قبل انطلاق أمم أفريقيا 98 بمدينة واجادوجو ببوركينا فاسو، قال محمود الجوهرى المدير الفنى العبقرى فى ذلك الوقت: لن نستطيع الفوز بأمم أفريقيا.. كان يقصد أن يبعد الأعين عن المنتخب وأن يخفف الضغط النفسى والعصبى عن اللاعبين.. وكانت المفاجأة السارة للمصريين.. فوز مصر ببطولة أمم أفريقيا.
الكثيرون تذكروا عبارات الجوهرى عندما قال كيروش المدير الفنى الحالى فى المؤتمر الصحفى إنه غير مطالب أو من الصعب أو أى عبارة تعنى هذا المضمون بأنه لا يتعهد الفوز بكأس الأمم بالكاميرون وأن هدفه الأساسى الوصول إلى مونديال كأس العالم!!
كلام غريب جداً من الخواجة البرتغالى، لأن الدنيا اختلفت وكرة القدم المتطورة والمحترفة أصبحت لا يوجد بها بند اسمه ضغط نفسى لأن هناك نجوم مصريين وتحديداً المحترفين يلعبون فى أكبر ضغوط وأعنف دوريات وبالتالى أصبحت أجدع مواجهات أمراً عادياً وطبيعياً.
إذا كان كيروش يعلم جيداً أن التأهل لمونديال العالم هو الأهم، وأنه جاء لتحقيق هذا الهدف فإن عدم التأهل وارد، وأن الخطأ فى الاتفاق الذى تم معه من المسئولين عن الجبلاية، وأننا لم نتعلم من درس أجيرى المدير الفنى المكسيكى الأسبق، الذى جاء من أجل مونديال العالم، وتغيرت الخريطة وأصبح مطالباً فجأة بالحصول على أمم أفريقيا بعد أن أقيمت على أرض بلدنا.. وبالتالى «باظت الدنيا».. وكان خروجنا مهيناً من دور الثمانية!!
يهم الجماهير أن نلعب كرة قدم جيدة، نمتع بها عشاق كرة القدم.. ويهمنا أن نصل إلى الأدوار النهائية ونفوز بالبطولة، فعندما لعبت مصر نهائى أمم أفريقيا مع الكاميرون 2017 وخسرنا البطولة، لم نشعر بالغضب لأن اللاعبين قدموا كل ما لديهم وقام الرئيس عبدالفتاح السيسى بلقاء اللاعبين بعد عودتهم فى المطار تكريماً لأدائهم المميز.
نحن نستطيع الفوز بأمم أفريقيا بالكاميرون.. الاختيارات الموجودة فعلاً هى الأفضل دون النظر إلى الآراء الفنية التى تطالب بوجود طارق حامد و«أفشة»، وعندهم حق.. لكن عندما ننظر إلى الأسماء التى ستلعب البطولة برداء مصر نجدهم الأفضل وربما فى أفريقيا.
فوز الفراعنة بالبطولة الصعبة القوية المقبلة لن يكون بضربة حظ أو بمثابة المعجزة، أو المفاجأة، لأن المنتخب فعلاً يستطيع التأهل إلى النهائيات ويفوز بالبطولة.
جميل أن يفوز المنتخب فى مباراة الافتتاح على نيجيريا.. وطبيعى أن يفوز بالمباريات الثلاث بالمجموعة النسور، ومن بعده غينيا بيساو ثم السودان.. والتأهل للدور الثانى كأول المجموعة يجعل الأوضاع مستقرة ويؤجل الاصطدام بالكبار مبكراً!!
أكرر: لاعبو المنتخب هم الأفضل.. نجد فى حراسة المرمى محمد الشناوى الذى أصبح واحداً من أفضل حراس أفريقيا وباقى زملائه يستطيعون التألق والإجادة.
هناك مضمون فى الدفاع وخبرات كبيرة.. أكرم توفيق يستطيع أن يلعب فى أوروبا.. وروح قتالية غير عادية حجازى والونش صمام الأمان.. وأداء عال جداً.. وأحمد فتحى الذى يسير بخطى ثابتة للأمام.
فى وسط الملعب حدث ولا حرج.. السولية والننى ومهند لاشين وغيرهم.. ثلاثى بارع وجهد وفير ومهارة غير عادية ومعهم الحريف صاحب الخبرات عبدالله السعيد.
لمنتخبنا عنوان فى الهجوم.. العالمى محمد صلاح الذى يستطيع القيادة بجدارة.. ومصطفى محمد أحد المحطات العالمية والقوة الكبيرة والقدرة على هز الشباك.. والقناص محمد شريف الذى لا غنى عنه فى مكانه داخل الصندوق كهداف.. وتريزيجيه ورمضان صبحى الثنائى الموهوب والخطير.. بجانب الاكتشاف عمر مرموش المبدع فى ملاعب ألمانيا.
هذه الأسماء تؤكد أن منتخبنا بخير، وقادر على العودة من أحراش أفريقيا مجبور الخاطر ومعه الكأس المنتظرة.
الفوز بمونديال أفريقيا.. حلم.. وسعادة.. وفرحة.. ويعيد الكرة المصرية إلى مكانتها الطبيعية.. قولوا يارب.
شمعة جديدة لأخبار الرياضة
كل سنة وأخبار الرياضة بخير.. مر 33 عاماً على أول صدور، ومازالت أخبار الرياضة تتألق بالمصداقية والحب وروح التعاون.
رؤساء التحرير الذين تولوا المسئولية قدموا الكثير للإصدار.. الكاتب الصحفى الكبير فتحى سند الأب الروحى الكبير والأستاذ والمعلم الذى تتلمذنا على يديه.. والأفاضل جمال الزهيرى وأيمن بدرة.. ولا ننسى أبداً الدور الكبير الذى كانت تلعبه هناء كامل مدير التحرير عبر كل العصور.
شمعة جديدة لـ«أخبار الرياضة» وتتعهد أسرة التحرير بتقديم المزيد من الجهد لتظل الجريدة فى المقدمة وعروس الصحافة الرياضية.