بداية

بطولة ارتكاز أمني

علاء عبد الكريم
علاء عبد الكريم

‭..‬هم‭ ‬مثل‭ ‬الصقور‭ ‬حين‭ ‬ينقضوا‭ ‬على‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬يرمزون‭ ‬للقوة،‭ ‬محترفين‭ ‬أمن‭ ‬وشجاعة‭ ‬وبطولة،‭ ‬الفكرة‭ ‬الوطنية‭ ‬مستقرة‭ ‬في‭ ‬وجدانهم‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬أعينهم‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬النوم‭ ‬أو‭ ‬الغفلة،‭ ‬وجودهم‭ ‬ضرورة‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬لطرد‭ ‬النفوس‭ ‬الشريرة‭.‬

ولو‭ ‬بعد‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬لن‭ ‬ينسى‭ ‬المصريون‭ ‬ولا‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬حكايتهم،‭ ‬ستظل‭ ‬ماثلة‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬تعيها‭ ‬ذاكرة‭ ‬التاريخ‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬الأرض،‭ ‬يتغنى‭ ‬بها‭ ‬الكبار‭ ‬والصغار‭. ‬

في‭ ‬سيرتهم‭ ‬تعرف‭ ‬معنى‭ ‬البطولة‭ ‬والتضحية،‭ ‬إنهم‭ ‬المختارين‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬وحماية‭ ‬الشعب‭ ‬وكشف‭ ‬المؤمرات؛‭ ‬كانت‭ ‬نصيحة‭ ‬الحكيم‭ ‬آني‭ ‬لابنه‭ ‬دائمًا‭ ‬هي،‭ ‬‮«‬اتخذ‭ ‬من‭ ‬شرطي‭ ‬شارعك‭ ‬صديقاً‭ ‬لك‭ ‬ولا‭ ‬تخطأ‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يثور‭ ‬عليك‮»‬‭.‬

وهذه‭ ‬قصة‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬البطولة‭ ‬التي‭ ‬تذخر‭ ‬بها‭ ‬سجلاتهم‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬أول‭ ‬لها‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة،‭ ‬جرت‭ ‬أحداثها‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭.‬

كانت‭ ‬المطاردة‭ ‬عند‭ ‬منتصف‭ ‬الليل،‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬من‭ ‬شوارع‭ ‬القاهرة‭ ‬الجديدة‭ ‬بمنطقة‭ ‬التجمع‭ ‬الخامس؛‭ ‬ارتجت‭ ‬المنطقة‭ ‬الهادئة‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬صراخ‭ ‬فتاة،‭ ‬علا‭ ‬الصراخ‭ ‬والبكاء‭ ‬كأنه‭ ‬دوي‭ ‬انفجار‭ ‬هائل،‭ ‬تزاحمت‭ ‬الرؤوس‭ ‬تطل‭ ‬من‭ ‬الشرفات‭ ‬والنوافذ؛‭ ‬يصرخون‭ ‬سؤالهم‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل؛‭ ‬من‭ ‬ذاك‭ ‬الهمجي‭ ‬الذي‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يختطف‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬شاهرًا‭ ‬سلاحه‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬يجرها‭ ‬إلى‭ ‬داخل‭ ‬سيارته‭ ‬الفارهة،‭ ‬بدا‭ ‬وكأنه‭ ‬مفتون‭ ‬بإجرامه؟‭!‬

هي‭ ‬نفسها‭ ‬لحظة‭ ‬الاغتصاب‭ ‬أو‭ ‬القتل‭ ‬التي‭ ‬نسمع‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬الموتورين‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭.‬

لكن‭ ‬إصرار‭ ‬الفتاة‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬لآخر‭ ‬نفس‭ ‬أوقعت‭ ‬العجوز‭ ‬المجرم‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن؛‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬يرتكزون‭ ‬في‭ ‬الأساس‭ ‬لخدمة‭ ‬تأمين‭ ‬إحدى‭ ‬السفارات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬لم‭ ‬يمنعهم‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬نجدة‭ ‬الفتاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬وإنقاذها‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬العجوز‭ ‬المراهق‭ ‬الذي‭ ‬ظن‭ ‬وما‭ ‬شقي‭ ‬إلا‭ ‬بظنه‭ ‬أنه‭ ‬باستطاعته‭ ‬خطفها‭ ‬ويمضي‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬المجهول؛‭ ‬من‭ ‬واقع‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬تنظرها‭ ‬الآن‭ ‬الدائرة‭ ‬27‭ ‬جنايات‭ ‬والمنعقدة‭ ‬بمجمع‭ ‬محاكم‭ ‬جنوب‭ ‬القاهرة‭ ‬بزينهم،‭ ‬أدلت‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬إ‭ ‬ط‭ ‬ا‭ - ‬‎21‭ ‬سنة‭ - ‬طالبة‭ ‬بكلية‭ ‬التجارة‭ ‬بإحدى‭ ‬الجامعات‮»‬‭ ‬بأقوالها‭ ‬في‭ ‬التحقيقات‭ ‬بأنها؛‭ ‬تعرفت‭ ‬على‭ ‬العجوز‭ ‬المتصابي‭ ‬قبل‭ ‬الواقعة‭ ‬بـ‭ ‬3‭ ‬أيام‭  ‬لكونه‭ ‬ذا‭ ‬وضع‭ ‬اجتماعي‭ ‬مرموق‭ ‬والذي‭ ‬زعم‭ ‬لها‭ ‬أنه‭ ‬يمتلك‭ ‬شركة‭ ‬خاصة‭ ‬ويحتاج‭ ‬لفتاة‭ ‬مثلها‭ ‬لتشغل‭ ‬مهنة‭ ‬‮«‬سكرتيرة‮»‬‭ ‬فأبدت‭ ‬تأييدها‭ ‬لذلك‭ ‬وتلاقيا‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬آخر‭ ‬ونفسها‭ ‬تهتف‭ ‬في‭ ‬صمت‭ ‬فرحة‭ ‬بهذه‭ ‬الوظيفة‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬توفر‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مصاريف‭ ‬دراستها،‭ ‬لكن‭ ‬الأمور‭ ‬لم‭ ‬تسر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام؛‭ ‬أثناء‭ ‬مجالستها‭ ‬حرر‭ ‬ورقة‭ ‬عقد‭ ‬بيده‭ ‬وطالبها‭ ‬بتوقيعها‭ ‬باعتبار‭ ‬أنها‭ ‬لعقد‭ ‬عملها‭ ‬بشركته،‭ ‬فوقعتها‭ ‬الفتاة‭ ‬وانطلقت‭ ‬لمنزلها‭ ‬فرحة‭ ‬بفرصة‭ ‬العمل‭ ‬الجديدة‭.‬

الصدمة‭ ‬هنا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬الحسبان‭.‬

تذكرت‭ ‬الفتاة‭ ‬عقب‭ ‬ذهابها‭ ‬للمنزل‭ ‬أنها‭ ‬وقعت‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬عرفي‭ ‬بالمتهم‭ ‬فاتصلت‭ ‬بالعجوز‭ ‬لتبدي‭ ‬استياءها‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتجاوب‭ ‬معها‭ ‬حتى‭ ‬التقيا‭ ‬ليلة‭ ‬الواقعة‭ ‬هو‭ ‬طلب‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭ ‬ليطلعها‭ ‬على‭ ‬العقد‭ ‬وحتى‭ ‬تصدق‭ ‬أنه‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬وليس‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬عرفي‭!‬،‭ ‬استقلت‭ ‬سيارته‭ ‬بمحيط‭ ‬مسكنها‭ ‬بمدينة‭ ‬نصر،‭ ‬بنية‭ ‬المكوث‭ ‬معه‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تجاوز‭ ‬5‭ ‬دقائق‭ ‬لتنهي‭ ‬مسألة‭ ‬ورقة‭ ‬الزواج‭ ‬المذكورة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬فوجئت‭ ‬به‭ ‬يوجه‭ ‬لها‭ ‬السباب،‭ ‬ويصطحبها‭ ‬بسيارته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬ثمنها‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬التجمع‭ ‬الخامس‭ ‬دون‭ ‬إرادتها‭ ‬ورغمًا‭ ‬عنها،‭ ‬وعندما‭ ‬أبدت‭ ‬رغبتها‭ ‬في‭ ‬مبارحة‭ ‬السيارة‭ ‬أشهر‭ ‬سلاحه‭ ‬الناري‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬وهددها‭ ‬به‭ ‬لاصطحابها‭ ‬لمنزله‭ ‬الكائن‭ ‬بفيلا‭ ‬بالتجمع‭ ‬الخامس‭.‬

هي‭ ‬ليلة‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬بإنقاذها‭ ‬أو‭ ‬بمماتها‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬شرفها،‭ ‬هكذا‭ ‬قررت‭ ‬الفتاة‭ ‬ولا‭ ‬فصال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬لديها،‭ ‬ولكن‭..‬،

