المطران جورج شيحان: اللبنانيون يتمنون زعيماً مثل السيسى

المطران جورج شيحان
المطران جورج شيحان

المطران جورج شيحان رئيس أساقفة أبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية فى مصر، والزائر الرسولى على شمال أفريقيا، . ولد فى جونيه (شمال بيروت) عام 1953، ودرس الفلسفة واللاهوت فى جامعة «الروح القدس الكسليك» بجونيه، ثم التحق بالجامعة الكاثوليكية فى باريس، ونال إجازة فى التربية والشئون الرعوية، جاء مطرانا لأبرشية القاهرة المارونية لمصر والسودان عام 2012، قادما من عمان بعد أن أسس أول رعية مارونية فى المملكة الأردنية الهاشمية. ألف المطران شيحان كتابه الأول: «أول كنيسة مارونية فى مصر» العام الماضى، وينتظر هذا العام صدور مؤلفه الثانى: «الكرسى السابع.. عشر سنوات فى مصر».. وكان لنا معه هذا الحوار.

> فى البداية.. أود أن أسألك عن أبرز ما حققته خلال 10 سنوات قضيتها فى مصر مطرانا للموارنة؟

- بداية مجيئى إلى مصر كانت فى سبتمبر 2012، وكانت مصر تمر بفترة عصيبة هى حكم جماعة الإخوان، تعرفت على أبناء الأبرشية وأبناء مصر، ووجدت كل من أعرفهم (مسيحيين ومسلمين)  حزينا على مصر، كيف لهذا البلد العظيم أن يكون هكذا؟! فصرت أصلى كى ينجى الله مصر من هذا الشر الكبير، والذى لم يدم طويلا ونشكر الله على خير ثورة يونيو2013، هذا أول ما فعلته الصلاة من أجل مصر، وبعد استقرار الأوضاع بدأت أفكر فى النهضة على 3 مستويات: المستوى الروحى، والمتمثل فى النهوض وإعمار وترميم الكنائس وإعادة تكريسها، والمستوى الثانى هو الاجتماعى، وتمثل فى احتضان أبناء الطائفة المارونية، والبحث عن بعض أبنائها الذين حكمت الظروف الاجتماعية عليهم بأن يكونوا خارج دائرة الموارنة بظروف زواج آبائهم وأجدادهم من الطوائف المسيحية الأخرى، صرت أبحث عنهم وأدعوهم إلى لم الشمل داخل كنيسة أجدادهم، أما المستوى الثالث وهو النهضة الثقافية وتكللت بتدشين «المركز المارونى اللبنانى للثقافة والإعلام بالقاهرة». 


> وكيف ترى النهضة التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

- فخامة الرئيس أسميه «أبو المصريين»، انظر رد فعل الناس حينما يقابلهم الرئيس مصادفة فى الشارع تصيبهم فرحة عارمة، انظر إلى ابتسامة ذوى الهمم.. هؤلاء الملائكة الصادقون وإحساسهم بالفرحة والأمان وهم بجانب الرئيس كأنه أبوهم، الرئيس رجل مفعم بالتنمية، ويسير بها وفق معايير علمية دقيقة، بدأها بالأمن والأمان والقضاء على عناصر الشر والتخريب من الإرهابيين وفلول الجماعات المتطرفة، ثم أعقبها بتحديث البنية التحتية، وإنشاء شبكة كهرباء وشبكات صرف ومياه وشبكة طرق وكبارى، ثم جاء بعنصر الجمال وتمثل فى القضاء على العشوائيات وتجميل مصر وإظهار وجهها الحضارى، انظر إلى «ممشى أهل مصر»، انظر إلى «ميدان التحرير» ألا يضاهى أجمل وأعظم ميادين الدول الكبرى؟!  


> وكيف ترى دعم الرئيس السيسى للبنان؟

- دعم كبير من فخامة الرئيس السيسى، ووقوفه مع لبنان فى أزمة كورونا، وأزمة انفجار مرفأ بيروت وغيرهما، ودعمه اللوجيستى له، ودعمه بالغاز والكهرباء، السيسى قدم الكثير إلى لبنان، واللبنانيون يتمنون قائدا حكيما وصاحب رؤية تنموية ونهضوية مثله، وباسم كل اللبنانيين نقول له: شكرا فخامة الرئيس. 

> لفت انتباهى تلك اللافتة التى وضعتها على كنيسة الإسماعيلية المارونية، وربما لم أشاهدها على أى كنيسة من قبل (كنيسة القديسة تريزيا مركز روحى ثقافى اجتماعى)، ، دعنى أسألك: لماذا وضعتها؟

- ببساطة لأن الكنيسة المارونية هى دار جمعاء: دار للصلاة والعبادة، دار لتلاقى الحوار والحضارات، ودار علم ومعرفة وثقافة، وهذا إيمان الكنيسة المارونية منذ نشأتها: الإيمان والعلم والثقافة والتعايش مع الآخر، إضافة إلى أن الكنيسة المارونية كنيسة وطنية، ونحن هنا فى مصر كنّا أول كنيسة تذكر «أم الشهيد» من الجيش والشرطة فى بيان رسمى. 


