عاجل

أهم مكتسبات كان2022 l مصر الأعلى.. والألوان اختفت.. والانتماءات راحت

منتخب مصر
منتخب مصر

شوقى حامد

يالها من فرصة عظيمة وموقف جلل توحدت فيها النعرات الفئوية وتجمعت فيها التوهجات الوطنية واختفت فيها الألوان المختلفة وتصافت فيها النفوس وراقت فيها الأرواح وتقاربت فيها القلوب والتقت فيها المُهج ولتعلو راية الوطن وليرفرف العلم المصرى على الصوارى الرياضية وتتفجر الأصوات من الأفئدة وليس من الحناجر وهى تردد النشيد الوطنى عندما يتم عزفه قبيل كل مباراة يخوضها المنتخب الوطنى فى بطولة كأس أمم أفريقيا التى دارت رحاها فى العاصمة الكاميرونية خلال الفترة الماضية.. الأمثلة عديدة والمشاهد أكيدة والمواقف فريدة أبهرت المتابعين وعكست الصدق والإخلاص والانتماء الذى يغشى الجميع وهم يتشرفون بالانتماء لمصر والانتساب لمنتخبها العريق الذى يحمل الرتبة السامية ويحقق الرقم القياسى فى مرات الفوز بهذا المحفل القارى.. وإذا كنا سنذكر بعض الأمثلة للتذكير والتخليد وليس الحصر والتفرد..

 

عندما سقط محمد الشناوى حارس مصر الأول كان أول من هرع نحوه لنجدته أبوجبل الحارس البديل الذى تناسى انتماءاته البيضاء وحتى عندما تألم الأخير من الإصابة التى لحقت به كان الشناوى هو أول المنقذين له والسابقين إليه.. بل كان أقرب الناصحين عندما احتكم الأمر لضربات الترجيح فى نهاية المباراة أمام الكاميرون.. وهكذا أيضا ظهرت الوطنية المجردة من أية شوائب لونية ونواقص فئوية عندما التف الكل حول محمد شريف وهو خارج بعد أقل من عشر دقائق مشاركة.. وقد ارتسمت على معالمه أمارات الغضب والحزن للتخفيف عنه والتسرية من أحزانه.. بل لعل رمضان صبحى لاعب بيراميدز تلقى آلاف وملايين التهانى لتحفيزه وحثه على مزيد من العطاء الوفير من الأداء فى المشاركات التالية وتناسى الكل الغصة التى لحقت بالحلوق من انتقاله بعيدا عن الأهلى تلبية للنداء المادى من قبل..

 

انخلعت كل القلوب عندما سقط الونش مصابا وظلت الأفئدة تبتهل إلى الله ليتعافى ويعود إلى الملعب وعلى نفس الوتيرة اهتزت وارتجفت الجفون عندما أصيب أكرم توفيق ولا يزال يحصد الدعوات المنهمرة بالتشافي.. هذا التوحد وذاك التجمع والتسامى والتسابق على تعلية النبرة الوطنية والتخلى والتخلص من كل النعرات اللونية والفئوية هو الذى رجح الكفة المصرية ربما على بعض الكفات التى سبقتها فى التصنيفات العالمية والأفريقية كالمغربية.. ولعلنا ونحن نتمسك بهذا التوحد قد فطنا إلى دوافع تفوقنا وأسباب تألقنا وخلفيات نجاحنا المهارة والموهبة والكفاءة واللياقة كلٌ تأتى بعده.. الروح والحماس والإخلاص هى الأساس.. ولتبقى مصر هى الأفضل والأهم والأعلى وكل ماعداها يتوارى ويُتناسى.. وتحيا مصر.. تحيا مصر .. تحيا مصر.