وجهها للمصريين من قلب الصعيد l قراءة علمية لرسائل الرئيس

الرئيس عبد الفتاح السيسي بين أهل الصعيد
الرئيس عبد الفتاح السيسي بين أهل الصعيد

إيثار حمدى  -  إيمان طعيمة

بفرحة وسعادة طاغية استقبل أهل الجنوب أسبوع الصعيد الذى افتتح فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عددا من المشروعات العملاقة التى أكدت اهتمام الدولة بأهلنا فى صعيد مصر، الذى عانى على مدار سنوات طويلة من التهميش والنسيان، إلى أن غمره الرئيس السيسى بالاهتمام والرعاية والتنمية، فى الوقت الذى وجه فيه الرئيس رسائل مهمة للجميع من أجل الاستمرار فى بناء الوطن، والوصول به إلى مقدمة دول العالم.

آخر ساعة استطلعت آراء الخبراء فى أسبوع الصعيد وقراءاتهم لرسائل الرئيس التى تضع النقاط على الحروف فى الكثير من الأمور التى من شأنها أن ترفع الوطن للمكانة العالية التى يستحقها

يرى الدكتور جمال سلامة، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السويس، أن الرسائل التى وجهها الرئيس السيسى داخلية أكثر من كونها خارجية، لافتا إلى أن هناك رسائل توجه للخارج بصدد سياسات معينة تتبعها مصر لتشجيع الاستثمار.

أضاف: عندما نتحدث عن الصعيد تحديداً فكان البعض يشير إلى أنه لا يحصل على الاهتمام المطلوب من الحكومة أو الدعم الذى يستحقه من الدولة فى فترات سابقة، فالصعيد ليس وحده الذى  لم يكن يحصل على اهتمام قبل وصول الرئيس السيسي، ولكن تقريبا كل أنحاء الجمهورية بينما كان الصعيد الأكثر تهميشا، والمشاريع التى تقام فى الصعيد حاليا سواء مناطق صناعية أو سكنية أو طرق أو وسائل اتصال أو مواصلات، توفر فرص عمل كثيرة للشباب، وتحول جنوب مصر من منطقة طاردة أساس يسافر فيها الشباب إلى مدن وأنحاء الجمهورية، إلى منطقة جاذبة تؤدى فى النهاية إلى تحقيق الاستقرار لأبناء الصعيد فى قراهم ونجوعهم وهذا هو المطلوب.

ويعتقد سلامة أن الرسائل التى تحاول مصر توصيلها للخارج من خلال هذه الإجراءات تتلخص فى اهتمامنا ببناء أنفسنا ووطننا الذى لا نفرق فيه بين الشمال والجنوب وهى طريقة جيدة جداً يتبعها الرئيس السيسي، ويتمنى أن يكون مردود هذه التنمية إيجابيا ويأتى بالاستثمار الأجنبي، سواء فى مجال الصناعة أو الزراعة، ومشروع توشكى الذى كان متوقفاً لسنوات طويلة وحصل على دفعة قوية من الرئيس السيسي، ومن الممكن أن يؤدى إلى ضخ الحياة مرة أخرى للمشروع عن طريق تشجيع المستثمرين أن يساهموا فى مثل هذه المشروعات.

وقال: انحن لم نكن نعلم بوجود مستثمرين من الخارج فى مشروع توشكى قديما سوى الوليد بن طلال الذى انتهت شراكته ولم يكملها، ويأمل أن تتحقق استثمارات زراعية فى هذا المجال الذى سيعود بالنفع على المستثمر وعلى الدولة بالطبع.

وأكد أن الصعيد كله خير، فهو منطقة بكر من ناحية الأراضى أو المياه أو العمالة، وقد تصبح من أهم مجالات الاستثمار بل وأفضل من القاهرة وبعض المدن الأخرى، مشيرًا إلى أن كل هذه الرسائل التى يوجهها الرئيس السيسى من خلال التطوير والتجديد وإعادة إحياء المشروعات المنتهية منذ سنوات طويلة له العديد من الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والرئيس كسياسى ناجح يصنع نوعاً من التوازن فيما يخص التنمية والنمو بالنسبة للأقاليم، ما سيقابل بمزيد من الدعم الداخلى والخارجى وهو ما نراه من خلال كيفية استقبال الناس له فى أى مكان يقوم بزيارته، وخاصة الصعيد الذى لم يحظ بزيارة رئاسية منذ عشرات السنين، وهى ليست مجرد زيارة عادية لكنها افتتاح مشروعات ضخمة، ويعرض نتيجة المجهودات المبذولة فى تحقيقها.

