حكايات الحوادث | «مجرم حب».. وجريمة في شنطة سفر‎‎

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يوجد أجمل من موعد اللقاء بين الأحبة، فعند اللقاء تزداد الدنيا بهجة وسرورا، لكن كان آخر لقاء بين الطالب، والفتاة التي أحبها ولم يحسبا لهذا اليوم، حيث عاش أسوأ لحظات حياته  بعدما سقطت الفتاة على الأرض جثة هامدة.

قصة أشبه ماتكون بأفلام الرعب التي يقدمها هتشكوك، والذي لو ذهب إلى الطريق الحر بالقليوبية لما استطاع أن يخرجها أكثر مما قام به بطل القصة مجرم حب.

استلقي الطالب فوق سريره، لم ترى عيناه النوم، يستشعر طيف الفتاة معه، الساعات تمر كالدهر، حيث اللقاء بينهما، ولم يكن يعلم بأنه سيرتكب جريمة تبرأ منها الشيطان، وتنتهي قصة حبه بعد أن ذبلت ورود الغرام.

انتابته حالة من الصمت عميق، وشرود وذهول، وامتلأت نفسه بالخوف والهم، عندما سقطت الحبيبة على الأرض ولم تحرك ساكنا، أخذ يقلب فيها يمينا ويسارا، تجمدت الدموع في عينيه، وأجثم على ركبتيه يراقب أنفاسها، وتكاد جبهته تلمس الأرض، وكأنه ساجد يدعو الله كيف يخرج من هذا المأزق، لم يستطع أن يصرخ أو يستغيث، جلس بجوار جثتها يطيل النظر إليها، وكأنه في حلم، وعيناه تتساءلان على مايحدث، اقتحمت مشاعر الحيرة قلبه، تنهش رأسه الأفكار، ويقبع بجوار أحد أركان الغرفة ولايريد الخروج كفأر مطارد التزم جحره.

تنفس الطالب الصعداء في محاولة أن يستجمع قواه، وانتفض مسرعا، وحمل الفتاة، ووضعها داخل شنطة السفر، وبهدوء التقط هاتفه المحمول يستعين بصديق له، ويطلب منه الحضور بسيارة كي ينقل بعض الأمتعة الخاصة به.

استقل الطالب السيارة، وبحوزته شنطة السفر التي بداخلها جثة الفتاة، وطلب من السائق النزول في الطريق الحر في نطاق مركز بنها، وأخذ يتلصص حوله، وبسرعة شديدة ألقى بجثة الفتاة وكأنها قمامة، دون رحمة، وفر هاربا معتقدا الهرب من جريمته.

وجاءت تعليمات اللواء محسن شعبان مدير أمن القليوبية بسرعة فك لغز الفتاة التي عثر عليها، وتمكن رجال المباحث في أقل من ٢٤ ساعة بتحديد هوية الطالب المتهم، والذي اعترف بجريمته  وأنه فعل ذلك خشية افتضاح أمره وأنه كات تربطه بها قصة حب.صرحت النيابة بدفن جثة الفتاة، بعد العرض على الطب الشرعي، والذي جاء تقريره بأن الفتاة  عذراء، ولم تتعرض لأي اعتداء، ولايوجد بها إصابات توحي بتعرضها للضرب.

اقرأ أيضا:  أمن القليوبية يكثف جهوده لكشف غموض مقتل «فتاة كفر شكر»