ربة منزل تروي لحظات الرعب في مواجهة ذئب بشري

فاطمة: 5 ساعات دافعت فيها عن شرفي وحياة ابني

المجني عليها
المجني عليها

محمد عوف

كابوس مفزع عاشته فاطمة تلك السيدة البسيطة ذات الـ 24 عامًا لمدة 5 ساعات، لم تصدق حتى الآن أنها مازالت على قيد الحياة، بعد أن استسلمت وأيقنت أنها ستكون في عداد الموتى في غضون لحظات؛ذئب بشري هاجمها فجأة في شقتها محاولاً افتراسها بكل شراسة بلا وعي أو رحمة، مستغلاً تواجدها بمفردها ومعها طفلها الصغير فقط لتقع فريسة أمامه ولم تجد سوى المقاومة بكل عزمها وقوتها التي استجمعتها رغم تهديده لها بالسلاح الأبيض الذي صوبه ناحية رقبتها ثم وجهه حول رقبة طفلها مهددًا بذبحه إذا ما ظلت تعانده وترفض الامتثال له ولرغباته المنحرفة المجنونة، لكن العناية الإلهية تتدخل في الوقت المناسب لتنقذها من أنياب هذا الذئب المفترس ويقع في قبضة العدالة، التفاصيل في السطور التالية.

بينما كانت عقارب الساعة تقترب من العاشرة مساءً، حملت فاطمة ابنها الصغير ذات الثلاث سنوات عائدة من منزل حماتها لشقتها، فتحت باب الشقة ودخلت دون أن تلاحظ شيئًا غريبًا، وأي شيء ممكن أن تلاحظه المسكينة وهي تدخل بيتها في آمان؟

ضغطت على زر مصباح الصالة وأغلقت الباب وهي تلتقط أنفاسها من صعود السلم للدور الخامس؛ فجأة سمعت صوت حركة يصدر من ناحية غرفة النوم، اعتقدت انه زوجها قد عاد من العمل فنادت عليه؛ «انت جيت يا حبيبي بالسلامة»، لكنها فوجئت بشخص آخر يرتدي زي زوجها خارجًا من الغرفة ويرفع في وجهها السلاح مهددًا إياها بالذبح إذا لجأت للصراخ، الصدمة جعلتها تقف في مكانها لم تستطع التحرك، حاولت أن تستجمع قوتها حتى تقاومه وتدافع عن نفسها وشرفها، كانت خطواته أسرع منها فأخرج حقنة مخدرة من ملابسه وغرزها بها في كتفها حتى لا تقاومه، وكأننا أمام فيلم إثارة مكتوب بحبكة مؤلف قصص جريمة؛طلب منها أن تخلع ملابسها بهدوء وجرت بعدها الأحداث مثيرة أو لنقل كانت بالنسبة لفاطمة حياة أو موت.

خطف وتهديد

طلبه الشيطاني هو ممارسة الرذيلة معها بكل وقاحة وإجرام، قائلاً لها؛ «انتى خسارة في جوزك»، ارتجف قلبها حاولت مجاراته، وإقناعه أنها غير جاهزة اليوم لظروف صحية، لكنه لم يتراجع عن موقفه، اقترب منها بعد أن تجرد من ملابسه، وأمسكها محاولاً تجريدها هي الأخرى من ملابسها، لاغتصابها بالقوة لكنها ظلت تقاوم بشدة، لم يجد استجابة منها فاعتدى عليها وضربها على رأسها بمفك حتى سالت منها الدماء، ولم يكتفِ بذلك بل لجأ لطفلها الصغير اختطفه من بين يديها، ونزع ملابسه وهددها بذبحه وهتك عرضه إذا لم تستجب لرغباته الشيطانية، وإلقائه من أعلى سطح الشقة حيث تسكن الطابق الأخير، أصابتها الحيرة والفزع والرعب؛ ماذا تفعل هل تتركه يفعل بها ما يريد حتى تنجو هي وابنها من الذبح؟

 

لكن فاطمة ظلت متماسكة وتدعو في سرها أن تنجو بنفسها ونجلها من براثن هذا الذئب، شعر المتهم أنه لن ينال ما يريد وسوف يفتضح أمره دخل المطبخ، ونزع خرطوم اسطوانة البوتاجاز لتسريب الغاز حتى يشعل النار في الشقة لطمس معالم جريمته، وتضليل رجال الشرطة لتقييد الواقعة قضاء وقدرـ لكن تتدخل العناية الإلهية في الوقت المناسب، ويدق جرس الباب وينادي عليها زوجها من الخارج بعدما طال انتظاره وقد ظن أنها ذهبت في سبات عميق، قائلاً لها؛ افتحي يا فاطمة، أمسك المتهم بالطفل ولف حوله خرطوم البوتاجاز مهددًا بخنقه، قائلاً لها «ابنك في إيدي»، توجهت فاطمة ناحية الباب وهي تفكر ماذا تفعل، كل خوفها أن يدخل زوجها ويقتله هذا الشخص؟.

