عاجل

أرى

ورحل بعد شهادته

وردة الحسيني
وردة الحسيني

فى مسيرة الحياة نلتقى مع الكثيرين ولكن تبقى القلة القليلة التى تترك بصمات وتحفر ذكريات خالدة، ومن بين هؤلاء الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ ياسر رزق.
والذى وصف خلال مسيرته فى بلاط صاحبة الجلالة بأنه  كان فارساً نبيلاً وصحفياً شجاعاً. كما ترك بصمات واضحة ميزها حبه لمصر ومواقفه الوطنية المخلصة لها.

أتذكر خلال مشاركتى بتغطية إحدى القمم العربية التى استضافتها مدينة شرم الشيخ، وكان فى ذلك الوقت رئيسا لمجلس إدارة أخبار اليوم ورئيسا لتحرير جريدة الأخبار،حرصه الدائم  فى نهاية كل يوم من أيام المؤتمر على الاجتماع معنا على العشاء، حيث تحدث عن ذكرياته مع عمالقة جريدة أخبار اليوم كالأستاذ الكبير الراحل عبد الفتاح الديب.

واجتمع مع موهبته الصحفية وقلمه الفذ التواضع الجم ، فخلال قيادته لمؤسسة أخبار اليوم كان يسير بدون افراد امن لحبه لقاء الجميع بلا حواجز، والذين عرفهم بالاسم خاصة ابناء العاملين الذين كان دائما ما يسألهم عن إسرهم وأحوالهم. ولم تخل مسيرته من المواقف الانسانية فعلى يديه فتحت أبواب الرزق للكثيرين، كما كان سندا وظهرا ليس فقط لابناء اخبار اليوم وانما لأهل بولاق حيث توجد مبانى اخبار اليوم وحينما علم بمأساة ومعاناة أحد العمال بالمؤسسة مع المرض اللعين حوله الى طبيبه الخاص ليتابع معه.

وكان كتابه «سنوات الخماسين بين يناير الغضب ويونيو الخلاص» آخر خطوة بمسيرته، وكأنها الشهادة التى قدمها عن مرحلة دقيقة من تاريخ مصر،والتى قال عنها إنها أكثر الحقبات صعوبة وتقلبات، وأشدها جزراً ومدا فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر.  وبعد تسطيره لهذا الكتاب رحل فى صمت بعد الإدلاء بشهادته، وبعدما أهداه للشعب المصرى مؤكداً أنه شعب عظيم لا يرضخ لظلم، ولا ينحنى لعاصفة،ولا يركع إلا لرب العباد.. رحم الله الأستاذ ياسر رزق وأسكنه فسيح جناته.