إذ‭ ‬بالفتاة‭ ‬تلمح‭ ‬أحد‭ ‬الارتكازات‭ ‬الأمنية‭ ‬بوسط‭ ‬الشارع‭ ‬الخاوي‭ ‬من‭ ‬المارة،‭ ‬لتستنجد‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬لحظات‭ ‬الخوف‭ ‬والفزع‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬داخل‭ ‬سيارة‭ ‬المتهم‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬وصلوا‭ ‬إلى‭ ‬محيط‭ ‬‮«‬الكمين‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬فتحت‭ ‬باب‭ ‬السيارة‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لمغادرتها‭ ‬وتعالت‭ ‬صيحاتها‭ ‬بالاستغاثة‭ ‬بأفراد‭ ‬القوة‭ ‬الأمنية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬أطبق‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬شعرها‭ ‬وجذبها‭ ‬منه،‏‭ ‬وأسرع‭ ‬بالفرار‭ ‬بسيارته‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬ظلت‭ ‬الفتاة‭ ‬حريصة‭ ‬على‭ ‬إبقاء‭ ‬الباب‭ ‬المجاور‭ ‬لها‭ ‬مفتوحًا‭ ‬بقدمها‭ ‬تحاول‭ ‬الاستغاثة‭ ‬والنجاة‭ ‬بنفسها،‭ ‬السيارة‭ ‬‮«‬الجيب‮»‬‭ ‬السوداء‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬العجوز‭ ‬المراهق‭ ‬بدون‭ ‬لوحات‭ ‬معدنية،‭ ‬تطاردها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬سيارات‭ ‬الارتكاز‭ ‬الأمني‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬في‭ ‬لمح‭ ‬البصر،‭ ‬تلاحق‭ ‬سيارة‭ ‬الموتور‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ممسكًا‭ ‬بملابس‭ ‬الفتاة،‭ ‬اللحظات‭ ‬الباقية‭ ‬من‭ ‬الحكاية‭ ‬لن‭ ‬تسعفه‭ ‬أبدًا‭ ‬ولا‭ ‬تساعده‭ ‬على‭ ‬تطهير‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬يشرع‭ ‬فيها؛‭ ‬وإذ‭ ‬بسيارة‭ ‬العجوز‭ ‬الفارهة‭ ‬من‭ ‬ماركة‭ ‬‮«‬رينج‭ ‬روفر‮»‬‭ ‬تتوقف‭ ‬إجبارًا‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬بعدما‭ ‬حاصرته‭ ‬سيارات‭ ‬الشرطة،‭ ‬تترجل‭ ‬منها‭ ‬الفتاة‭ ‬مرتعبة‭ ‬ترتمي‭ ‬بجسدها‭ ‬بين‭ ‬يدي‭ ‬رجل‭ ‬الشرطة‭ ‬طالبة‭ ‬إنقاذها‭ ‬من‭ ‬عجوز‭ ‬مراهق‭ ‬خطفها‭ ‬ويشرع‭ ‬في‭ ‬اغتصابها،‭ ‬أشهر‭ ‬الرجل‭ ‬سلاحه‭ ‬الناري‭ ‬مهددًا‭ ‬المتواجدين‭ ‬بمكانته‭ ‬وقوة‭ ‬نفوذه،‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬هل‭ ‬يستدعي‭ ‬ماضيه‭ ‬في‭ ‬الإجرام‭ ‬مثلًا‭ ‬ظناً‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التمثيلية‭ ‬سوف‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬رجال‭ ‬الأمن؟،‭ ‬هدأ‭ ‬ضابط‭ ‬الشرطة‭ ‬ورجاله‭ ‬من‭ ‬روع‭ ‬الفتاة‭ ‬التي‭ ‬روت‭ ‬لهم‭ ‬مضمون‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العجوز‭ ‬وما‭ ‬لحق‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬إصابات‭ ‬وجروح‭ ‬بساعدها‭ ‬الأيسر‭ ‬–‭ ‬نشأ‭ ‬عن‭ ‬الاحتكاك‭ ‬بيديه‭ ‬وأظافره‭ ‬أثناء‭ ‬التجاذب‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬بينهما‭ ‬بالسيارة،‭ ‬وبمناقشة‭ ‬القوات‭ ‬للمتهم‭ ‬ادعى‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬مكانته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬المرموقة‭ ‬في‭ ‬محاوله‭ ‬للسماح‭ ‬له‭ ‬بالذهاب‭ ‬ولكن‭ ‬أصرت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬استيقافه‭ ‬والاستعلام‭ ‬عن‭ ‬أمره‭ ‬وفراره‭ ‬من‭ ‬الكمين‭ ‬في‭ ‬واقعته‭ ‬المشبوهة،‭ ‬وتوالت‭ ‬المفاجآت‭.‬

