صباح الياسمين

ابحث عن الفرحة

ياسمين سامى
ياسمين سامى

نعم الله علينا لا تعد ولا تحصى، وله حكمة فى المنع والتأجيل والمنح والعطاء، أحيانا ندركها فى وقت لاحق، وهذا فى حد ذاته سببا فى ألا نفقد الأمل، ولا نيأس من الحياة، فلا شيء يأتى بمحض الصدفة، فكل يحدث بسبب ولسبب.


والحياة هى نعمة وهبة، طوبى لمن عرف طريقا لسعادته، فهناك من يختار طريق المال ويجد فيه لذة ويجد فى جمعها ملاذا آمنا، وهناك من يجد أن تحقيق طموحاته ونجاحه العملى هى غاية السعادة، وهناك من يكتفى بالجلوس وسط عائلته وأبنائه ويرى فيهم خير الدنيا وما فيها، ولكن مهما تباينت الطرق، تبقى السعادة فى راحة البال وأن يجلس المرء وقد ارتدى ثوب الستر والصحة، وعلى الرغم من بساطة هذا الأمر إلا أنه صار المعادلة الأصعب فى تحقيقها هذا العصر.


وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعى بوتقة للأخبار السلبية التى تدخل النفس فتملأها خوفا وحزنا خاصة مع تداولها بصور دامية وقاسية، وكذلك انتشرت المقارنات بصورة كبيرة خاصة مع انتشار البلوجرز والترويج لأشكال نمطية للسعادة، سواء مادية او متعلقة بالسفر والتنزه ومستوى معين لملابس الماركات وحتى حفلات الزواج التى تتجاوز ملايين الجنيهات تتحملها شركات دعاية وتكون هدفها الإعلان بل صار الزواج نفسه مادة إعلانية وبيزنس فى كثير من الأحيان، لذا أصبح الشعور بالضياع وكذلك عدم تقدير النعم سببا كبيرا فى فقدان الشعور بالسعادة.


وفى ظل ضغوطات الحياة، والصعوبات المادية والاجتماعية صرنا نتشدق ونبحث عن الكلمة الطيبة التى تربت على الكتف لتخبرنا بأحسن ما فينا، وصرنا نتمسك بمن يدفعنا للأمام، وبمن يعفو ويتغافل، فكان رسولنا الكريم أكثر الناس تبسما، ولم يكن فظا ولا غليظا، ولنا فيه أسوة حسنة، لذا ابحثوا دائما عن السعادة وتهادوا الكلمة الطيبة.