غضب بسبب تخريب نصب «المتنبي» في العراق

بغداد
بغداد

بعد افتتاح الشارع الثقافي الأشهر في العراق والذي كان حدثا عريقًا وكبيرًا الا أنه لم تمر أيام قليلة بعد أشهر من عمليات الترميم والتجديد، حتى تعرض نصب الشاعر أبي الطيب المتنبي الذي يحمل الشارع اسمه للتخريب.

وهما ماجعل أمانة بغداد تخرج في بيان وتقول إن "افتتاح زقاق المتنبي بعد إعادة تأهيله، وبحلة جديدة جعلته قبلة لآلاف الزائرين لا سيما الحشود الكبيرة التي ارتادته خلال اليومين الماضيين بمناسبة أعياد رأس السنة، هذه الحشود كان أغلبها من المثقفين وأصحاب الوعي العالي بالمسؤولية والذوق الرفيع.

وتابعت: "هناك مع الأسف نفرًا ضالا عبث بنصب المتنبي وأزال إحدى كلمات بيته الشعري الذي نحت في قاعدته (أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم) وخرب جزءا منها".

وأضافت: "أمانة بغداد تتعاون مع الفنان سعد الربيعي (النحات صاحب النصب) لأخذ القياسات ومعاينة النصب لإعادة صيانته من جديد".

كما دعت المواطنين للتعاون معها والحفاظ على الموروث التراثي والنصب التي تعد قبلة السياح ومعالم المدينة التي تشكل هويتها، وعدم السماح لمن تسول له نفسه العبث بها، وإبلاغ القوات الأمنية القريبة عن حال محاولة أي شخص إحداث أعمال تخريب.

ولقيت الحادثة استنكارا واسعًا لا سيما في الأوساط الثقافية العراقية، وقال الفنان سبهان الغبشة: "مع الأسف أعداء الثقافة والجمال والحضارة يحاولون مرة أخرى عبثًا، طمس جماليات العراق وعمقه الحضاري والثقافي العريق، وكأن المطلوب أن تبقى هذه البلاد ساحة قلاقل وحروب وأزمات تغلب فيها لغة الدم والدمار، وتدمر فيها وتهشم المعالم الثقافية والفكرية والجمالية".

كما تساءل الغبشة: "وإلا فكيف نفسر أنه بعد أيام فقط من إعادة افتتاح هذا المتنفس الثقافي العراقي والعربي الحيوي، أن يستهدف بهذا الشكل الهمجي والقبيح؟".

كان افتتاح شارع المتنبي في بغداد، الذي لطالما عد من أشهر معالمها الثقافية والفكرية وعرف بمكتباته ودور نشره العديدة، قد أنعش الآمال في إعادة الزخم للحياة الثقافية في العراق، الذي استنزفته الحروب والأزمات وأثرت سلبا على حيويته وديناميته الثقافية.

وهو ما جعل منصات التواصل الاجتماعي العراقية تضج بالغضب الواسع من العبث الذي طال نصب المتنبي، حيث اعتبر روادها أن هذا العمل التخريبي "يعبر عن أن ثمة من يسعى جاهدا لتشويه كل ما هو جميل في بلاد الرافدين".

وولد المتنبي عام 915 ميلادية في الكوفة جنوب بغداد، ويعد واحدا من أبرز شعراء العرب وأكثرهم تمكنا من اللغة، وفي عام 1932 أطلق اسمه على هذا الشارع التاريخي خلال عهد الملك فيصل الأول.

ويبلغ طول شارع المتنبي نحو كيلومتر واحد، ويؤدي إلى إحدى ضفاف نهر دجلة، يتقدمه تمثال كبير للشاعر الراحل، وينتهي بنصب خط عليه بيت من قصائده المعروفة.