في أمريكا.. من البطالة إلى الجريمة

المتهم تشاندلر هالدرسون
المتهم تشاندلر هالدرسون

دينا جلال

..البطالة، الافلاس، الفشل، هكذا انطوت واحدة من الجرائم التي تنظرها المحاكم الأمريكية على تلك المعاني لتعكس نوعية الجرائم فى الولايات والمدن الأمريكية، وتعرض كواليس وأسرار العديد من الاسر بعد تأثرهم بعامين من الأزمات الاقتصادية والوباء والاضطرابات الامنية.
 

أمام محكمة مقاطعة داين في ولاية ويسكونسن مثل المتهم الشاب تشاندلر هالدرسون -23 سنة- منذ ايام قليلة ليواجه اقصى عقوبة تبعًا لقوانين الولاية، السجن مدى الحياة بتهمة القتل من الدرجة الأولى بعد إقدامه على قتل والديه وتشويه جثتيهما، وكشفت جلسات وتحقيقات المحكمة كواليس الحادث الصادم في عناوينه وتفاصيله لدى الأمريكيين.


ثارت التساؤلات حول سر تحول شاب فى العشرينات من عمره إلى قاتل بلا قلب يتخلص من والديه خلال لحظات ويضع خطة متكاملة لإخفاء جريمته، وكشفت المحكمة أن الكذب وفشله في الدراسة والعمل هما السببان الرئيسيان وراء الجريمة حين اوهم تشاندلر والديه بتحقق احلامه بعد نجاحه فى الالتحاق بكلية تقنية بالإضافة إلى عمله كغواص تابع للشرطة الأمريكية من خلال  عمله فى مؤسسة سبيس إكس  واحدى شركات التأمين العائلي.


لم يستطع تشاندلر أن يغطي كل تلك الأكاذيب التي تطلبت منه الاختفاء بشكل كامل عن المنزل، استمرت محاولات بحثه عن العمل للوصول إلى تلك الشركات للحاق بها إلا أنه لم ينجح في الحصول على فرصة عمل، وبالطبع ثارت شبهات والديه حوله وازدادت الامور سوءًا بعد أن اخبرت العائلة جميع معارفهم بعمل ابنهم ليكتشفوا انهم غارقين فى الوهم.


أكاذيب المتهم

علم تشاندلر أن والديه كانا على موعد مع مسئولي الاكاديمية التي التحق بها لكشف اكاذيبه بشكل كامل ومواجهته بتغيبه عنها تمامًا، توصل إلى حل إجرامي واحد فقط للخروج من مأزقه، كشف المدعي العام امام المحكمة عن إطلاق المتهم الرصاص على رأس والده بارت -53 سنة- ووالدته كريستا -50 سنة- ولم يكتفِ الابن القاتل بالقتل فقط وانما قطع جثتي والديه ووزع أجزاءهما بين الحرق أو الدفن حين حاول إخفاءها بعيدا على طول نهر ويسكونسن في مقاطعة سوك، وقعت الجريمة في يوليو العام الماضي وبعد اسبوع من ارتكابه الحادث ابلغ تشاندلير الشرطة باختفاء والديه بعد سفرهما إلى احدى المقاطعات الريفية برفقة زوجين آخرين لا يعلم هويتهما وانقطعت اخبار والديه عنه تماما.


كشف المدعون امام المحكمة عن مواجهتهم لواحدة من اكثر التحقيقات تعقيدًا حين ضللهم الابن القاتل، ووصف نائب المدعي العام وليام براون التحقيق بأنه معقد وفريد حيث كثف المحققون لقاءاتهم مع الشهود والجيران ليكشفوا مشاهداتهم للابن بسيارته في الغابة على طول النهر لأكثر من مرة ومن هنا عثر المحققون على اجزاء من جثتي الوالدين.


توجه المحققون نحو المنزل لتفتيشه وكشفوا بالفعل عن بقايا بشرية داخل المدفأة صارت واحدة من اقوى الادلة فى القضية بعد أن تخلص الابن من جمجمة والديه وبعض العظام بحرقها داخل المدفأة، واستمر جمع الادلة بالعثور على سلاح الجريمة، البندقية ومقص ومنشار وعدد من الادوات الحادة.

أقصى عقوبة

استغرقت جلسة محاكمة تشاندلير ساعتين تقريبا قررت خلالها هيئة المحلفين اتهام الجاني بجريمتي قتل وتشويه وإخفاء جثتي والديه بالإضافة إلى تقديم معلومات كاذبة عن عملية اختطاف وهو ما يدفعه لمواجهة السجن مدى الحياة بتهمة القتل العمد من الدرجة الأولى تبعا لقانون الولاية.

تداولت الصحف جريمة تشاندلير باعتباره عاطلا عن العمل أو نموذج للبطالة حيث يشير مكتب برامج العدالة وهو وكالة اتحادية توفر المنح والتدريبات لتحسين قدرة الدولة على منع الجريمة والحد منها، وأشارت إلى أن البطالة ليست العامل الرئيسي للجريمة بشكل كامل إلا أنها تسهم في دفع الأشخاص إلى الجريمة لتمكينهم من البقاء اقتصاديا فهى تتسبب فى زيادة السلوك الإجرامي وأحد المؤثرات التي تؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة وتشير الدراسات إلى أن الارتفاع الحاد في البطالة أثناء الوباء أسهم في زيادة العنف باستخدام الأسلحة النارية والقتل في كافة المدن والولايات الامريكية.