فتحت الزوجة الباب والخوف يتملكها، وجدها الزوج في حالة غير طبيعية والدماء تنزف منها فأخبرته أن شخصًا غريبًا في الشقة ثم أغلقت الباب خشية أن يدخل ويصطدم به، في تلك اللحظات، فر المتهم هاربًا بعد أن شعر بالخطر، قفز من نافذة الشقة متسللاً للشقق المجاورة حتى تجمع جيران المجني عليها وتمكنوا من ضبط المتهم واقتياده لمركز الشرطة، وتحرير محضر بالواقعة.

بلاغ

تلقى اللواء هاني عويس، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الغربية، إخطارًا من مستشفى المحلة العام بوصول سيدة في نهاية العقد الثالث من عمرها تدعى فاطمة ع، مصابة بإصابات بالغة في أنحاء متفرقة بالجسم والوجه ويصعب استجوابها، وبسؤال زوجها اتهم أحد الأشخاص يدعى «م. ح»، 29 سنة، عاطل، باستغلال غيابه عن المنزل أثناء عمله، واقتحم الشقة وأشهر سلاحا أبيض في وجه المجني عليها زوجته وهددها بالذبح في حالة صراخها، ثم صوب السلاح ناحية طفلها الصغير مهددًا بذبحه إذا لم تمتثل له، إلا أنها حاولت أن تتماسك لمدة 5 ساعات متواصلة حتى لا تعرض ابنها للخطر، حاولت منعه بكل الحيل والطرق فاعتدى عليها بالمطواة التي يحملها وظل يلوح بها في وجهها وجسدها حتى أصابها، ثم حقنها بحقنة مخدرة حتى لا تعارضه إلا أن مفعولها لم يسر في جسدها بسبب أن المادة المخدرة كانت ضعيفة، فلم تستسلم حتى عاد زوجها من الخارج وطرق الباب، وفر المتهم هاربًا من نافذة الشقة إلى بيوت متجاورة ومنها قفز المتهم إلى الشارع، البلاغ خطير، تحرر عنه محضر، ووجه المحامي العام لنيابات شرق طنطا الكلية بفتح تحقيق عاجل، ويصدر رئيس نيابة ثان المحلة قرارًا بحبس المتهم بعد القبض عليه في خلال دقائق معدودة، واعترافه بجريمته الشنعاء، ويقرر قاضي المعارضات بتجديد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق، واتهامه باقتحام منزل المجني عليها وشروعه في قتلها ومحاولة هتك عرضها واغتصابها بالقوة، مما تسبب في إصابتها وطفلها الصغير بإصابات بالغة.

كابوس

«أخبار الحوادث» انتقلت لمنزل أسرة المجني عليها، وبصعوبة بالغة تحدثت فاطمة تردد قائلة؛ حسبي الله ونعم الوكيل في هذا الشخص الذي لم يحترم حرمة بيت أو من يقيمون فيه وأضافت؛ أنها غير مصدقة أنها مازالت هي وطفلها على قيد الحياة، موضحة بانفعال صاحبه دموع وهي تتذكر هذه اللحظات العصيبة التي مرت بها وامتدت لـ 5 ساعات، وكأنها كابوس عاشته حلمًا لا واقعًا؛ أن المتهم قال لها باللفظ؛ «أنا هسيبك الليلة دي، ولو ماعملتيش اللي عاوزه حاقتلك انتي وابنك»، لكن إيمانها بالله جعلها تقاوم حتى أنقذتها العناية الإلهية مطالبة بالقصاص من المتهم بعد أن أصيبت بصدمة عصبية شديدة وإصابات جسدية بالغة نتيجة اعتداءه عليها.

وهذا ما أكده شقيق المجني عليها قائلًا؛ لولا وصول زوج شقيقتي في الوقت المناسب لكانت اختي وطفلها في عداد الأموات، فالقدر أنقذهما من موت محقق على يد ذئب بشري.