بدءًا من أمريكا.. «محطات الشحن» التحدي الأكبر أمام السيارات الكهربائية

شحن السيارات الكهربائية
شحن السيارات الكهربائية

تلعب السيارات الكهربائية دورًامهمًا في مستقبل الطاقة النظيفة، ولكن لكي يجني الجميع فوائد المركبات الكهربائية، فيحتاجون إلى الوصول إلى أجهزة الشحن الخاصة بالبطاريات، التي تعمل بها تلك السيارات.

 وفي الوقت الذي يعاني منه مشروع قانون Build Back Better المقدم في الكونجرس الأمريكي من انتكاسة كبيرة، وهو المشروع الخاص بتظيم وعمل محطات الشحن الخاصة بالسيارات الكهربائية، فهذا قد يعني أن تمويلًا أقل بكثير سيكون منتاح للانتقال والتحول لاستخدام المركبات الكهربائية، إلا أن ما يزال هناك أمل في أن قانون البنية التحتية للحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذي تم تمريره في نوفمبر قد يجلب البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية إلى الأماكن التي تم استبعادها حتى الآن، مما يوسع من دائرة استخدام ذلك النوع من المركبات. 

أقرأ أيضا | وزير قطاع الأعمال: بدء إنتاج السيارة الكهربائية في 2023 |خاص

ويرى الخبراء أنه يمكن أن يسهل ذلك على السائقين من المجتمعات المهمشة التحول إلى السيارات الكهربائية، مع تنظيف الهواء في أحيائهم أيضًا، فيقول الخبراء إن الطريقة التي تنتشر بها محطات الشحن الآن ليست منصفة، ولا ملائمة للعديدمن المجتمعات منخفضة الدخل والأحياء الملونة، وفي جميع أنحاء البلاد، تميل الأماكن التي تتمتع بأكبر قدر من الوصول إلى أجهزة الشحن، إلى أن تكون أكثر ثراءً وأكثر بياضًا، وهذا شيء يمكن لإدارة بايدن أن تقطع شوطًا طويلاً نحو علاجه، كما يقول الخبراء، طالما أنها تستجيب للنصائح التي تأتي مباشرة من تلك المجتمعات. 

ويضيف الخبراء، أنه على خلاف ذلك، يمكن أن تزداد الفوارق الحالية سوءًا مع تسريع صانعي السياسات في جهود الانتقال إلى السيارات الكهربائية، كما يقول تيري ترافيس ، الشريك الإداري والمشاركمؤسس EVNoire ، وهي مجموعة استشارية تعمل من أجل المزيد من التنوع والمساواة في الصناعة. 

ويقول ترافيس، إن الملف الشخصي لسائق السيارات الكهربائية العادي لا يزال رجلًا أبيض يعيش في الضواحي، ومع توقع أن يصبح سعر السيارة الكهربائية مشابهًا للسيارات التي تعمل بالغاز هذا العقد، فقد يتغير ذلك قريبًا، بعد انخفاض تكاليف إنتاج المركبات الكهربائية، ولكن سيكون الوصول إلى الشحن أكبر عقبة تالية عندما يتعلق الأمر باستبدال السيارات التي تعمل بالغاز اليوم، خاصة ويختار العديد من مالكي المركبات الكهربائية الشحن في المنزل في مرآب أو ممر للسيارات، ولكن مع توسع اعتماد المركبات الكهربائية ليتجاوز أصحاب المنازل الأفراد إلى أولئك الذين يستأجرون المباني السكنية، أو يعيشون فيها، لذا ستصبح البنية التحتية العامة للشحن أكثر أهمية من أهم شيء آخر.

ويضيف ترافيس، أنه لا يوجد سوى حوالي 46000 محطة شحن عامة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وعدد قليل جدًا منها عبارة عن محطات شحن سريعة يمكنها تشغيل السيارات في أقل من ساعة، وستحتاج الدولة إلى أكثر من 100000 محطة شحن سريع بحلول نهايةالعقد، وفقًا لأحد التحليلات، ففي ولاية كاليفورنيا، التي تقود البلادفي تبني السيارات الكهربائية، كان هناك انتشار غير متكافئ لمحطات الشحن على أساس العرق والدخل، وفقًا لبحث نُشر هذا العام، وكانت كتل التعداد السكاني في الولاية ذات الأغلبيةمن السود والأسبان وهي "أقل بكثير" من احتمالية الوصول إلى محطة شحن في منطقتهم مقارنة ببقية الولاية في عام 2019، وأشار الخبير، إلى أن الشيء نفسه ينطبق على الأحياء ذات الدخل الأقل من متوسط الدخل للولاية. 

ويقول تشيه-وي هسو ، الذي قاد الدراسة كباحثفي جامعة ولاية هومبولت: "الجزء الذي فاجأني حقًا كان  هو أن البنية التحتيةالممولة من القطاع العام يتم توزيعها بطريقة ما بطريقة أقل إنصافًا، من محطات الشحن الممولة من القطاع الخاص، وربما يكون هذا التفاوت ناتجًا عن عدم تفكير الدولةفي البداية حول كيفية تصميم برامجها لتمويل محطات الشحن، كما يقول «هسو».

ويضيف هاسو : "إنه مأزق سوف يتعين على إدارة بايدن تجنبه الآن لأنها تحاول بناء شبكة شحن وطنية، حيث يتضمن قانون البنية التحتية المعتمد حديثًا7.5 مليار دولار للبنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية، ويشمل ذلك 5 مليارات دولار للولايات و 2.5 مليار دولار أخرى لمنح تعطي الأولوية للمجتمعات الريفية و "المحرومة"، بهدف بناء شبكة من 500000 محطة شحن في جميع أنحاء البلاد تكون "مريحة وعادلة"، وفقًا للبيت الأبيض. 

وكشفت الإدارة الأمريكية عن خطط أكثر تفصيلاً لشحنالبنية التحتية الأسبوع الماضي عندما أنشأت المكتب المشترك للطاقة والنقل، كما التزمت الإدارةبالحصول على مدخلات من أصحاب المصلحة "المتنوعين" حول كيفية تحسين البنية التحتية للشحن في البلاد، في الاجتماعات المبكرة ، وفقًا للخطة، سيناقشون العدالة البيئية، والحقوق المدنية، بالإضافة إلى الشراكات مع الحكومات والقبائل المحلية. 

وقال الخبراء لصحيفة The Verge إن توفير المقاعد على الطاولة لمناصري القواعد الشعبية سيكون أمرًا أساسيًا للتأكد من عدم استمرار المجموعات المهمشة في الاستبعاد، وسيعرف الأشخاص من المجتمعات المهمشة مكان وضع محطات الشحن التي ستكون أكثر فائدة، يمكن أن يرجع ذلك إلى عوامل فائقة الدقة مثل معرفة متاجر البقالة التي من المرجح أن تزورها المجموعات المحرومة.