أخيرًا التراث المسرحي.. حلم واتحقق

التراث المسرحي
التراث المسرحي

هيا فرج الله

عقب عرض مسرحيتي «حليم» و«كوكب الشرق»، والكشف عن بعض مقتنياتهم الخاصة، بدأت فكرة إنشاء متاحف للتراث المسرحى، تحتوى على مقتنيات لأهم الفنانين المصريين داخل المسارح، وبالفعل انطلقت الفكرة  داخل الأجنحة الخاصة بالمركز القومي للمسرح والفنون الشعبية والموسيقي، نستعرضها في التقرير التالي.

يقول ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح  والموسيقي والفنون الشعبية: «فكرة المتحف الخاص بالمركز القومي للمسرح هو مشروع وزيرة الثقافة الدكتوره إيناس عبد الدايم وبتوجيهاتها، وعندما توليت إداره المركز القومي للمسرح وجهت نظري لوجود متحف، وانه يجب ان يكون متاح للجمهور، وبدأنا بالتفكير ووجدنا ان المقتنيات التي لدينا في المتحف الحالى لا تكفي لعمل حلم المتحف الكبير، لهذا قررنا عمل تعاون بيننا وبين جمعية أبناء الفنانين، وجمعنا المقتنيات من حوالي ٣٦ شخصية فنيه ولازلنا نجمع، وهم ليسوا شخصيات مسرحيه فقط بل شخصيات خاصه بالفنون الشعبية والموسيقي أيضًا، ففي الموسيقي مثلا لدينا مقتنيات سيد درويش الخاصة مثل العود الذي كان يعزف عليه وطربوشه والعصاه الخاصه به وقسيمة زواجه.

 

ولدينا ايضا داوود حسني والعصاه الخاصه به ومذكرات بخط يده وملابس ليوسف وهبي وأمينة رزق، ومقتنيات نبيل الألفي، وزكي طليمات، وأحمد عبد الحليم وچورچ أبيض والكثير من الشخصيات وبدأنا نستكمل المقتنيات بزوزو نبيل و توفيق الدقن وسيد زيان وغيرهم، ومن الأحياء لدينا مقتنيات سميحه أيوب  وسمير العصفوري و آمال رمزي  وأشرف عبد الغفور، فجمعنا كم كبير من المقتنيات والمستنسخات يسمح أن ننشر هذا التراث لحين تجهيز المقر الاساسي للمتحف الكبير، وتم افتتاح الاجنحه في القاهره وأمرت وزيرة الثقافه بأن يتم تغطية الجمهورية كلها، فتم تعاون مشترك بيننا و بين هيئة قصور الثقافة برئاسة هشام عطوه  وتم الاتفاق علي ان يكون الجناح الخاص بهذا المتحف في قصر الثقافه التابع لكل محافظة، وبدأنا تجهيز ٥ محافظات بالفعل وهم بورسعيد و الإسكندرية والشرقية والمنوفيه والفيوم، تضم مقتنيات رموز المحافظه من الفنانين والشعراء والموسيقيين والفنون الشعبية، و يحتوي الجناح ايضا علي منفذ بيع وتسويق لمجلات و كتب المركز القومي للمسرح».

 

ويتابع: «يمكن ان يكون هذا الجناح هو قاعده بحثية للمهتم بشئون المسرح او الفنون، وفي القاهره توجد هذه الاجنحه بكل مسارح الدوله و في مسرح البالون و السيرك القومي أيضا، والحلم الاكبر هو المتحف الشامل و الجامع لكل المقتنيات و الذي من المفترض ان يكون مكانه الڤيلا التي ستكون مقر وزاره الثقافه بعد نقلها في العاصمة الادارية، وهو مشروع ضخم له ميزانيه كبيره مثل المتاحف العالميه و متحف اللوفر و متاحف الشمع، وقدمنا هذا المشروع للوزيره وهي بدورها تقدمه كمشروع قومي لوزاره الثقافه، ويتم تغيير المقتنيات في الاجنحه بالمسارح  كل فتره  بحيث ان يتم طرح جميع المقتنيات كل فتره وهذه الاجنحه مؤمنة جيدا ومزوده بأجهزة مراقبه وطفايات حريق بالاضافه الي وجود مناديب مدربين جيدا على شرح المقتنيات للجمهور،  وعلى الحفاظ عليها وهم مرشحين من وزاره الثقافه،  وأري ان الموضوع لاقي اهتماما كبيرا من رواد المسرح والمهتمين به».

 

أما هدير مزمل، مديرة المتحف الخاص بالمركز القومي للمسرح فتقول: «المتحف هو تابع للمركز القومي، ولكن فكرة المقتنيات الخاصة بالفنانين وجمعها وعرضها للجمهور هي اقتراح ياسر صادق، وبدأ بجمع مقتنيات اصدقائه والذين يعرفهم بشكل شخصي، وبعدها بدأ الموضوع بالتطور، و كانت الصدفة في انني كنت اعمل بالمركز القومي للمسرح في الاصدارات الخاصه به، و خصوصا بعد علم ياسر بدراستي و اهتمامي بالفنون المتحفيه طلب مني أن انضم لفريق عمل المتحف، و عندما توليت هذا المنصب كان بالفعل قد بدأ في فكرة الاجنحه ووجودها بالمسارح  و كان له الفضل في أن تكون فكرة المتاحف في المسارح القومية ونحن بصدد افتتاح ٥  أجنحه في محافظات مختلفه، وكل محافظه لها الرواد الخاصين بها في مجال معين، ولهذا وجدنا ترحيب كبير من الجهات المعنيه لإظهار رواد البلد، وعندما تعرض هذه المقتنيات نجد انتماء شديد جدا، وتم اختيار اماكن ومواقع لتكون علي مرأى الجمهور و رواد المسارح، وتم عمل بروتوكولات مع قصور الثقافه حتي نستطيع أن نحصل علي المقتنيات المتاحه لعرضها.

 

 وأضافت مزمل، بالتأكيد لم تكن فكره جمع المقتنيات أمر سهل ولكن بسبب التعاونات أصبحت الامور اسهل و أيسر، فمثلا من تم اختيارهم من الفنانين الذين لازالوا علي قيد الحياة هم من تبرعوا بمقتنياتهم فمثلا أشرف عبد الغفور هو من تبرع بنفسه بمقتنيات تخصه من جوائز وشهادات وبورتريهات له قد تم رسمها، وإهدائها، فالفنان يحب ان يكون له بصمه  في متحف مثل هذا لانه يجمع كل رواد الفن، وكذلك الفنانة القديره سميحة أيوب و مسرحية «سكة السلامة»  ونظارتها و حقيبتها  ومقتنياتها الشخصية، وأيضًا جمعنا مقتنيات يوسف وهبي مثل ملابس مسرحيه «كرسي الاعتراف»  وراسبوتين ، ومثلا الفنان سيد زيان ابنته تبرعت بمقتنياته الخاصة، وأعطتنا صور نادره له و ملابس الشخصيات التي جسدها والتي لها طابع خاص عند الجمهور وهذه هي اللمسه الرابطه بين الفنان و محبيه، ومجموعات الصور التي نمتلكها فحدث ولا  حرج و هي كافيه لفتح مكتبه خاصة بالصور، سواء كانت صور من أعمال او صور تذكاريه شخصيه، وتشرفت كثيرا باختيار ياسر صادق لي كمديره لهذا المتحف، وأتمني ان يتحقق الحلم الكبير».