من قال ان الثقافة «مصروفات» فقط وإننا لا يمكن أن نجنى من ورائها عائداً؟ فى اللحظة التى وضع فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى يده على يد أطفال مصر وشبابها ليفجروا الساتر الترابى إيذانا ببدءالعمل فى مشروع قناة السويس الثانية، تمنيت لو أنها كانت إشارة لكل مسئول بأن عليه مسئولية تفجير الطاقات واستغلال الإمكانات المتاحة فى موقعه لتحقيق أحلامنا الكبري. نحن جميعا على قدم المساواة نحتاج الى تفجير طاقاتنا.. ونحتاج الى ان يكون التفجير مدويا وعميقا حتى يبعث كل ما مستتر تحت ركام الإهمال وتحت طبقات عديدة من اللامبالاة. نحتاج الى إزالة كل طبقات الصدأ وكل ترهلات الهمم حتى نبدأ من جديد.. لا نحتاج الى «نسف حمامنا القديم».، قدر ما نحتاج الى تغيير فى طبقاته، وتعديلات جوهرية فى أساساته، حتى نستطيع ان نحقق اهدافنا المشروعة. نحتاج الى فكرة التفجير الايجابى فى جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، دعونا نتفق على انه يوجد قصور فى المنتج وتوجد عيوب جوهرية فى الاداء. وتوجد «ديفوهات» واضحة فى المنظومة التعليمية نحتاج الى التفجير الذى يسمح لنا بالتخلص من كل ما يعوق البحث العلمى الجاد، والتعليم المتميز، نحن لا نقدم لطلابنا التعليم الذى يستحقونه، ولا نعدهم لمستقبل مختلف عن حاضرنا الذى نعيشه. فكرة إعادة التدوير فى المؤلفات الجامعية، واعتبار العمل فى الجامعة عملا روتينيا مكتبيا تقليديا، واعتبار الاستاذ الجامعى «كشكول محاضرات» عقيم كل هذه اشياء تجعلنا فى نهاية صف طويل من الدول المتقدمة فى مجال التعليم الجامعي. إضافة الى ان فكرة قصور الحوافز وضعف العقوبات، التى تجعل من الاستمرار فيما «وجدنا عليه اباءنا» فكرة مستساغة لدى كثير ممن يعملون فى الجامعة.. الجامعة أول الاماكن الجديرة بالتفجير، وأكثرها أهمية لو اردنا تغيير المجتمع تغييرا حقيقيا. نحتاج الى تفجير فى وسائل اعلامنا. تفجير يساعدها على التخص من امراض المهنة ويساعدها على الاستشفاء من تشوهات التجارب السابقة، نحتاج الى تفجير فى المفاهيم والاساليب المتبعة، نحتاج الى إحلال قيم الموضوعية والمهنية والمصداقية على قيم العشوائية والتحيز والسطحية، نحتاج الى إعلام عميق عمق القناة الجديدة، ومتسع اتساع القناة الجديدة، وممتد ومتواصل امتداد وتواصل القناتين معا.. نحتاج الى إعلام يجمع ولا يفرق، يبنى ولا يهدم، نحتاج الى إعلام مفجر لكل ما هو ايجابى وليس فاجرا بأى شكل من الاشكال. نحتاج الى تفجير فى سياساتنا الثقافية، وفى الاستفادة من طاقتنا وقوتنا الناعمة. السياسات الثقافية منذ عدة عقود فى مصر هى «سياسات تسييرية»، تقوم على تسيير وإدارة ما هو قائم.. نحتاج الى سياسات انشائية تضع لها رؤية، وتضع لها اهدافا قابلة للتحقيق، ويكون لها منهج للتنفيذ والتقييم والتقويم.، نحتاج الى البحث فى طرق الاستفادة المادية من ممتلكاتنا الثقافية والفنية.. الابداع ليس مجانا، وحقوق الابداع لا نهائية، دعونا نفكر فى استغلالها، من قال ان الثقافة «مصروفات» فقط. ومن قال إننا لا يمكن ان نجنى من ورائها عائدا؟ نحتاج الى تفجير فى مفهومنا عن العمل، وعن معنى الانتاج.. كثيرون منا يعملون.. قليلون منا ينتجون.. ليس كل من يعمل ينتج.. فى مصر وظائف عديدة واعمال كثيرة غير منتجة ودعونى اقولها بكل وضوح.. كثيرون منا يحبون «الاسترياح» ويعشقون «السمسرة»  ويجيدون التسول.. نحتاج الى تفجير فى طريقة تفكيرنا لمفهوم العمل.. اى عمل لا يترتب عليه انتاج حقيقى لا يعد عملا.. لن نتقدم بالاعمال التى يعمل بها اكثر من تسعين بالمائة من المصريين. نحتاج الى فكرة التفجير الايجابى فى حياتنا.. نحتاج فى هذه اللحظة قبل غيرها الى ان تكون سرعتنا متساوية مع سرعة الرئيس. وعزمنا على التغيير متساويا مع عزيمة الرئيس وإرادته.. وأى تفاوت فى السرعتين ستجعل العقد الذى بيننا باطلا.. وستجعل الاهداف غير قابلة للتحقيق.