الأقزام يحاصرون الفنانين المصريين في أوغندا.. صيحات الحرب

الفنان محمد رضا وقف يرقص وسط الأقزام
الفنان محمد رضا وقف يرقص وسط الأقزام

سافرت بعثة من الفنانين المصريين لتصوير فيلم مغامرات فوق جبال كمبالا فوقع أفراد البعثة في مغامرة أكثر إثارة من الفيلم نفسه الذي سافروا لتصويره.

وقعت المغامرة فوق جبال القمر عندما أحاط بهم الأقزام وهم يحملون حرابهم ووقفوا بوجوهم التي صبغوها بالألوان في انتظار إشارة كبيرهم ليبدأوا الهجوم بينما فؤاد المهندس وصفاء أبو السعود وعبدالسلام محمد ونبيلة السيد يغمضون عيونهم في انتظار المأساة التي يتوقعون حدوثها لهم بين لحظة وأخرى.


وإلى جانب كبير الأقزام وقف المخرج محمد سالم ومحمد رضا يحاولان إقناعه بالعدول عن إعطاء إشارة الهجوم على بقية أفراد البعثة سرعة الهروب حتى لا تحدث الكارثة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 1972.


والمغامرة من أولها بدأت عندما اقترح المرشدون الأوغنديون على محمد سالم مخرج الفيلم زيارة المنطقة التي يعيش فيها الأقزام التي تعتبر شيئا فريدا بالقارة الأفريقية وتوجهت البعثة من مدينة بورنال عاصمة إقليم بتورو في غرب أوغندا بالسيارات إلى منطقة الأقزام حيث يعيشون فوق جبال القمر.

وعندما توقفت السيارات الثلاث التي تقل  البعثة أحاط بهم 300 قزم ما بين رجل وسيدة وطفل كانوا يحملون السهام والأقواس وفوجئ المخرج محمد سالم بأن ملابسهم غير مناسبة فقرر إلغاء التصوير والعودة ولكن القرار جاء متأخرا بعد ان علم زعيم القبيلة أنهم مطلوبون للظهور في فيلم.

وقال المخرج: إذا أرادوا التصوير فلابد من الظهور بملابسهم الوطنية ونقل المرشد طلب المخرج لزعيم القبيلة الذي أسرع ورجاله إلى داخل الغابة لارتداء الملابس المطلوبة وبعد لحظات خرجوا من بين الأحراش وهم يغطون أنفسهم بأوراق الشجر وما كاد المرشد يترجم لزعيم القبيلة قرار المخرج حتى رفع الأقزام أسلحتهم من حراب وأقواس وبلط في وجه أفراد البعثة وبدأوا يطلقون صيحات الحرب.

وصرخ فؤاد المهندس وأغمى على بقية أفراد البعثة وأفاقوا ليجدوا الأقزام قد اقتربوا منهم أكثر ووقف محمد سالم يعرض عليهم الهدايا والنقود بلا فائدة.

اقرأ أيضا| محمود المليجي يكتب في مذكراته: دفنت شقيقتي حية


وبعد مداولات ومناقشات نجحت المفاوضات بعد أن وافق محمد سالم على تصوير الأقزام مقابل 40 شلن أوغندي ( 50 جنيها مصريا ) ورفض جميع أفراد البعثة من الفنانيين المغامرة بحياتهم والاشتراك معهم في الرقص باستثناء محمد رضا أو المعلم عماشة الذي وقف يرقص وسطهم أكثر من نصف ساعة وهو يردد بكلمات منغمة : يلا يا ويكا كله يرحل على المزيكة أخرجوا بالعربيات واستنونا بعد شوية هيلا هوب هيلا. بينما كان الأقزام يرقصون وفاروق إبراهيم يصور اللقطات.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم