أهالي ضحايا «معدية القطا» يروون اللحظات الأخيرة في حياة أطفالهم| فيديو

محرر «بوابة أخبار اليوم مع أسر ضحايا حادث المعدية»
محرر «بوابة أخبار اليوم مع أسر ضحايا حادث المعدية»

لحظات مأساوية عاشها أهالي الأطفال ضحايا حادث معدية القطا، بعد أن فقدوا فلذات أكبادهم في جوف مياه النيل غرقا، ومازال البحث جار عن جثمان الطفلة شروق ثامن الضحايا وآخرهم.

«بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى منازل أسر الأطفال الضحايا في قرية عزبة التفتيش بمحافظة المنوفية واستمعت لرواياتهم حول الحادث..

«والدة الطفل سعيد»

في ذلك المنزل البسيط التقينا والدة الطفل سعيد صاحب الـ12 سنة، تجلس بين جدران بيتها المتواضع، والأحزان تكسو ملامحها، بدأت الأم المكلومة في سرد القصة: «ده ابني الوحيد جبته بعد 14 سنة ربنا رضاني، وخلفت سعيد وأمل، وعملت عملية وشلت الرحم، كان عكازي اللي بتسند عليه، ومع إنه صغير في السن لكنه راجل كان بيشتغل ويساعدني في مصاريف البيت، وأنا ست مريضة وزوجي على أد حاله، في اليوم ده ابني طلع الساعة 5 الصبح، وقال يا أمه انا رايح الشغل قولتله اتوكل علي الله يابني، واستنيته يجي في ميعاده الساعة 5 المغرب، وجالي الخبر المشؤوم».

اقرأ أيضا|ضحايا الـ 40 جنيهاً.. «زينب ودعاء عروستان.. وسعيد وحيد والديه»

وتابعت: «ربنا شفاني بس خد ابني كان بيجري على أبوه وأخته وأمه، كنت بترجاه من ربنا قلبي بقى يعيط بعد ماسمعت الصريخ، بقيت أجري زي المجنونة على البحر، وأقول يارب ابني اللي مات؟، وأنبش في الأرض وانادي وأقول ياولدي تعالالي، لكن قالولي ابنك طلع ميت أول واحد هو وبنت خالته زينب عروسة عندها 17 سنة، وابني عنده 12 سنة بس كنت تشوفه تقول راجل عنده 20 سنة، إحنا غلابة الحمدلله على اللي يجيبه ربنا، كل اللي بتمناه معاش نعيش منه، أنا ست مريضة وعايزة أجهز بنتي وابني كان هو سندي في الدنيا بعد ربنا، وده بيتنا وحالته معندناش حاجة وحامدين وشاكرين ربنا».

«توأمي ماتت أمام عيني»

رهبة شديدة انتابت الطفلة هدى التي كتب الله لها النجاة من الغرق، وهي تروي لنا تفاصيل مرعبة عاشتها وهي تشاهد توأمها دعاء أمام عينها وهي تغرق، بعد أن انقلبت بهم السيارة في النيل.

قالت هدى: «العربية كانت وقفة في الطابور، ودخلنا على المعدية أول ماوصلت وفجأة نزلنا في البحر، وكنا كل اثنين ماسكين في بعض ومش عارفين نعوم، ومحمد صبري كان معانا واحنا كلنا اخوات في بعض قفز في المياه وأنقذ اثنين وحاول ينقذ الثالثة لكن غرق معاهم، وآخر لحظة شوفت فيها دعاء وهي ماسكة في إيد ندى صاحبتي، وغرقوا مع بعض».

«ماتت قبل فرحها بأيام»

كما روت والدة زينب صاحبة الـ17 عاما، إحدى ضحايا حادث معدية القطا، تفاصيل وفاة ابنتها قبل أيام من زفافها، قائلة: «كانت بتشتغل عشان لقمة عيشها عشان تجهز نفسها، دخلنا قليل جدا، وبتجري عشان تساعد أبوها لأنه مريض، مع إنه رافض شغلها ويقولها هناكلها بملح، تقوله يابا هناكلها بملح، وخطيبها على أده بيشتغل سواق.

«خطيب زينب»

فيما قال خطيب زينب ضحية حادث المعدية التي توفت قبل زفافها بأيام: «بقالنا سنيتن مخطوبين، بشتغل سواق عربية نقل، وأنا راجع قالولي العربية بتاعت زينب وقعت من المعدية، جريت من غير ماعرف حاجة ولما وصلت ملقتهاش فيهم، قولت عليك العوض يارب وقبلها بساعتين كلمتها وكان قلبي حاسس قولتلها بلاش شغل إن كان 100 جنيه خديها، قلبي وجعني عليها هي اشترتني الله يرحمها، انا مش عايز حاجة من الدنيا خالص».