الإيزيدية لمياء حجي: أعتز بمشاركتي بمنتدى الشباب.. والسيسي يمتلك حس إنساني

صورة موضوعية ..الإيزيدية العراقية لمياء حجي
صورة موضوعية ..الإيزيدية العراقية لمياء حجي

مصر حاربت الإرهاب عسكريا وفكريا

الرئيس السيسي يمتلك حس إنساني وأخلاقي عالي تجاه المظلومين

أعتز بمشاركتي في منتدى شباب العالم.. وأود المشاركة كلما سنحت لي الفرصة

العراق يمر بمخاض عسير بعد الانتخابات.. ويجب أن يتحمل السياسيون مسؤوليتهم

 

عاشت تجربة مريرة لا تتحملها أي فتاة في عمرها، فقبل أن تبلغ العشرين من عمرها حاصرها شياطين الإنس من الدواعش، وارتكبوا كل ما نهى عنه الدين فاغتصبوها بقلوب متحجرة وأجساد باردة لم تتحرك لصرخاتها.. كلمات ربما لا تحمل قصة آلام عاشتها بشار الفتاة الإيزيدية العراقية لمياء حجي.

قبل ثلاث سنوات وقفت لمياء أمام منتدى شباب العالم في نسخته الثالثة عام 2019 لتتحدث عن أيام ظلامية عاشتها هي ومجموعات من الفتيات؛ حيث أثارت حينها تعاطف الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء سماعه قصتها.

"بوابة أخبار اليوم" تواصلت مع لمياء حجي لتعيد النبش في خفايا قصتها وتنقل كثيرا من الآلام التي لم تبح بها بعد وتروي كيف تغيرت حياتها بعد منتدى شباب العالم وما تفعل الآن؟

 

* في البداية.. بعد توصيل رسالتك لجميع دول العالم .. كيف تري أهمية منتدى  شباب العالم؟

ينبع أهمية منتدى شباب العالم بأنه عبارة عن منصة تجمع الجيل الجديد من كافة أنحاء العالم من أجل تبادل الخبرات والوقوف على التحديات الآنية والمستقبلية التي تجتاح العالم وفرصة جيدة لتعارف الشعوب على بعضها

 

* هل ترغبي في مشاركة في منتدى شباب العالم مرة أخرى؟

أعتز كثيرابمشاركتي في منتدى شباب العالم، ودعني أؤكد لك  أنني أود المشاركة في المستقبل كلما سنحت لي الفرصة ولكن في تلك النسخة لا استطيع المشاركة.

 

* كيف تري الشأن العراقي خلال تلك الفترة ؟

العراق مع الأسف يمر بمخاض عسير بعد الانتخابات وهناك تحديات كبيرة في مجال مكافحة الفساد والارهاب ومئات الآلاف من النازحين وضحايا تنظيم داعش وخاصة الايزيديين الذين يعيشون في لحد الآن في مخيمات النزوح ولا يستطيعون العودة.

 

* وماذا تطلبي من السياسيين والحكومة العراقية؟

ما أتمناه وأطلبه أن يتحمل السياسيون العراقيون مسؤوليتهم الأخلاقية تجاه هذا الشعب العراقي المظلوم وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات بعيدًا عن أي  اجندات خارجية وأن يهتموا بالوطن  والمواطن.

 

* ما هي رسالتك لجميع فتيات الوطن العربي؟

فتيات العالم العربي يقفن أمام مصاعب تتجاوز ظروف الكثير من النساء في العالم، وأنني أرى من الواجب أن تكثف المراة نشاطها في الشرق الاوسط من أجل نيل حقوقها وفي نفس الوقت لأنها الأم والأخت والأبنة والزوجة التي تستطيع أن تخلق السلام في الجو الاجتماعي والوطني، كما أن المراة تستطيع أن تلعب دورا أكبر في الحفاظ على السلام وفي خلق السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي.