ويرى الدكتور محمد أبو الفضل بدران، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، أن مسمى االصعيد السعيدب خير ما يطلق على الصعيد الآن، مضيفًا أن مبادرة احياة كريمةب حولت بعض القرى إلى قرى نموذجية نباهى بها العالم كما رأينا فى قرية االمراشدةب، ونأمل أن تغطى المبادرة بقية قرى مصر حسب الخطة المعتمدة، وجميل أنها اهتمت بالثقافة فأنشأت مكتبة بالقرى تعنى بنشر الثقافة وتقوية الوعى وإرساء الانتماء وتعميق الفكر الوسطىِ بحيث نهتم بجناحيْ التنمية المادية والمعنوية معًا ومن حسن الطالع أن نرى الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة فى الصعيد وهذا يساعد على تخريج جيل متعلم واع ويتيح فرص التعليم للفتاة الصعيدية التى بانت تحتل 65% من أعداد الطلبة بجامعات الصعيد ونرى قريبا من هذه النسبة فى أعداد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة من الإناث أيضا ومع ازدياد عدد الجامعات المتوقعة بالصعيد ستزداد هذه النسبة تبعا لذلك، ونأمل أن نرى الصحة وهى تواكب هذا الاهتمام.

وتابع: تحسنتْ الطرق والكبارى ورأينا تبطين معظم الترع فى مظهر حضارى جذّاب واستصلاح الصحراء وجاءت مبادرة احياة كريمةب بأيدى المصريين لتعيد للوطن كرامته وجماله وأتوقع إنشاء مصانع بجميع المحافظات لنقضى على البطالة بين الشباب، مضيفًا أن الصعيد سعيد اليوم باهتمام الدولة به وشاكر لها؛ وجاء دور أهل الصعيد ليهتموا به بالقضاء على الأمية وإيقاف مسلسل الثأر والاهتمام بإقامة المشاريع الخاصة لتوظيف الأيدى العاطلة والوقوف يدا واحدة مع دولتهم لبناء الجمهورية الجديدة.

من جانبها، أكدت النائبة المهندسة رقية الهلالي، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسى لكل هذه الحزمة من المشروعات الخدمية والتنموية، ضمن اأسبوع الصعيدب، إنما يعكس ما توليه الدولة من اهتمام بتجاوز التحديات وبإمكانه التغلب على الصعوبات التى مرت بها الدولة خلال العقود الماضية التى لم تجد من يمد فيها أحد يده إلى الجنوب، مضيفة أن أهمية ملف التنمية فى صعيد مصر وافتتاح هذه المشروعات القومية العملاقة ينبع من أنها تخلق آلاف الفرص للعمالة، من أجل القضاء على البطالة، فضلاً عن رفع معيشة المواطن فى كل مكان بمصر وتوفير حياة كريمة تليق بالمواطن فى الجمهورية الجديدة.

وأشارت عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب أن جهود الدولة فى تحقيق التنمية الشاملة تأتى عبر العديد من المحاور من أجل تطوير بنية تحتية كاملة، وإقامة تنمية من شأنها أن تبنى الإنسان المصري، فضلا عن التنمية الاقتصادية التى نشهدها والعمل على تنفيذ المبادرة الرئاسية احياة كريمةب لتطوير القرى فى محافظات الصعيد، والتى تعد من أهم المشروعات التى تنفذها الدولة، ويصنف ضمن أكبر المشروعات على مستوى العالم، وهو أيضا المشروع الذى تعول عليه الدولة بهدف تغيير الحياة على أرض الصعيد، ولا سيما مناطق الريف، مشيرة إلى أنه يأتى من ضمن الـ18 مليون مواطن الذين سيستفيدون من المرحلة الأولى للمبادرة، 10 ملايين مواطن من محافظات الصعيد.

ووصفت النائبة رقية الهلالى حالة الاهتمام التى تشهدها البلاد بوجه عام والصعيد بشكل خاص منذ فترة تولى حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى على مدار السنوات الماضية، بمثابة نهضة غير مسبوقة وشهادة ميلاد جديدة تكتب لمصر والصعيد الذى ظل  يعانى من التهميش والإهمال، ولم يشهد أى تنمية على مدار عقود طويلة، وقالت إن الصورة الآن تقول إن الصعيد اليوم على يد الرئيس السيسى بات أحد روافد التنمية الاقتصادية فى مصر، بسبب ما يشهده من  مشروعات قومية تم تدشينها بهدف إعادة  النظر فى خطط التنمية الموجهة إليه، ولفتت إلى أن الدولة الأعوام الثلاثة المقبلة ستكون قادرة على توفير احياة كريمةب لائقة لكل أهالينا فى محافظات الصعيد، مع اكتمال المشروعات الكبيرة التى تنفذها الدولة فى الصعيد، مؤكدة أن الصعيد أصبح على طريق التنمية.

ووصفت الهلالي، الجهد المبذول من الدولة المصرية منذ عام 2014 بالإعجاز غير المسبوق فى تاريخ التنمية المصرية ، لافتة إلى أن القيادة الحكيمة تبنى أركان الدولة، وأعادت بناء مؤسساتها الوطنية، واستعادت مكانتها بين دول العالم، وصنعت نهضة تنموية كبرى فى جميع أنحاء البلاد.

