عذبوا صديقهم حتى الموت بسبب التجارة المشبوهة

عذبوا صديقهم حتى الموت
عذبوا صديقهم حتى الموت

أبوالمعارف الحفناوي

دنسوا أسمى وأطهر العلاقات الإنسانية تحت مسمى «الصداقة» فبأخلاقهم الذميمة وسلوكياتهم غير السوية، استطاعوا سحب بعضهم البعض إلى غياهب الجريمة، وجالسوا الشيطان، ليجمعوا أمرهم في التخلص من صاحبهم، بعد فشله في سداد مبلغ مالي كان يستدين به، وسط تجارة مشبوهة فيما بينهم، ليعذبوه حتى الموت، ويلقوا بجثته في زراعات الحلف بمنطقة طراد النيل في مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا.


بدأ الخلاف بين أحمد.ب، 29 عاما، عاطل، وآخرين من أصدقائه، منذ أن استدان بمبلغ مالي لهم، وطالبوه برده أكثر من مرة، إلى أن وصلوا إلى طريق مسدود، بعد أن أقنعوه بالاشتراك معهم في تجارة مشبوهة، أدت إلى تراكم الديون عليه، وكانت سبباً في كتابة الفصل الأخير من حياته، ليعثر الأهالي على جثته ملفوفة في أكياس وأقمشة وسط زراعات الحلف.


لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في كشف الجريمة، والتي بدأت بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا، بإشراف اللواء مسعد أبوسكين، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، بلاغاً بالعثور على جثة هامدة ملقاة في زراعات الحلف، بمنطقة طراد النيل التابعة للوحدة المحلية بمركز نجع حمادي، في محافظة قنا، ويظهر عليها آثار حرق وتعذيب، في ظروف غامضة.


بالتحري تبين أن الجثة تعود لشخص يدعى أحمد.ب.ض، 29 عاماً، عاطل، متغيب من 23 يوماً، ولم يستدل على مكانه، مقيم قرية المناصرة في نجع حمادي.
وأوضح شهود عيان لـ»أخبار الحوادث»، أن الجثة كانت عليها آثار حرق نار وتعذيب، وكانت ملفوفة بكيس بلاستيكي وبطانية، وألقاه المتهمون في زراعات الحلف، ولا يظهر على جسده الا مجموعة من الكدمات والضرب، جراء آثار التعذيب، إلا أن ملامحه ظاهرة وتم التعرف عليه خاصة وأنه متغيب من فترة.


وتابع شهود العيان، أنه لم تمر دقائق قليلة، إلا وكانت الأجهزة الأمنية بنجع حمادي، تطوق  موقع العثور على الجثة، لتبدأ رحلة البحث عن المتهمين في تلك الواقعة، خاصة وأن المجني عليه كانت تربطه علاقات مشبوهة مع عدد من العاطلين والمسجلين، ليكون هذا طرف الخيط الأول للبحث عن المطلوبين.


على الفور، قامت الأجهزة الأمنية بتشكيل فريق بحث جنائي بمشاركة قطاع الأمن العام وإدارة البحث الجنائي بمديرية أمن قنا، وضباط وحدة المباحث بمركز نجع حمادي، واستمعوا لأقوال الشهود والتي كانت محور إهتمام الأجهزة، للتوصل إلى خيط يدلهم على كشف ملابسات الواقعة، وفك طلاسمها، والتقصي حول كل من يشتبه فيهم، لكشف كل تفاصيل الجريمة.


الإجابة عن سؤال «من الجاني؟»، تطلبت مكوث الفريق البحثي بمسرح الجريمة، للاستماع إلى أقوال أهالي المنطقة وفحص كاميرات المراقبة في الشوارع الجانبية والمحيطة، والتحري حول علاقات أسرة المجني عليه، والوقوف على ثمة خلافات بينه وبين آخرين تصل إلى حد إرتكاب الواقعة، لتتوصل الجهود إلى أن وراء ارتكابها، عدد من المتهمين من أصدقاء المجني عليه.


عقب تقنين الإجراءات القانونية، تمكنت الأجهزة من كشف ملابسات العثور على الجثة، وضبط كل من علي.خ، 29 عاماً، ووائل.ت، 42 عاماً، أحمد.ح، 28 عاما، متهمين في الواقعة.


وكشفت التحقيقات الأولية، أن المجني عليه اقترض مبلغًا ماليًا من المتهمين وماطل في السداد، وقاموا بمطالبته أكثر من مرة، إلا أنه استمر في المماطلة، فقرروا التخلص منه واستدراجه إلى مكان مجهول، ومن ثم اختطافه وتعذيبه بغرض الحصول على المبلغ المطلوب، إلا أنهم قاموا بتعذيبه وضربه، حتى فارق الحياة، وقاموا بوضعه في كيس بلاستيكي ولفه ببطانية، ودفنه، وخوفاً من افتضاح أمرهم في المكان، تم استخراج الجثة وإلقاءها في مكان العثور عليها.
تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات في الواقعة، والتي أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد لهم في الموعد المحدد.