 

* الى أي مدى تري فكرة منتدى شباب العالم حلقة تواصل جيدة  بين الحكومات والشباب ؟

فكرة المنتدى عظيمة للغاية وتعمل على تحقيق السلام والتقارب بين الشعوب وهذا أكثر ما  أعجبني في منتدى شباب العالم

 

* بعد تعاطف الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد سماع قصتك.. ماذا شعرتي في تلك اللحظة ؟

الرئيس السيسي لديه حس إنساني وأخلاقي عالي تجاه كافة الفئات المظلومة، ولم يكن غريبا أن يذرف دموعا وهو زعيم أكبر دولة عربية، وليس فقط على مأساة مواطنة عراقية ايزيدية تعرضت لابشع الجرائم التي يندى لها جبين البشرية، ولكن أيضا كرجل مؤمن شاهد كيف تتم هذه الجرائم على ايدي التنظيم الإرهابي الذي يدعي الإسلام والدين ستارا.

 

* أين تعيشي في الفترة الحالية ؟ وما هي أنشطتك ؟

أعيش حاليا  في المانيا ورغم جائحة كورونا أحاول ان اشارك في بعض النشاطات الخاصة بحقوق المراة والطفل، وكما أنني مستمرة في دراستي الثانوية.

 

* وما رأيك في تنظيم الحكومة المصرية لمنتدى شباب العالم رغم جائحة فيروس كورونا؟

أرى أن تنظيم منتدى شباب العالم رغم ظروف كورونا مبادرة ممتازة وجريئة من الحكومة المصرية لجميع دول العالم فمن الطبيعي أن  الحياة لا تتوقف ويمكننا الاستمرار فيها والتكييف مع الحفاظ على التعليمات الصحية والتوجيهات الوقائية، فنحن جميعا بحاجة الى التواصل اجتماعيا لان هذه خاصية من خواص الانسان ككائن حي وكمجتمع حي يحتاج الى التماسك.

 

* ما أبرز ذكرياتك  في مصر؟

أحد المواطنين المصريين صادفنا في الشارع وكان في الستين تقريبا معمره وبعد يوم من إلقائي كلمة في منتدى شباب العالم من  وتحدث الاعلام المصري عن قصتي قال لي  انا اعتذر منك ومن شعبك على ما فعله بكم هؤلاء الوحوش باسم ديننا .

وقال لي عشت في العراق سبعة سنوات في الثمانيات وكنت أعمل وزرت الموصل وزرت سنجار ومناطق الايزيدية  وتعرفت على ناسها الطيبين وأكلت في بيوتهم وكانوا يقدرون الغريب ويضعوننا في عيونهم.

فرد عليه صاحبه الذي كان ايضا يستمع الى الحديث معنا وقال: لو كنت مكان الحكومة كنت ساضع تمثالا لهذه الفتاة الشجاعة في مصر ، وكنت سأقوم ببناء اضع نصب تذكاري لكل بنت او انسان مدني او جندي تعرض للظلم على ايدي مثل هؤلاء المتطرفين في كل قرية لكي يعرف الناس قصتهم وينتبهوا الى انفسهم من الافكار المتطرفة ولكي نتعلم  الدروس  في الانسانية.

 

* ما شعورك وانت تشاركي في منتدى شباب العالم؟

شعرت أن من مسؤوليتي المشاركة في هذا المحفل العالمي المهم الذي يجمع شباب العالم بأسره؛ للبحث عن ضمان المستقبل والسلام والتواصل بين جميع شعوب وأمم العالم

 

* وكيف تقيمي الحكومة المصرية في حربها ضد الإرهاب؟

اعتقد مصر تخطو خطوات هامة وجدية وفاعلة لمحاربة الإرهاب، ليس فقط عسكريا. لان محاربة الإرهاب تحتاج ايضا الى اعادة النظر في المناهج الدراسية والسلوك الاجتماعية والى خطوات اجتماعية وثقافية.

 

ومصر دولة عظيمة بتاريخها وعقولها وطاقاتها لهذا لدينا ثقة انها ستكون الرائدة في مجال محاربة الفكر المتطرف في العالم العربي

 

* ما رسالتك لشباب العالم؟

أقول لهم جميعا المستقبل لنا، وعلينا أن نتبنى جميعا رسالة السلام والإنسانية وندفع إلى التقارب بين الشعوب والأمم والأديان، وهذا الحلم وتحقيقه بأيدينا.