تبين‭ ‬أن‭ ‬السيارة‭ ‬تحمل‭ ‬لوحات‭ ‬شركة‭ ‬سياحية،‭ ‬وبحوزته‭ ‬سلاح‭ ‬ناري‭ ‬عيار‭ ‬‏9‭ ‬مم‭ ‬صيني‭ ‬الصنع‭ ‬ماركة‭ ‬‮«‬نورينكو‮»‬‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬طلقات‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬عليه‭ ‬بدواسة‭ ‬السيارة،‭ ‬ادعى‭ ‬العجوز‭ ‬أن‭ ‬السلاح‭ ‬ملكه‭ ‬ومرخص‭ ‬والسيارة‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬ملكه‭ ‬اشتراها‭ ‬بمبلغ‭ ‬2‭ ‬ونص‭ ‬مليون‭ ‬جنيه،‭ ‬وأن‭ ‬الفتاة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬زوجته‭ ‬بعقد‭ ‬زواج‭ ‬عرفي‭ ‬وقد‭ ‬تعرف‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬3‭ ‬أيام‭.‬

حاول‭ ‬العجوز‭ ‬المتهم‭ ‬استرضاء‭ ‬الطالبة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬إذ‭ ‬عرض‭ ‬عليها‭ ‬الزواج‭ ‬الرسمي‭ ‬تارة‭ ‬أو‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬جنيه‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭ ‬لقاء‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬شكواها‭ ‬الراهنة،‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬جنيه‭ ‬مقابل‭ ‬التنازل‭ ‬عن‭ ‬البلاغ،‭ ‬كما‭ ‬إنه‭ ‬حاول‭ ‬استرضاء‭ ‬الضباط‭ ‬بالقسم‭ ‬وعرقلة‭ ‬تحرير‭ ‬المحضر‭ ‬الخاص‭ ‬بواقعة‭ ‬السلاح‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬المصدر‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬السلاح‭ ‬ولكن‭ ‬جميع‭ ‬محاولاته‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬جريمته‭ ‬باءت‭ ‬بالفشل‭ ‬واحيل‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬التي‭ ‬حبسته‭ ‬وأحالته‭ ‬للمحاكمة‭ ‬الجنائية،‭ ‬وجاء‭ ‬بيان‭ ‬أمر‭ ‬الإحالة‭ ‬كالآتى‭: ‬أولاً‭: ‬خطف‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ (‬إ‭. ‬ط‭. ‬ا‭) ‬بالتحايل‭ ‬وبالإكراه،‭ ‬بأن‭ ‬استدرجها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬استقلت‭ ‬سياراته‭ ‬فأبعدها‭ ‬عن‭ ‬مكان‭ ‬تواجدها‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬تنبهت‭ ‬إرادتها‭ ‬وحاولت‭ ‬الفرار‭ ‬حتى‭ ‬أشهر‭ ‬سلاحًا‭ ‬ناريًا‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬وهددها‭ ‬فبث‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬وتمكن‭ ‬بتلك‭ ‬الوسيلة‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭.‬

ثانياً‭: ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بدون‭ ‬أمر‭ ‬أحد‭ ‬الحكام‭ ‬المتخصصين‭ ‬بذلك‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬تصرح‭ ‬فيها‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬بالقبض‭ ‬على‭ ‬ذوي‭ ‬الشبهة‭ ‬واحتجزها‭ ‬داخل‭ ‬سيارته‭ ‬بأن‭ ‬أطبق‭ ‬بيديه‭ ‬على‭ ‬شعرها‭ ‬وجذبها‭ ‬مانعًا‭ ‬إياها‭ ‬من‭ ‬مبارحة‭ ‬السيارة‭ ‬وعذبها‭ ‬بالتعذيب‭ ‬البدني‭ ‬وضربها‭ ‬بيده‭ ‬فأحدث‭ ‬بها‭ ‬إصابات‭ ‬عديدة‭.‬

ثالثا‭: ‬ارتكب‭ ‬تزويرًا‭ ‬في‭ ‬محرر‭ ‬آحد‭ ‬الناس‭ ‬‮«‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬عرفي‮»‬‭ ‬أن‭ ‬دسه‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬تعيينها‭ ‬في‭ ‬شركته‭ ‬المزعومة،‭ ‬مما‭ ‬مكنه‭ ‬من‭ ‬اختلاس‭ ‬توقيعها‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬السند‭.‬

رابعا‭: ‬حصل‭ ‬على‭ ‬سلاح‭ ‬ناري‭ ‬‮«‬مسدس‮»‬‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتقدم‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬إلي‭ ‬مقر‭ ‬البوليس‭ ‬الذي‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬دائرته‭ ‬محل‭ ‬إقامته‭ ‬ببيان‭ ‬به‭ ‬وبأوصافه‭.‬

هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬صقور‭ ‬الشرطة‭ ‬حماة‭ ‬الوطن،‭ ‬العيون‭ ‬الساهرة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬تحرس‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله،‭ ‬فتحية‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬عيدهم‭.‬

[email protected]