أوراق شخصية

مشاهير التفاهة! (2)

آمال عثمان
آمال عثمان

فى زمن أضحت التفاهة والرداءة أقصر الطرق لتحقيق الشهرة والنجاح والمال، ليس مستغربا أن نرى إعلام التفاهة الذى يتصدر المشهد، يستضيف شابا جل انجازاته فى الحياة، نشر فيديو لنفسه على مواقع التواصل الاجتماعى، يسير فيه هائما على وجهه فى الشوارع، بحثا عن «بطة» اسمها شيماء!! أو نجد شابا جاهلا عديم الموهبة، أصبح مشهورا فى غفلة من الزمن، وله معجبون بالملايين، يطنطن بكلام فارغ «شقلطونى فى بحر بيرة» فيمنحه بلد عربى كبير الهدايا الذهبية!!

وفى كتابه الشيق» نظام التفاهة» يرى المؤلف الكندى «آلان دونو» أن مواقع التواصل الاجتماعى نجحت فى «ترميز التافهين»، أى تحويلهم إلى رموز، وما جعل كثير من تافهى مشاهير السوشيال ميديا، و»الفاشينستات» وغيرهم، يظهرون أمام الجميع بمظهر «النجاح» هو أمر يرجع فى الواقع إلى المجتمع نفسه، حيث دأب على التقليص التدريجى لصور النجاح التى عرفتها البشرية منذ القدم، واختزلها جميعا فى معيار واحد وهو المال، وتراجعت معايير وصور النجاح الأخرى، لذا لا يمكن لأحد إنكار أن مشاهير ورموز التفاهة على السوشيال ميديا، قد حققوا النجاح بالفعل وفقا لمعيار المال، المعيار الوحيد الذى وضعته المجتمعات للنجاح نصب أعين الشباب!!

وجولة على حسابات المشاهير الجدد فى مواقع التواصل الاجتماعى، كفيلة بأن ندرك أنهم جميعا يتشاركون فى صناعة التفاهة، ويجدون من يصفق لهم بحرارة، وحين يزداد متابعو تلك الشخصيات التافهة، تنهال عليهم عروض الاستضافة فى وسائل الإعلام والمهرجانات، التى تُحوّلهم إلى شخصيات مهمة، وقدوة فى عيون الصغار، وتتسع حلقة التفاهة، بعد أن صار بإمكان أى جميلة بلهاء، أو وسيم فارغ فرض أنفسهم على المشاهدين، من خلال عدة منصات لا تخرج بأى منتج قيمى صالح لتحدى الزمن، وأصبح لاعبو الكرة يكتشفون فى أنفسهم فجأة، مهارة تقديم البرامج، أما الضيوف فلا يهم إذا كانوا شخصيات لديها الكفاءة والإنجاز والضمير أم مجرد أصفار متحركة!! .. وللحديث بقية