ارتدين النقاب.. ليسرقن شقة الحبيب

صوره تعبيرية
صوره تعبيرية

ضياء جميل

المرأة مخلوق رقيق لطيف، يصفها دائمًا الشعراء بأنه مثل الوردة تستطيع بأريجها وعطرها أن تستدرج الرجال إليها وتأسرهم برائحتها، وهي أيضًا في نظر الشعراء اللغز الذي  نحتار دائمًا في أمرها؛ تارة تكون رومانسية وتارة أخرى تكون أشد قسوة، الواقعة الأولى بطلتها ربة منزل استعانت بشخصين بعد أن ارتدت النقاب ونفذت سطوا مسلحا- وكأنها لص محترف- على منزل حبيبها لرفضه العودة إليها، أما الواقعة الثانية، المتهمة فيها سيدة حرضت صديقها على سرقة شقة حبيبها أيضا ولنفس السبب لأنه أنهى علاقته بها فجأة، ولكن سرعان ما نجح رجال المباحث في القبض على المتهمتين، ما هي حكايتهما؟! وكيف نجحت الشرطة في القبض عليهما مع أفراد عصابتيهما؟! هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية.
 

عقارب الساعة تجاوزت العاشرة مساءً بينما كان المقدم محمد عبد المنعم رئيس مباحث قسم شرطة الوايلي يتابع الحالة الأمنية بدائرة القسم؛ فجأة أخبره الحارس بأن هناك رجلا وزوجته يريدان مقابلته لأمر مهم.. دقائق قليلة وكان رئيس المباحث يجلس أمامهما ويطلب منهما أن يقصا عليه ما حدث حيث قررا بأنهما حال تواجدهما بالشقة سكنهما وبصحبتهما نجلهما تنامى إلى سمعهما صوت طرق على باب الشقة وعقب فتحه فوجئا بدخول سيدة منتقبة وبصحبتها 3 أشخاص آخرين غير معلومين لهما؛ قاموا بدفعهما واستولوا منهما على مبلغ 3 آلاف جنيه، و5 هواتف محمولة، وجهاز بلاى ستيشن، وشاشة تلفاز، وجهاز لاب توب، وشنطة حريمى، وشاشة عرض، و٢ ساعة، وبعض الأكـسسوارات والمشغولات الذهبية كرها عنهما تحت التهديد باستخدام سلاح أبيض وسلاح نارى وإكراههما على توقيع عدد 2 إيصال أمانة لكل منهما بمبلغ ٢٥٠ ألف جنيه ولاذوا بالفرار.. بلاغ خطير منذ بدايته، لأنه سطو مسلح داخل شقة بها أسرة، وإن بدا أن الجريمة فيها انتقام.

على الفور تم إخطار رئيس المباحث اللواء أشرف الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن القاهرة بالبلاغ لخطورته، الذي أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء نبيل سليم مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وضم اللواء عبد العزيز سليم نائب المدير العام للقبض على المتهمين وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تحت إشراف العميد محمد السيسي مفتش المباحث؛ تبين صحة الواقعة وأن وراء ارتكابها "أسماء.ا" ربة منزل لها معلومات جنائية بالاشتراك مع 3 أشخاص جميعهم مقيمين بدائرة قسم شرطة المطرية عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم، وتمكن الرواد أحمد المغازي، وكريم الكيال، ومينا مجدي، ضباط مباحث القسم من ضبطهم وبحوزتهم فرد خرطوش وعدد من الطلقات لذات العيار، 2 سلاح أبيض مطواة، نصل معدنى، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه؛ وأقرت الأولى بسابقة تعرفها على المجنى عليه وارتباطهما بقصة حب، ونظرا لامتناعه عـن استمرار تلك العلاقة وتتويجها بالزواج كما خططا لذلك، وتوقفه عن الإنفاق عليهـا ثم علمها بزواجه من أخرى؛ خططت لإرتكاب الواقعة بالاشتراك مع باقى المتهمين بدافع الانتقام، كما تم بإرشاد رجال المباحث ضبط كافة المسروقات المستولى عليها و2 إيصال أمانة مزيلان بتوقيع المجنى عليهما وباستدعاء المجني عليهما تعرفا عليها وعلى المسروقات واتهموهم بسرقتهما.

 

تحرر محضر بالواقعة، وأمر اللواء مازن عبد الشافي مدير قطاع الشمال، واللواء حسام مصطفى مساعد فرقة الزيتون، والعميد أحمد جودة مأمور قسم الوايلي بإحالة المتهمين إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.


حقيبة
سوسن سيدة في منتصف العقد الرابع من العمر.. من أسرة بسيطة الحال بدأت قصتها عندما تعرفت على شاب اسمه حسن يعمل تاجر خردة وبمرور الأيام نشأت بينهما علاقة عاطفية، احبته سوسن بجنون واخذت تلبي له كل مطالبه وفي يوم ما علمت سوسن بأن حسن على علاقة بفتاة، دبت بينهما مشاجرة وقررت إنهاء علاقتها به وبالفعل انقطعت عنه بضعة أشهر وأثناء ذلك تعرفت على شاب اسمه محمد نشأت بينهما علاقة، طلبت منه اثباتا أن يسرق شقة حبيبها الذي غدر بها، حيث أنه يحتفظ بورق أراضي وشقق سكنية.

ذهبت سوسن إلى شقة حبيبها بعد أن أوهمته بأنها تريد العودة له وسهلت دخول صديقها محمد إليه واعتدى عليه بسلاح ابيض ثم فر هاربا.. بينما كان المقدم معتز زايد رئيس مباحث قسم شرطة الأميرية يتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم حتى اشتبه في أحد الأشخاص، وبالاقتراب منه حاول الفرار إلا أن القوة الأمنية تمكنت من السيطرة عليه وضبطه وتبين أنه يدعى محمد عاطل وبتفتيشه عثر بحوزته على حقيبة مغلقة، كيس بلاستيكى بداخله بعض الأوراق مجهولين المصدر، 3 قطع سلاح أبيض سكين، آلة حادة مفك.

 

تم اقتياد المتهم إلى قسم الشرطة وبمناقشته عن مصدر المضبوطات اعترف بسرقتها من داخل إحدى الشقق السكنية بدائرة القسم بأسلوب التسلق وأمكن التوصل للمجنى عليه، وتبين أنه مصاب بعدة إصابات، وتم نقله للمستشفى وبسؤاله قرر بأنه حال تواجده بالشقة محل سكنه تنامى إلى سمعه تواجد أحد الأشخاص داخل الشقة باستبيانه الأمر فوجئ بتواجد المتهم والمضبوط وقيامه بالاستيلاء على الحقيبة المضبوطة وأثناء محاولة السيطرة على المتهم تعدى عليه بالضرب باستخدام الأسلحة البيضاء المضبوطة بحوزته محدثًا إصابته ولاذ بالفرار وبحوزته المسروقات وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بتحريض من سوسن ربة منزل حيث تم ضبطها، وأيدت ما جاء بأقوال المتهم وفى سبيل ذلك استعانت به لتنفيذ مخططها واستغلت تواجدها بالشقة محل البلاغ بدعوى رغبتها فى التصالح مع المجني عليه وفتحت شباك المطبخ لتمكين المتهم من الدخول والاستيلاء على المسروقات، تحرر محضر بالواقعة وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.