الحدودية فكانت السلطات الأوكرانية تتعسف في دخول المصريين إلى دولة بولندا وجعل الأولوية للمواطنين الأوكران، ولكن مع مرور الوقت ودرجات الحرارة القارصة ومسافات المشي الطويلة والتي يتم قطعها لأكثر من 5 ساعات جعلت السلطات الأوكرانية تسمح للجميع بالعبور ولكن عبر جواز السفر والإقامة.

 

تقول يارا لـ بوابة أخبار اليوم:" أكبر أزمة الفتيات تقابلها حالياً هي فقد الاتصال بسبب أزمة شبكات الاتصال بجانب الضغط الشديد على الهواتف والاتصالات يسبب فقد شحن الهواتف، حيث يمر الجميع بساعات مشي طويلة في درجات حرارة تحت الصفر".


وتابعت يارا: "استقبلت 5 بنات مصريات حتى الآن و 3 بنات سوريات وفتاة تونسية، معظمهم في حاجة لشحن الموبايل واستخدام الانترنت للتواصل مع ذويهم بالإضافة إلى طلب النوم وراحة لبعض الوقت بسبب ما شاهدوه خلال الليالي الماضية، وطلب الأدوية والطعام".


ونوهت يارا إن بعض الفتيات توجهوا صباح اليوم إلى السفارة المصرية للرجوع إلى مصر والبعض الآخر توجه إلى ألمانيا لأصدقائهم، وفي انتظار تقديم المساعدات واستقبال الفتيات خلال الفترة القادمة.

اقرأ أيضا : مصادر تكشف أعداد المصريين القادمين من أوكرانيا لرومانيا تمهيداً لعودتهم إلى مصر| خاص