> أعلم أنك تعكف الآن على تأليف كتابك الثانى «الكرسى السابع.. عشر سنوات فى مصر» هل لك أن تحدثنا قليلا عنه؟

- الكرسى السابع هو كرسى المطرانية الذى أجلس عليه، فقد سبقنى 6 مطارنة، وأحكى فى هذا الكتاب ذكريات 10 سنوات قضيتها فى مصر، وأذكر الزيارات التى قمت بها فى المتاحف والكنائس والمساجد، وأؤرخ أيضا لتاريخ عائلتى فى مصر، فقد كانت لعائلة «شيحان» إسهامات ومآثر، فعمى الأكبر حيدر باشا شيحان كان أحد كبار التجار والوجهاء فى بدايات القرن الماضى، وأحد المهتمين بالثقافة والتعايش، وتبرع لبناء مساجد وكنائس، وله دعم وتبرعات لحوالى 15 جمعية خيرية ودور رعاية، إضافة إلى أنه كان من المهتمين بالمعرفة والنهضة، وكان يجالس الإمام محمد عبده وجمعتهما صداقة واحترام متبادل، فإقامة حيدر شيحان فى المنصورة وطنطا البلدة التى كانت تجل وتحب الإمام محمد عبده، كما أن الإمام محمد عبده أحب لبنان ومكث فيه فترة من الوقت، كل هذا كان أشبه بقواسم مشتركة تزيد من تقارب الرجلين. 


> حدثنا قليلا عن زيارتك إلى مسجد عمرو بن العاص ومسجد الفتاح العليم؟

- ذهبت لتفقد العاصمة الإدارية الجديدة، ، وتفقدتُ منشآتها ودخلت مسجد الفتاح العليم، وهو تحفة معمارية عظيمة، أما مسجد عمرو بن العاص الأثرى فى دمياط، فكنت قد ذهبت فى العام الماضى إلى دمياط لأنى كنت أؤلف كتابى «أول كنيسة مارونية فى مصر» عن كنيسة «البارجة» فى دمياط التى كرسها الأب موسى هيلانة عام 1745، وتفقدت معالمها الأثرية ودخلت المسجد الأثرى ورحب بى أهل دمياط، وهم أهل كرم وضيافة، فى الحقيقة أنا مهتم بالسياحة وعاشق للآثار الإسلامية والفرعونية، ودائم الزيارة للحسين وشارع المعز، وقريبا سنطلق مبادرة سياحية اسمها «القاهرة- بيروت» وهى رحلات سياحية إلى بيروت، وإلى القاهرة، كى نشجع السياحة بين البلدين الشقيقين، ويتعرف الشعبان على آثار وحضارة بعضهما، ويدعما الدخل القومى للبلدين، كما أدعو جميع المصريين (مسلمين ومسيحيين) لزيارة الكنائس المارونية والتعرف على معمارها وتاريخها. 


> بحثنا فى أرشيف الصحف المصرية فلم نجد مطرانا مارونيا قد اهتم بالثقافة بعد المطران «بطرس ديب» غيرك، لماذا انقطعت صلة المطرانية المارونية بالثقافة لأكثر من نصف قرن؟

- هذا صحيح، لكن دعنى أوضح لك الصورة كاملة، المطران «ديب» شهد فترة ازدهار الموارنة وإسهاماتهم فى الثقافة والحضارة بجانب أشقائهم المصريين، وفى الحقيقة هؤلاء المطارنة المتعاقبون بعد المطران «ديب» والذين نكن لهم كل الفخر والتقدير لما قدموه للكنيسة المارونية ولمصر، نلتمس لهم الكثير من العذر، فقد شهدت تلك الفترة الكثير من الأحداث والحروب التى أعاقت عملهم النهضوى والتنموى: حرب 67، والحرب الأهلية اللبنانية، وأحداث فترة حكم جماعة «الإخوان»، وإن كان لى فضل فى إعادة النهضة المارونية فهو بفضل تعاون أجهزة الدولة معنا، الأجهزة الأمنية والوزارات والمحافظين والحى، وعلى رأس كل هولاء دعم فخامة الرئيس السيسى لكل نشاط يبنى ويعمر، فالرئيس صاحب رؤية بنّاءة، وبالتأكيد مثل هذه الشخصية العظيمة تحب أن ترى وتشجع أى بناء حضارى أو ثقافى أو فكرى.  


> وما هى مشروعاتك الثقافية والنهضوية التى ستقدمها فى العام الجديد؟

- سنبدأ هذا العام بعدة فعاليات ثقافية مهمة، ستكون الأولى تكريم عدد من صحفيى الفن والثقافة والسياحة والآثار المتميزين بتحقيقاتهم ومقالاتهم الصحفية التى نشرت فى عام 2021 وسنمنحهم «وسام الأرز»، وشهادة تقدير من «المركز المارونى اللبنانى للثقافة والإعلام»، ثم سنفتتح «صالون مى زيادة» فى 15 فبراير الجارى، وسيعقد مرتين فى الشهر، ثم سنمنح «وسام مى زيادة»، وبعده سنمنح عدة أوسمة منها: وسام آسيا داغر، ووسام داود بركات، ووسام أمين الريحانى، وسنحاول جاهدين افتتاح «بيت الحويك للثقافات والحضارات» فى الإسكندرية، كما سيصدر المركز الثقافى عدة كتب هذا العام منها: «البطريك الحويّك.. حائك أساسات أبرشية القاهرة المارونية»، وكتاب «المعمار الكاثوليكى فى مصر»، وأربع كتب عن: مى زيادة، وأنطون الجميل، وداود بركات، وعزيز ميرزا.