الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

ألقت الشمس ضوءها على وجه الملك رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير، في أول محاولة من نوعها لمحاكاة ظاهرة انحراف الشمس التي تحدث مرتين في العام في "قدس الأقداس" بمعبد أبو سمبل جنوب أسوان، وذلك بمناسبة التواريخ الرئيسية في حياة الفرعون.

وتتعامد الشمس، اليوم الاثنين، الموافق 21 فبراير، على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير، وذلك للمرة الرابعة منذ بدء تطبيق الفكرة في أكتوبر 2020.

كما تضيء الشمس وجه الملك في أبو سمبل في 22 فبراير بمناسبة تتويجه وفي 22 أكتوبر بمناسبة عيد ميلاده.

وشرح المهندس عادل سعد أحد مسؤولي المتحف المصري الكبير، كيف تم تنفيذ الفكرة قائلا: إن العمل بدأ بدراسة البحث الأولي الذي قام به صاحب الفكرة المهندس أحمد عوض؛ حيث "حددنا ارتفاع تمثال رمسيس الثاني ثم قمنا بتحديد الزاوية المراد فتحها وما يمكن أن يعيق وصول ضوء الشمس إلى وجهه".

وأضاف: "قمنا بعد ذلك بتعديل التصميم في منطقة صغيرة للسماح بدخول ضوء الشمس وقمنا بأكثر من تجربة للتأكد من أن الأشعة ستضيء وجه التمثال في التاريخ المحدد كل عام".

وتابع: "في فبراير الماضي بدأنا التجربة الأولى من خلال ثلاث نقاط مختلفة وتم اختيار أفضلها لتحقيق الظاهرة حسب الظروف المناخية".

واختتم سعد شرحه قائلاً: "توج عملنا بمحاذاة الشمس على وجه التمثال اليوم، وسنكمل العمل بتكسية الواجهة بنوع خاص من الزجاج الذي يسمح للضوء بالنفاذ ويكمل الشكل الجمالي لـ الواجهة".

لمدة عام كامل، كان مهندسو المتحف يدرسون وينفذون الاقتراح الذي قدمه مهندس أحمد عوض الباحث بكلية الهندسة، للاستفادة من ظاهرة انحراف الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل، ومحاكاة ذلك عند المدخل الرئيسي للمتحف المصري الكبير.

 

دراسة هندسية لتجربة فريدة:

قام الدكتور أحمد عوض، صاحب الدراسة الهندسية لإعادة تطبيق تعامد الشمس في نفس التوقيت الأصلي للتعامد بمعبد الملك رمسيس الثاني بمنطقة أبو سمبل جنوبي محافظة أسوان في 21 فبراير و21 أكتوبر، قال إن الفكرة تم دراستها وتطبيقها من خلال عدد من برامج الدراسات الفلكية، لتحديد الزواية المناسبة لنفاذ أشعة الشمس من خلال نقطة محددة بواجهة المتحف بحيث تسقط أشعة الشمس في منتصف، وجه تمثال الملك رمسيس بالمتحف المصري الكبير.

وقال «عوض»، إن اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، دعم الفكرة ووفر لها كل سبل تحقيقها وبمساعدة مهندسي المتحف التنفيذيين، مضيفا «بدأنا الدراسة منتصف عام 2019، وبعد دراسات ومحاولات عدة تم تحديد النقطة المناسبة للموعد المحدد ونجحت التجربة الأولى أكتوبر 2020، حيث بدأت رحلة الرصد في الساعات الأولى من صباح 21 أكتوبر 2020 داخل البهو العظيم بالمتحف الكبير، وقبل بدء مواعيد العمل الرسمية، حيث كان هناك مهندسي المتحف وأصحاب ومنفذي الفكرة، لرصد الأشعة التي بدأت بالمرور عبر فتحة تبلغ أبعادها 90 سم × 90 سم».

احتفالية خاصة للتعامد 

وقال مصدر بالمتحف المصري الكبير، إنه عقب افتتاح المصري الكبير سيُخصص احتفال بتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، وذلك بعد الحفاوة العالمية التي استقبل بها المتخصصون وخبراء السياحة الفكرة عند الإعلان عنها، لافتا إلى أن ما حدث يعد بمثابة إعادة إنتاج لعبقرية المصري القديم بأيدي الأحفاد لتشرق الشمس من جديد، ولكن تلك المرة بهرم مصر الرابع الذي ينتظر العالم افتتاحه.

لذلك تعد الحضارة الفرعونية واحدة من أقدم الحضارات التي شغلت شغف علماء المصريات والأثريين حول العالم، ولكن ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل لها مكانة خاصة في قلوب السياح وعلماء المصريات.

حيث يأتي آلاف السياح كل عام في يوم ٢٢ فبراير لمشاهدة ظاهرة تعد واحدة من أهم الظواهر في مصر القديمة، وتستمر ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بالأقصر ٢٠ دقيقة فقط، ودائما تأتي في فجر يوم ٢٢ فبراير

وفي هذا السياق أكد وزير السياحة والآثار د. خالد العناني، أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل ستكون احتفالية كبرى هذا العام لأنها ستأتي بتاريخ مميز وهو ٢٢ - ٢- ٢٠٢٢.

وتستعد وزارة السياحة والآثار لإبهار العالم من الجديد في 2022 بعد عاما من الفعاليات العالمية المبهرة التي شاهدها العالم مثل نقل موكب المومياوات الملكية و الأقصر - و طريق الكباش العام الماضي2021.

وأكد وزير السياحة والآثار د.خالد العناني، أن الوزارة بصدد تنظيم فعالية كبرى في فبراير الجاري بمناسبة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بأسوان، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة، وخاصة أن تاريخ هذا التعامد لن يتكرر مرة أخرى فهو سيوافق 22/02/2022 لتكون أول فعالية كبرى لهذا العام.

وأوضح وزير السياحة والآثار د.خالد العناني، أن عام ٢٠٢٢ سيشهد عدة الفعاليات والأحداث الهامة ومنها الاحتفال بمرور ١٠٠ عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكذلك مرور ٢٠٠ عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات

وأكد وزير السياحة والآثار، أن العالم ينتظر افتتاح المتحف المصري الكبير الذي من المقرر افتتاحه خلال عام ٢٠٢٢.

 معلومات عن ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل.

1- تتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر.
2- تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل معبد رمسيس الثاني بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس.
3- يتكون قدس الأقداس من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني جالسًا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح.
4- الطريف أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح" الذي كان يعتبره القدماء إله الظلام.
5- تستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط في ذلك اليوم.

6- هناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى، هي أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناءً على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، والرواية الثانية، هي أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم جلوسه على العرش.

7- تعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالي للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالي وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية بتكلفة 40 مليون دولار.

8- نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها في موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية.

9 - معابد أبو سمبل تم اكتشافها في الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالي جيوفانى بيلونزي، في العثور عليها ما بين رمال الجنوب.
10- ظاهرة تعامد الشمس تم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة "إميليا إدوارذ" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل".

11- شيد الملك رمسيس الثانى معبده الكبير فى أبو سمبل، وشيد بجواره معبداً لمحبوبته زوجته الملكة نفارتارى.

12- لكن تبقى المعجزة فى أن يومي تعامد الشمس مختاراين ومحددين عمداً قبل عملية النحت، مع ما يستلزمه ذلك من معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق بجانب المعجزة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين متراً ولا سيما أن المعبد منحوت فى الصخر.

احتفال عالمي بتعامد الشمس على وجه «رمسيس الثاني» في أبو سمبل