الدكتور محمود السعيد، عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن الدولة المصرية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم، تضع الشباب على قائمة أولوياتها، ويظهر ذلك فى الاهتمام باستيعاب الشباب فى مختلف المجالات سواء كان ذلك فى سوق العمل أو لشغل مناصب إدارية وقيادية فى الدولة وغيرها من المجالات، وعلى الشباب أن يعى جيداً أن الدولة المصرية مؤمنة بهم وبقدراتهم وعليهم العمل فى هذا الاتجاه والنحت فى الصخر وتحقيق المستحيل وعدم الإنصات للشائعات التى تتردد على ألسنة البعض.

وأضاف: من أهم الرسائل التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى لشباب الصعيد، رسائل التشجيع والطمأنينة التى تؤكد أن الصعيد أصبح فى قلب وصلب اهتمام الدولة المصرية الجديدة وأن تنمية الصعيد تعد أحد المحاور التى تعمل عليها الدولة بجدية وإصرار حتى تصل لهدفها فى تقليل الفوارق الضخمة بين الشمال والجنوب والتى تظهر فى كل المؤشرات الاقتصادية والصحية والتعليمية.

وأوضح أن الرئيس لم يكتف بتوجيه الرسائل لشباب الصعيد فحسب، بل وجه أيضا رسائل تشجيعية لكل شباب مصر، مؤكداً أن الدولة المصرية لن تنهض إلا بسواعد شبابها فهم الحاضر والمستقبل، لذا يجب عليهم الاهتمام بالعمل والمشاركة فى عجلة الإنتاج، كما تطرق لرسالة مهمة وهى ضرورة الاهتمام بقطاعى الزراعة والصناعة بعد أن تم إهمال هذه القطاعات لسنوات طويلة بسبب الاعتماد على الاقتصاد الريعي، ولذلك ألقى الرئيس السيسى الضوء على هذه القطاعات كونهم يمثلان جزءا كبيرا جدا من الاقتصاد القومى المصري، فضلا عن أنهم أكبر القطاعات التى يمكن أن تقضى على بطالة الشباب وتوفير فرص عمل للآلاف منهم، ويعتبر إحياء مشروع توشكى مجدداً خير مثال على ذلك ويأمل أن تحقق ثمار هذا المشروع نتائج مبشرة فى القريب العاجل.

وعلق السعيد على رسالة الرئيس حول الاهتمام بتنفيذ المشاريع القومية العملاقة، قائلاً إن هذه المشاريع تمتلك تنفيذ عدة نقاط هامة تعود بالنفع على الشعب المصرى بأكمله، ولعل أبرزها هو التشجيع على الاستثمار والتقليل من أعداد البطالة بين الشباب، بالإضافة للتأثير الإيجابى الذى تحققه على الاقتصاد المصرى على المدى القريب والبعيد.

ومن جانبه، يؤكد الدكتور طلعت عبد القوى عضو مجلس النواب، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، أن أهم رسالة قدمها الرئيس السيسى فى أسبوع الصعيد للشعب المصرى، تظهر فى حرصه الكامل على الاهتمام والحفاظ على كل جزء فى الوطن وظهر ذلك واضحا فى النظر والاهتمام بالأماكن التى ظلت تعانى من التهميش لفترات طويلة فى الصعيد، وأوضح أن جميع الرسائل التى وجهها الرئيس تركز وتشدد على أهمية بناء الإنسان المصرى فى جميع القطاعات من صحة وتعليم وبنية أساسية وغيرهم، ولعل الاهتمام الأكبر يكون بالأسر الأكثر احتياجا وتعد مبادرة حياة كريمة من أهم المبادرات التى تهتم بالإنسان المصرى فى هذا النطاق.

ويرى عبدالقوى أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبعض المواطنين البسطاء فى منازلهم تمثل رسالة واضحة لتطمئن جموع الشعب المصرى بأن الرئيس يشعر بهم ويحنو عليهم ويرفع من روحهم المعنوية خاصة بعد الحملات التى يقوم بها البعض لبث اليأس والإحباط فى النفوس، مُضيفًا أن الرئيس يبث دائما رسائل تدعو للتفاؤل للنهوض بمستقبل مشرق لمصر الذى يتحقق من خلال العمل بإخلاص وزيادة الإنتاج ليعود بالنفع على ازدهار الاقتصاد المصرى ورفع معدل النمو به، وبالتالى تصبح مصر بلد منتجة وليست مستهلكة وتصدر منتجاتها إلى الخارج بدلاً من استيرادها، وكل ذلك يتحقق أيضاً عندما تكتمل المعادلة الصعبة ويتم خفض معدل النمو السكانى ليُحدث نوعا من التوازن بينه وبين النمو الاقتصادي، وتظهر آثار التنمية التى تحققها الدولة بعد أن أصبحت الزيادة السكانية وحشاً يلتهم كل نتائجها.