الإمارات.. لغز هجوم جماعة الحوثى على أبوظبى!

من آثار هجوم الحوثى الأخير على أبو ظبى
من آثار هجوم الحوثى الأخير على أبو ظبى

اتخذ تحرك الحوثيين الإرهابى ضد دول الخليج، منحى أكثر خطورة الأسبوع الماضي، باستهدافهم منشآت مدنية داخل الأراضى الإماراتية أسفر عن وفاة وإصابة 9 أشخاص، ما يدل على أن جماعة الحوثى أصبحت خطراً كبيراً يهدد المنطقة وكذلك العالم.
لقد عانت المملكة العربية السعودية طويلاً من إرهاب جماعة الحوثى الذى كبد الرياض الكثير، وسط هوان الموقف الدولي، وبدخول هذا الإرهاب إلى داخل دولة الإمارات عن طريق استخدام الطائرات المسيرة وأحدث التقنيات، يُنبئ بكارثة تهدد المنطقة برمتها.


فدولة الإمارات التى قلصت قواتها فى تحالف دعم الشرعية فى اليمن منذ فترة، طالتها أيادى الحوثيين الإرهابية، وقد تطول دولاً أخرى. وكان الرد قوياً بعد ساعات من استهداف الإمارات، واتخذ اكثر من مسار الاول عسكرى حيث قامت قوات التحالف العربى بقيادة السعودية بعدة عمليات نوعية واسعة خلال الأيام الماضية دمرت خلالها العديد من قدرات الحوثيين، والثانى سياسياً ودبلوماسياً فى محاولة توحيد المواقف الدولية تجاه رفض وإدانة الاعتداء. أيضاً أدان مجلس الأمن الدولى استهداف الحوثيين للإمارات وكذلك السعودية، وطالب المجلس يوم الجمعة الماضى بضرورة تحميل المنفذين والمدبرين والممولين والمخططين مسئولية هذه الأعمال الإرهابية وإحالتهم على القضاء، وحض جميع الدول على التعاون فى شكل كثيف مع حكومة الإمارات. ويضاف الى ذلك السعى إلى إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية لأنها تهدد المنطقة برمتها بل العالم أيضاً، كما ذكر الرئيس الأمريكى جو بايدن فى مؤتمره الصحفى الأسبوع الماضى بقوله إنه سيتم النظر فى إعادة تصنيف جماعة الحوثى كمنظمة إرهابية، فماذا تنتظر واشنطن لإعادة هذا التصنيف؟
لقد استوحشت أفعال الحوثيين فى المنطقة، وسط هذا التخاذل الدولي، وخاصة بعد استهداف الحوثيين الأول للإمارات مطلع الشهر الجارى باحتجاز سفينة «روابي» التى ترفع العلم الإماراتى فى البحر الأحمر مقابل ميناء الحديدة اليمني، وعدم الإفراج عنها حتى الآن.


لقد اتجهت أصابع الاتهام فى هجوم الإمارات الإرهابى تلميحاً وتصريحاً إلى إيران، حيث إنها الداعم الأول للحوثيين والعقل المدبر لتسليحهم تقنياً وعسكرياً، ولكن طهران نفت ذلك منذ أيام بشكل غير مباشر عبر بيان رسمى من سفارتها فى باكستان، ردت خلاله على اتهام صحيفة هناك قائلة إن «نشر مثل هذه الأخبار الزائفة يهدف إلى تحریف الحقائق ويتجاهل احترام إيران لسیادة جیرانها ومنها الإمارات، كما يتجاهل النهج البناء لإیران المبنى على حسن الجوار ووقف إطلاق النار باليمن وحل الخلافات بين الدول الضالعة فى الأزمة اليمنية وإنهاء هذه الأزمة الإنسانية»، وأضاف البيان أن «الصحیفة اتهمت إيران بدعم الذين شنوا الهجوم على الإمارات دون إظهار أى دليل أو إثبات، كما أشارت إلی دور إيران المحتمل فى الهجوم على منشآت أرامكو النفطية»، وتابع: «السفارة تنفى بشدة هذه المزاعم وتؤيد أن الأمم المتحدة لم تجد أى دليل على تورط إيران فى الحادث».


وقد أكد مراقبون أن أصابع الاتهام فى حادث الإمارات الإرهابي، تتجه إلى حزب الله اللبناني، فيبدو أنه أضحى الداعم الرئيسى للحوثيين والمحرك الأساسى لعملياتهم والعقل المدبر لخططهم الإرهابية، التى ستنال من دول أخرى بالمنطقة إذا لم يتم ردعها ودحر دابرها وكسر شوكة كافة الداعمين للحوثيين، بما فيهم طهران أيضاً، حتى وإن شهدت العلاقات الإيرانية الإماراتية دفعة مؤخراً بزيارة مسئول بارز من أبوظبى لطهران.

 وذهب بعض المراقبين فى اتجاه أن أحد أهداف الحوثيين قد يكون ضرب التقارب الإماراتي-الإيرانى وإيقاف عجلة دورانه.
اقرأ ايضا | الكويت تدين استهداف المناطق المدنية بدولة الإمارات العربية