عاجل

إنها مصر

الحمد لله

كرم جبر
كرم جبر

الأهل والعشيرة لم يعتبروا المصريين شعبهم، بل قسموا الناس إلى «إخوان مسلمين» و»آخرين»، ومن حالفهم هو المؤمن ومن ضدهم «رويبضة»، وأخرجوا من جعبتهم فتاوى من عهود الانغلاق والفتنة.

وكلما يجىء 25 يناير يمضى شريط الذكريات، فنرفع أيدينا لله حمداً وشكراً أن أنقذ مصر من شرهم، وأعادها آمنة سالمة لشعبها، وتخيلوا معى أن الأشرار ما زالوا يحكمون مصر ويسيطرون على مقاليد الأمور.

وتصوروا فى غفلة من الزمن أن مصر يمكن أن تقع فى قبضتهم وينفذوا فيها شرعيتهم ويقبضوا على السلطة، وينطلقوا منها إلى خلافتهم البائسة، التى تختزل الوطن وأرضه وعلمه ونشيده فى أطماعهم الجامحة.

ماذا كان يحدث لمصر لو استمروا فى حكمها، ولم يهب الشعب والجيش والرئيس لإنقاذ بلادهم من بين أنياب وأظافر جماعة الأشرار؟
جاءت أفكارهم من كهوف الماضى، وحاولوا استرجاع عصور السياف والجلاد، بعيداً عن دولة القانون بل إمارة المرشد، وشاهد المصريون جميعاً نماذج على أسوار الاتحادية، وفى شقق التعذيب فى ميدان التحرير وفى الشوارع والميادين.
سقطوا ولم ينجحوا فى ترويع المصريين، شعب يحب الحياة ويتطلع إلى المستقبل، أما الجماعة الإرهابية فمشروعها الكبير هو الاستيلاء على الحكم ومحو الهوية الوطنية.

كان مستحيلاً أن تمتد سجادة النار من الدول المنكوبة إلى مصر، رغم محاولاتهم إيقاظ شهوة العنف والقتل، بنفس طرق داعش والجماعات الإرهابية فى أرض العراق والشام.

الجماعة التى استهدفت الجيش الوطنى المصرى العظيم فعلت كل شيء، من الهتافات المسيئة حتى الفتن والمؤامرات، ولكن جيش مصر اشترى مصر وشعبها وباع أعداءها من الأشرار والمنافقين والمتسلقين والمتآمرين، وأعاد للبلاد الأمن والاستقرار، ويخوض الحرب ضد الإرهاب والتنمية بمنتهى القوة والعزم.
الجماعة التى قالت إن سيدنا جبريل يصلى الفجر فى رابعة، وإن الوقوف برابعة أفضل من عرفات، وإن رسولنا الكريم يصلى وراء مرسى وغيرها.. الجماعة التى أصدرت فتاوى الدم والنار.. فعلت كل شيء.

ماذا لو استمروا، وهل كنا نجد فى مصر هويتها الراسخة عبر التاريخ؟.. وهل كنا نجد فى الناس نفس البشر الطيبين؟ وهل كان أشرار الفتاوى يتركون الدنيا فى حالها؟ أم يشرعون لصالحهم ويوظفون أحكام الإسلام لأغراضهم؟

شعب عظيم لا يخاف ولا يجبن، وهو البطل الحقيقى فى كل المواقف، وتجسدت قوته فى الخروج العظيم فى 30 يونيو لينقذ بلاده ويعيدها إلى الحياة.
مصر بلد الإسلام، دين السماحة والوسطية والرحمة والمودة والسلام، وستظل كذلك رغم أنفهم.