خالد مححمود يكتب .. منْ يريد موت الزعيم؟!

خالد مححمود
خالد مححمود

من يريد موت الزعيم؟!، سؤال يلح على ذهنى بين الحين والآخر عندما تطارد الشائعات الفنان الكبير عادل إمام، وتنتشر بعض الأخبار التي تحاول النيل من وجوده سالما وإقصاء حياته تحت عباءة ذلك الفكر المغرض المريض الذى يشيع ويكرر بأن «الزعيم» تعرض لوعكة صحية شديدة، وما شابه تثير الحزن والخوف في قلوب محبيه وجماهيره.
 

توقفت كثيرا عند قول المنتج عصام إمام الذى سأم ونحن معه، من تكرار تلك الشائعات عندما قال “هناك تجاوز غير طبيعي في حجم الشائعات الصحية التي تلاحق شقيقي.. هو في إيه يا جماعة.. زهقنا من الشائعات المتكررة حول صحة الزعيم”. 
سيناريو ملاحقة استقرار عادل إمام تجاوز إلى أنه بات يعيش فى عزلة، وانه اختار أن يقضى ما تبقى من حياته بمفرده.. نعم هو فيه إيه يا جماعة.
أمر غريب حقا فعادل إمام حياته الناس وقربه منهم، وهو الذى عبر عن أحلامهم وآهاتهم وانتزع  كل مفردات الألم والحقد واليأس والكراهية من حياتهم ليملأ قلوبهم ووجدانهم بالبهجة والأمل والتصالح مع أيامهم عبر إبداعه.
والسؤال المطروح: ما الهدف من وراء كثرة إشاعة مرض أو وفاة نجم مثل عادل إمام؟، أعتقد أن جزءًا لا يتجزأ من كارهى الفن والفنانين، كارهى النجاح ، كارهي الحب ، كارهي النبل والبهجة ، كارهي الحياة.. فالفن حياة.. ووراء مثل تلك الشائعات، ولم يكن عادل إمام وحده الذى تناله  الشائعات فى الفترة الأخيرة، بل ومنذ زمن ، نعم  هناك نجوم وفنانين تألموا من تلك الشائعات، لكنهم سرعان ما خذلوا المروجين والكارهين والشامتين.. وتشبثوا ببقائهم فى وجدان الجمهور .
هناك أسباب عديدة وراء ما تعرض له الزعيم ورفاقه، بل وما يتعرض له الفن من هجمات “فشنك” ، ربما يكون وراء ذلك من يتمسحون بالدين لخطف الأضواء ويخشون على أنفسهم من ضياع تأثير أفكار التشدد والتزمت والتصنع من وجدان الجمهور بتأثير الفن العظيم. 
كراهية تلك الأنواع من البشر للفن تنبع من بئر الخوف من سحب بساط السلطة والتأثير، أمام سلطة وتأثير الفن، ويدركون جيداً ويعرفون أن الفن هو خصمهم على مساحة الوجدان، هم مرعوبون من هذا المنافس الناجح، المنافس الذى يتعامل مع البهجة بينما هم يتعاملون مع التجهم، المنافس الذى يتعامل مع ثقافة الحياة بينما هم  يتعاملون مع ثقافة الموت.
نعم على مدار أكثر من نصف قرن كان عادل إمام واقفا بالمرصاد مدافعاً عن ثقافة الحياة، حرص أن ينتصر للفن واهتم بمحاربة الإرهاب فى عدد من أفلامه، غامر بـ “ الارهابى “ و” طيور الظلام “ ومن قبلهما ذهب إلى أسيوط عام ١٩٨٨ وعرض مسرحيته “ الواد سيد الشغال “، تضامنًا مع فرقة مغمورة من هواة المسرح أسسها شباب هناك، وكان يعتبره الجماعات المتطرفة من أهل الكفر وحاولوا منعهم من تقديم عرضهم بالقوة.
السبب الآخر هو تلك المواقع الإلكترونية التى لم تكترث لخطر ما تبثه من أخبار وشائعات يمكنها أن تهز كيان فنان دون أن تعى عدم مصداقيتها، بحثا عن تريند، وبطبيعة الحال ينجرف وراءها ويرددها ويتداولها الكثيرون من الجمهور حتى من عشاق النجم، فأحيانا يكون من الحب ما قتل، فى بعض الأحيان تكون شدة الحب والتعلق بالفنان واحد من أسباب إيذائه، بسعيه وراء أخباره وخاصة الصحية واختراق الخصوصية ثم يلى هذه المرحلة مرحلة تداول أخبار غير صحيحة وكاذبة أيضا على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى رأسها أخبار الرحيل، وكأن الجمهور هنا يريد أن يساهم فى وضع سيناريو النهاية للنجم الذى أحبه، وتعلق به وكان الجمهور أراد أن يتوقف الزمن عند مرحلة معينة فى حياة هذا النجم.
دون شك الحالة الصحية للفنانين وخصوصا أثناء فترة تلقيهم لعلاج معين يسهّل من انتشار شائعة وفاتهم نظرا للاهتمام الكبير الذي يوليه الجمهور لهم ومتابعة مستجدات الحالة الصحية وعلى الجمهور، ألا يندفع ليرثي أي فنان إلا بعد التأكد.
فكثرة الشائعات التي تُطال الزعيم، مثلا اضطرت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي فى فترة سابقة لإصدار بيان شديد ضد المواقع الإلكترونية التي وصفها بأنها «محدودة الانتشار»، والتي نشرت أخبار كاذبة تدعي وفاة عادل إمام، محذرا بأنه سيتخذ الإجراءات القانونية حيال تلك المواقع التي تخالف القانون وميثاق الشرف الإعلامي.
وأشار نقيب الممثلين إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتردد فيها شائعات حول مرض ووفاة الفنان عادل إمام، موضحا أنها شائعات سخيفة يستخدمها بعض من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من أجل جمع «اللايكات» دون مراعاة مشاعره هو وأسرته.
عادل إمام صرح مرارا متسائلا: عاوزني أموت ليه؟ أنا في البيت وتحت اللحاف وبقرأ الجرائد، وبحل الكلمات المتقاطعة، دي عادة بقى”، ووجه “الزعيم”، حديثه للشعب المصري قائلا: “يا رب يبعد عنكم الأمراض وكل مكروه، يا رب يخلي قلوبكم سمحة“
لم يكن عادل إمام بمفرده الذى كان هدفا لكارهي الفن، بل هناك نجوم آخرين تعرضوا لشائعات قاسية منهم سميرة أحمد وأحمد بدير ويسرا وكاظم الساهر ومحمد سعد وياسمين عبد العزيز وإلهام شاهين، ومنى زكى.