الفـراعنــة .. الأفضـــل

د. أســامة أبــو زيــد
د. أســامة أبــو زيــد

قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬98‭ ‬بمدينة‭ ‬واجادوجو‭  ‬ببوركينا‭ ‬فاسو،‭  ‬قال‭ ‬محمود‭ ‬الجوهرى‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬العبقرى‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭: ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬الفوز‭ ‬بأمم‭ ‬أفريقيا‭.. ‬كان‭ ‬يقصد‭ ‬أن‭ ‬يبعد‭ ‬الأعين‭ ‬عن‭ ‬المنتخب‭ ‬وأن‭ ‬يخفف‭ ‬الضغط‭ ‬النفسى‭ ‬والعصبى‭ ‬عن‭ ‬اللاعبين‭.. ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬السارة‭ ‬للمصريين‭.. ‬فوز‭ ‬مصر‭ ‬ببطولة‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭.‬

الكثيرون‭ ‬تذكروا‭ ‬عبارات‭ ‬الجوهرى‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬كيروش‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬الحالى‭ ‬فى‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحفى‭ ‬إنه‭ ‬غير‭ ‬مطالب‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أو‭ ‬أى‭ ‬عبارة‭ ‬تعنى‭ ‬هذا‭ ‬المضمون‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يتعهد‭ ‬الفوز‭ ‬بكأس‭ ‬الأمم‭ ‬بالكاميرون‭ ‬وأن‭ ‬هدفه‭ ‬الأساسى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مونديال‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭!!‬

كلام‭ ‬غريب‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬الخواجة‭ ‬البرتغالى،‭ ‬لأن‭ ‬الدنيا‭ ‬اختلفت‭ ‬وكرة‭ ‬القدم‭ ‬المتطورة‭ ‬والمحترفة‭ ‬أصبحت‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬بند‭ ‬اسمه‭ ‬ضغط‭ ‬نفسى‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬نجوم‭ ‬مصريين‭ ‬وتحديداً‭ ‬المحترفين‭ ‬يلعبون‭ ‬فى‭ ‬أكبر‭ ‬ضغوط‭ ‬وأعنف‭ ‬دوريات‭ ‬وبالتالى‭ ‬أصبحت‭ ‬أجدع‭ ‬مواجهات‭ ‬أمراً‭ ‬عادياً‭ ‬وطبيعياً‭.‬

إذا‭ ‬كان‭ ‬كيروش‭ ‬يعلم‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬التأهل‭ ‬لمونديال‭ ‬العالم‭ ‬هو‭ ‬الأهم،‭ ‬وأنه‭ ‬جاء‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬فإن‭ ‬عدم‭ ‬التأهل‭ ‬وارد،‭ ‬وأن‭ ‬الخطأ‭ ‬فى‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذى‭ ‬تم‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬المسئولين‭ ‬عن‭ ‬الجبلاية،‭ ‬وأننا‭ ‬لم‭ ‬نتعلم‭ ‬من‭ ‬درس‭ ‬أجيرى‭ ‬المدير‭ ‬الفنى‭ ‬المكسيكى‭ ‬الأسبق،‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مونديال‭ ‬العالم،‭ ‬وتغيرت‭ ‬الخريطة‭ ‬وأصبح‭ ‬مطالباً‭ ‬فجأة‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أقيمت‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬بلدنا‭.. ‬وبالتالى‭ ‬‮«‬باظت‭ ‬الدنيا‮»‬‭.. ‬وكان‭ ‬خروجنا‭ ‬مهيناً‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الثمانية‭!!‬

يهم‭ ‬الجماهير‭ ‬أن‭ ‬نلعب‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬جيدة،‭ ‬نمتع‭ ‬بها‭ ‬عشاق‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭.. ‬ويهمنا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬الأدوار‭ ‬النهائية‭ ‬ونفوز‭ ‬بالبطولة،‭ ‬فعندما‭ ‬لعبت‭ ‬مصر‭ ‬نهائى‭ ‬أمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬مع‭ ‬الكاميرون‭ ‬2017‭ ‬وخسرنا‭ ‬البطولة،‭ ‬لم‭ ‬نشعر‭ ‬بالغضب‭ ‬لأن‭ ‬اللاعبين‭ ‬قدموا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬وقام‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بلقاء‭ ‬اللاعبين‭ ‬بعد‭ ‬عودتهم‭ ‬فى‭ ‬المطار‭ ‬تكريماً‭ ‬لأدائهم‭ ‬المميز‭.‬

نحن‭ ‬نستطيع‭ ‬الفوز‭ ‬بأمم‭ ‬أفريقيا‭ ‬بالكاميرون‭.. ‬الاختيارات‭ ‬الموجودة‭ ‬فعلاً‭ ‬هى‭ ‬الأفضل‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الآراء‭ ‬الفنية‭ ‬التى‭ ‬تطالب‭ ‬بوجود‭ ‬طارق‭ ‬حامد‭ ‬و«أفشة‮»‬،‭ ‬وعندهم‭ ‬حق‭.. ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسماء‭ ‬التى‭ ‬ستلعب‭ ‬البطولة‭ ‬برداء‭ ‬مصر‭ ‬نجدهم‭ ‬الأفضل‭ ‬وربما‭ ‬فى‭ ‬أفريقيا‭.‬

فوز‭ ‬الفراعنة‭ ‬بالبطولة‭ ‬الصعبة‭ ‬القوية‭ ‬المقبلة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬بضربة‭ ‬حظ‭ ‬أو‭ ‬بمثابة‭ ‬المعجزة،‭ ‬أو‭ ‬المفاجأة،‭ ‬لأن‭ ‬المنتخب‭ ‬فعلاً‭ ‬يستطيع‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬النهائيات‭ ‬ويفوز‭ ‬بالبطولة‭.‬

