دموع على فستان الزفاف!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حلم وردي يراود كل فتاة بأن تتحول يوما إلى زوجة وأم، حيث كانت السعادة تملأ كل مشاعرها لفوزها بعريسها الذي أحبته بكل جوارحها، وظلت تحلم بيوم زفافها إليه، وقبل أن تخلع ثوب زفافها، انهمرت في بكاء مرير، وأصيبت بانهيار عصبي، وظلت في غيبوبة وبعد أن أفاقت لم تجد أمامها غير محكمة الأسرة، حيث رفض زوجها تطليقها!

ترقرقت دموع اليأس في عين الزوجة، وبصوت خافت يشوبه انكسار قالت: لقد تبدل ثياب الحلم والفرح، برداء الأحزان وكاد قلبي يوشك أن ينفجر حنقا، وأصابتني حالة من الغضب، حيث علمت فجأة وفي يوم زفافي أن زوجي تزوج من أخرى وقبل أن يدخل بي، وأنه ظل يماطل في إتمام الزواج لمدة طويلة، مما تسبب في جرح مشاعري، غير أنه بدد أحلامي، وطعنني في مشاعري، وأهان جلالي.

وبعينين طافحتين شرا قالت: إن هذا الرجل المزواج، أصابني بانهيار عصبي في ليلة زفافي، وظللت في غيبوبة لعدة أيام، وبعد أن أفقت، طلبت منه وبكل هدوء أن يطلقني، لكنني فوجئت به وبكل برود يرفض، فلم أجد أمامي غير القضاء لأحصل على الطلاق منه.

اتخذت الزوجة مقعدها، وتعلو وجهها مسحة من الحزن الدفين، تراود مخيلتها يوم زفافها، الذي تحول إلى بكاء ونحيب  بعدما وفوجئت بالزوج يطعنها في مشاعرها.

قضت المحكمة بتطليق الزوجة طلقة بائنة للضرر الذي أصابها بعد إتمام الزفاف، ولزواج الزوج من أخرى.

لكن لم يهدأ الزوج، وتقدم إلى محكمة الاستئناف بدار القضاء العالي، يطالب بإلغاء حكم محكمة أول درجة، حيث من حقه الزواج ولا يتعارض مع الشريعة الاسلامية، لكن جاء حكم محكمة الاستئناف، برئاسة المستشار، أحمد عبد الجليل، وأمانة سر حسن حميدة، وجاء في حيثيات الحكم بأن القانون الذي يجيز للزوجة طلب التطليق لاقتران زوجها عليها بأخرى لا يتعارض مع أحكام الشريعة، والدستور إذ انها لا تحرم الزوج من تعدد الزوجات، لكن في حدود ما قضت به الشريعة الغراء بأنه لا ضرر، ولا ضرار في الإسلام، فإذا كان اقتران الزوج على زوجة بأخرى يسبب لها أضرارا مادية ومعنوية، أجاز  القانون لها طلب التطليق، وإذا ما رفض الزوج طلاقها، ولما كانت المحكمة قد تأكدت من اقتران الزوج على الزوجة المدعية قد سبب لها ألما نفسيا، وأضرارا مادية، كما أن زواجه بأخرى قبل الدخول بها قد أصابها في مشاعرها، مما يوجب تطليقها منه طلقة بائنة للضرر.

اقرأ ايضا | مأساة زوجة خرساء.. أمام محكمة الأسرة!