الإعدام لسفاحي التكاتك

المستشار ضياء الدين أبو الوفا
المستشار ضياء الدين أبو الوفا

كتبت: رشا عدلي

مضى يومان على خروج محمود من منزله لعمله ولم يعد، فزعت زوجته لتأخره، وهداها تفكيرها أن تبلغ الشرطة خاصة أن ذلك تزامن مع إغلاق هاتفه المحمول.

خرجت هند والقلق يعتريها.. ذهبت إلى قسم الشرطة ولكنها فوجئت بعدد ليس بالقليل من أهالى القرية.. حضروا جمعيا للإبلاغ عن اختفاء ثلاثة آخرين من سائقى التوك توك زملاء زوجها!

حيرة وقلق ومشاعر سلبية سيطرت على مركز طلخا وهز الحادث أرجاء القرية بأكملها، وبدأت تحريات المباحث والتى لفت انتباها أن التوكتوك عامل مشترك فى اختفاء الشباب الأربعة وبدأت الشكوك تحوم حول شابين عاطلين من المسجلين خطر وكشف أحد شهود العيان أنه رأى أحد الشباب المختفيين بصحبة أحد العاطلين منذ أيام قليلة.

تم استدعائه للسؤال حول الواقعة وقد بدت عليه علامات الارتباك والخوف والتعلثم وبتتضيق الخناق عليه أرشد عن صديقه وتم القبض عليه واعترفا الاثنان بأنهما مرا بضائقة مالية فسولت لهما أنفسهما اصطياد الضحية من سائقى التوكتوك ليسهل السيطرة عليهم، رسما الخطة بحيث يستوقفان أحد الشباب بزعم توصليهما إلى مكان مابين قرى مركز طلخا وفى الطريق عندما يخلو من المارة وفى جنح الليل يشرعان فى تنفيذ الجريمة التى اتفقا عليها ألا وهى قتل سائق ذلك التوكتوك حتى تصبح الجريمة كاملة على حد ظنهما ، فيقضيان عليه بالموت خنقا وضربا بالعصا ثم يقومان بذبحه بعدما يتأكدان من أنه لفظ أنفاسه.
ويستقلان التوك توك المسروق ويسرعان فى بيعها خارج المحافظة بثمن بخس حتى لاينكشف أمرهما وينفقان على نزواتهما وتعاطى المواد المخدرة، ولما رأى كل منهما أن طريق الشيطان قد سُهِل لهما، عاودا الكرة فى اليوم التالى مع ضحية أخرى وبعد يومين كررا نفس الفعلة على مدار يومين آخرين لتكون المحصلة أربعة قتلى فى خمسة أيام.

اقرأ أيضاً | تقنين وضع سائقي «التوكتوك» والتأمين عليهم في لجنة مشكلة بمجلس الوزراء

قاما المتهمان بتمثيل الجرائم أمام النيابة العامة والتى أحالتهما إلى محكمة جنايات المنصورة بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد فقضت برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد الخولى وتامر مرسى وباجماع الآراء بإحالة أوراق المتهمين إلى فضيلة مفتى الديار المصرية لاستطلاع رأيه الشرعى فى إعدامهم وقد رأت المحكمة أن تلك الواقائع تشكل جرائم قتل عمد مع سبق الإصرار المرتبط والمقترن بجنايات السرقة والقتل وهى ثلاث ظروف يستأهل كل منها الحكم بالاعدام حيث أنهم اقترفوا أربعة جرائم فى خمسة أيام مما يدل على خطورة شديدة تقتضى بالحكم عليهم بالاعدام فقد جعلوا السرقة غاية والقتل وسيلة.