جميل‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬المنتخب‭ ‬فى‭ ‬مباراة‭ ‬الافتتاح‭ ‬على‭ ‬نيجيريا‭.. ‬وطبيعى‭ ‬أن‭ ‬يفوز‭ ‬بالمباريات‭ ‬الثلاث‭ ‬بالمجموعة‭ ‬النسور،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬غينيا‭ ‬بيساو‭ ‬ثم‭ ‬السودان‭.. ‬والتأهل‭ ‬للدور‭ ‬الثانى‭ ‬كأول‭ ‬المجموعة‭ ‬يجعل‭ ‬الأوضاع‭ ‬مستقرة‭ ‬ويؤجل‭ ‬الاصطدام‭ ‬بالكبار‭ ‬مبكراً‭!!‬

أكرر‭: ‬لاعبو‭ ‬المنتخب‭ ‬هم‭ ‬الأفضل‭.. ‬نجد‭ ‬فى‭ ‬حراسة‭ ‬المرمى‭ ‬محمد‭ ‬الشناوى‭ ‬الذى‭ ‬أصبح‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬حراس‭ ‬أفريقيا‭ ‬وباقى‭ ‬زملائه‭ ‬يستطيعون‭ ‬التألق‭ ‬والإجادة‭.‬

هناك‭ ‬مضمون‭ ‬فى‭ ‬الدفاع‭ ‬وخبرات‭ ‬كبيرة‭.. ‬أكرم‭ ‬توفيق‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭.. ‬وروح‭ ‬قتالية‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬حجازى‭ ‬والونش‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭.. ‬وأداء‭ ‬عال‭ ‬جداً‭.. ‬وأحمد‭ ‬فتحى‭ ‬الذى‭ ‬يسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬للأمام‭.‬

فى‭ ‬وسط‭ ‬الملعب‭ ‬حدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج‭.. ‬السولية‭ ‬والننى‭ ‬ومهند‭ ‬لاشين‭ ‬وغيرهم‭.. ‬ثلاثى‭ ‬بارع‭ ‬وجهد‭ ‬وفير‭ ‬ومهارة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬ومعهم‭ ‬الحريف‭ ‬صاحب‭ ‬الخبرات‭ ‬عبدالله‭ ‬السعيد‭.‬

لمنتخبنا‭ ‬عنوان‭ ‬فى‭ ‬الهجوم‭.. ‬العالمى‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬الذى‭ ‬يستطيع‭ ‬القيادة‭ ‬بجدارة‭.. ‬ومصطفى‭ ‬محمد‭ ‬أحد‭ ‬المحطات‭ ‬العالمية‭ ‬والقوة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬هز‭ ‬الشباك‭.. ‬والقناص‭ ‬محمد‭ ‬شريف‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬فى‭ ‬مكانه‭ ‬داخل‭ ‬الصندوق‭ ‬كهداف‭.. ‬وتريزيجيه‭ ‬ورمضان‭ ‬صبحى‭ ‬الثنائى‭ ‬الموهوب‭ ‬والخطير‭.. ‬بجانب‭ ‬الاكتشاف‭ ‬عمر‭ ‬مرموش‭ ‬المبدع‭ ‬فى‭ ‬ملاعب‭ ‬ألمانيا‭.‬

هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬منتخبنا‭ ‬بخير،‭ ‬وقادر‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬أحراش‭ ‬أفريقيا‭ ‬مجبور‭ ‬الخاطر‭ ‬ومعه‭ ‬الكأس‭ ‬المنتظرة‭.‬

الفوز‭ ‬بمونديال‭ ‬أفريقيا‭.. ‬حلم‭.. ‬وسعادة‭.. ‬وفرحة‭.. ‬ويعيد‭ ‬الكرة‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬مكانتها‭ ‬الطبيعية‭.. ‬قولوا‭ ‬يارب‭.‬

شمعة‭ ‬جديدة‭ ‬لأخبار‭ ‬الرياضة

كل‭ ‬سنة‭ ‬وأخبار‭ ‬الرياضة‭ ‬بخير‭.. ‬مر‭ ‬33‭ ‬عاماً‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬صدور،‭ ‬ومازالت‭ ‬أخبار‭ ‬الرياضة‭ ‬تتألق‭ ‬بالمصداقية‭ ‬والحب‭ ‬وروح‭ ‬التعاون‭.‬

رؤساء‭ ‬التحرير‭ ‬الذين‭ ‬تولوا‭ ‬المسئولية‭ ‬قدموا‭ ‬الكثير‭ ‬للإصدار‭.. ‬الكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬الكبير‭ ‬فتحى‭ ‬سند‭ ‬الأب‭ ‬الروحى‭ ‬الكبير‭ ‬والأستاذ‭ ‬والمعلم‭ ‬الذى‭ ‬تتلمذنا‭ ‬على‭ ‬يديه‭.. ‬والأفاضل‭ ‬جمال‭ ‬الزهيرى‭ ‬وأيمن‭ ‬بدرة‭.. ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬أبداً‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬كانت‭ ‬تلعبه‭ ‬هناء‭ ‬كامل‭ ‬مدير‭ ‬التحرير‭ ‬عبر‭ ‬كل‭ ‬العصور‭.‬

شمعة‭ ‬جديدة‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الرياضة‮»‬‭ ‬وتتعهد‭ ‬أسرة‭ ‬التحرير‭ ‬بتقديم‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭ ‬لتظل‭ ‬الجريدة‭ ‬فى‭ ‬المقدمة‭ ‬وعروس‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭.‬