إنها مصر

الموبايل قنبلة موقوتة !

كرم جبر
كرم جبر

 قد تتحول الموبايلات إلى قنابل موقوتة فى أيدى بعض الشباب والصغار، والأيام الأخيرة شهدت حوادث مؤسفة، تستلزم إيقاظ الوعى والتوعية، حتى لا يجد شاب نفسه وراء القضبان بسبب ما نطلق عليه الابتزاز الإليكترونى.


 يتصور الأب والأم أن أجمل هدية يقدمانها لأبنائهما هى موبايل آخر موديل، ولا نجد شاباً أو فتاة أو صغيراً أو كبيراً إلا فى يده موبايل، يتيح له دخول العالم السرى للمواقع المحظورة والفضائحية.


 التوعية منعدمة، سواء المدرسة أو البيت أو دور العبادة، ولا أحد ينبه إلى القنبلة الموقوتة التى قد تنفجر فى وجه صاحبها فى أى وقت.


 الشاب الذى يطارد فتاة بصور مركبة أو حقيقية، يرتكب جريمة شنعاء ضد القانون والأديان، ويتصور أنه يفعل شيئاً عادياً، شاهده فى مسلسل أو فيلم سينمائى، ويقلد ما يراه.


 وتدخل اللعبة مرحلة الخطر إذا انتشرت على فيس بوك، وتتسع الفضيحة، فلا تجد الضحية مفراً من التخلص من حياتها، ويكون الموت أكثر أماناً من الحياة.
 التربية عامل أساسى فى زمن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى بديلاً عن الأب والأم والمدرسة، وتتحول اللعبة إلى قضبان وسجن وبهدلة وعار وفضيحة.


 ما نطلق عليهن « فتيات تيك توك»، متعلمات، لغات، ميسورات، جميلات، شيك، وتقلد البنت المواقع الأجنبية، وتنشر صورها وتدخل برامج وحكايات، لا تعلم مدى خطورتها.


 فتجد نفسها أمام النيابة متهمة بالإتجار فى البشر، والسجن والبهدلة وضياع المستقبل، ولا تنفع دموع الندم، ولا أحزان الآباء والأمهات والأسرة.
 فى العام الماضى وقعت جريمة شاذة، بقيام تلميذ فى الإسكندرية بذبح مدرسة تعطيه درسا خصوصيا من رقبتها، لأنها سخرت منه، وشاهد لعبة إليكترونية شبيهة بحالتها، ففعل مثل نجم اللعبة ولم يشعر أنه فعل شيئاً غريباً.


 والألعاب الإليكترونية فيها جانب مسلٍ ومفيد وينمى المهارات ويرفع مستوى الذكاء، ولكن لها أضراراً كبيرة وتحتاج إلى تنقية واختبار لتناسب سنوات العمر، وحجب الألعاب الضارة والخطيرة.


 على من تقع المسئولية؟


 الجميع بما فى ذلك وسائل الإعلام، ويجب أن تخصص برامج كاملة حول هذه الموضوعات، وستجد نسب مشاهدة كبيرة جداً، لأنها أصبحت قضايا حياتية، تمس كل بيت وكل أسرة.


 والمدرسة، وإدخال مادة فى كل مراحل الدراسة لتنمية الوعى واليقظة، فلا أحد يستطيع المنع، ولكن النصح والإرشاد والفهم.


 ودور العبادة والأندية وأماكن التجمعات الشبابية، بحيث لا يأخذ الأمر النصح والإرشاد، ولكن التنبيه والإقناع.


 لكل عصر قوانينه وأحكامه، ونحن الآن فى عصر الإليكترونيات المفتوحة.