تعظيم سلام للقرية المصرية.. «الفل» و«الياسمين» من الغربية لأسواق الدنيا

صناعة الفخار بقرى الغربية
صناعة الفخار بقرى الغربية

«النجاح يولد من رحم المعاناة».. ورغم معاناة أبناء محافظة الغربية من ضيق البقعة الزراعية مقارنة بعدد السكان الذى قارب على الـ6 ملايين نسمة يعيشون فى بقعة محدودة لا يحيطها توسعات كظهير صحراوي.. فإن النجاح الذى يولد من رحم هذه المعاناة يقف شاهدا على نجاح أبناء الغربية بقدرتهم على تخطى الصعاب وتحويل معظم القرى إلى قرى منتجة كالأثاث والفل والياسمين وصناعة الزبيب وزراعة وتصنيع الكتان وتصنيع العسل وتحويل الكاوتش المستهلك إلى ذهب أسود والأوانى الفخارية وغيرها من القرى التى وصل عددها أكثر من 10 قرى برعت فى بعض الصناعات التى شهد العالم بجودتها.

يأتى على رأس هذه القرى «شبرا بلولة» معقل زراعة وصناعة الياسمين التى تشتهر بها قرى مركزى قطور وبسيون التى تقوم بزراعته منذ عشرات السنين حيث تنتج هذه القرى 95% من مُستخلَص الياسمين الذى يدخل فى صناعة أرقى أنواع العطور فى العالم ويتم تصدير المادة الخام للنباتات الطبية والعطرية من قرى قطور وبسيون لجميع دول العالم سواء فى صورة زيوت أو أعشاب مجففة أو عجينة كما يحدث بالنسبة لنبات الياسمين، والتى تحتل فيها مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث جودة العجينة.

وتعد قرية «شبرا بلولة» هي القرية الأم فى زراعته حيث ينتشر بها كل أنواع النباتات الطبية والعطرية، مثل العِتر، والكمون، والكُسبرة، والميلسا، وحشيشة الليمون، وسلفيا اسكلاريا، وأبو خنجر، إلا أن الأكثرية  تكون عادة لزهور الياسمين البيضاء التى تسيطر على معظم المساحات التى يقوم الفلاحون بزراعتها.

أما قرية كتامة مركز بسيون التى تشتهر بصناعة الأثاث ومشتملاته فالدولة تدرس احتياجاتها الفعلية للعمل على توفيرها من خلال التنسيق مع الجهات المعنية وتحويلها إلى قرية منتجة نموذجية بعد الانتهاء من المنطقة الصناعية التى يتم العمل بها على مساحة 11 فدانا وإنشاء مركز تدريب مهنى بالإضافة إلى الورش والمصانع.

اما « قرية الفرستق» الموجودة على ضفاف نهر النيل بمدينة بسيون فتعد أشهر قرية فى صناعة الفخار على مستوى الجمهورية وإنتاجها يغزو الأسواق المحلية وقد يتم تصديره أحيانا.. حيث اختفت مظاهر فساد الشباب فى هذه القرية بعد أن نجحت فى القضاء على البطالة تماما وأصبح أبناء القرية يعملون فى مصانع وأسواق الفخار.

وتم نقل القرية نقلة اقتصادية كبيرة بالنسبة لباقى القرى الأخرى الموجودة فى المحافظة واستطاع أهالى القرية إدخال الآلات الحديثة لبعض المصانع لمواكبة التقدم والتكنولوجيا ودخول السوق العالمية من خلال تصدير منتجاتهم للدول العربية والأوروبية.

كما تأتى فى مرتبة متقدمة أيضا قرية شبراملس مركز زفتى والتى تشتهر بصناعة الكتان ومنتجاته بالإضافة الى زراعة أكثر من 700 فدان كتان كل عام بخمس محافظات مجاورة وتسهم قرية شبراملس بـ90 % من إنتاج الكتان الخام على مستوى الجمهورية و8% من إنتاج العالم وقد برعت هذه القرية فى هذه الصناعة على مدى قرن من الزمان وقامت بتصدير منتجاتها لجميع دول أوروبا ودول شرق آسيا وعلى رأسها دولة الصين وبعض الدول الأوروبية.

ثم تأتى بعد ذلك قرية شرناق مركز السنطة والتى بها أكثر من 50 مصنعا لتحويل العنب إلى زبيب وبيعه وتصديره أيضا إلا أن هذه المصانع مهددة بالإغلاق بسبب عدم منحها التراخيص اللازمة لاستمرار مزاولة نشاطها بحجة تلويث مياه الصرف.. ومن أهم القرى التى برعت فى الإنتاج وتصدير إنتاجها فى الغربية أيضا قريتا «ميت الحارون» و«كفر ميت الحارون» مركز زفتى  واللتان يطلق عليهما امبراطورية الذهب الأسود نظرا لتربعهما على عرش إعادة تدوير عجلات الكاوتش بعد استهلاكها والتخلص منها إلى مقاطف يتم الاعتماد عليها فى الزراعة ومصانع الطوب التى تشتهر بها قرى مركز زفتى والسيور وعجلات ماكينات الرى وجلد الأحذية البدائية (القباقيب) وخلافه.