يا حضرة سمو جناب عمدة القاهرة.. هذه رسالة وجدتها ملقاة على عتبة باب بيتى بعدما افتضح أمرى وعلم الجيران وجيران الجيران أننى صحفى، ومعها خطاب تحذير شديد اللهجة يحذرنى أننى فى حال تقاعسى عن نشر ما يجىء بالحرف الواحد، فسوف يضعون السيخ المحمى فى مكان ما لم يصرحوا به، لكن فى أحسن الأحوال سيكون صرصور ودنى، وأنا يا سيادة المحافظ لا وضعى ولا صرصور ودنى يتحملان وضع أى شىء إضافى.
والحقيقة أننى لم أهتم جدا لقراءة الرسالة الموجهة لمنصبكم المحترم قدرما انتبهت لخطاب التحذير المرفق، ويبدو أنه كان مُجمعا وممهورا بإمضاءات عديدة وجاء به.
عارف لو ماكتبتش عن الميكروباصات التى اتخذت من مطالع الكبارى ومنازلها مواقف بالإكراه هانعمل فيك زى ما سواق الميكروباص عمل فى الزبون لما طلب منه ينزله بعد منزل الكوبرى تفاديا لاحتمال أن تلوشه عربية جاية من الخلف بالصدفة، لما قال له حاضر وهز رأسه، ففتح المواطن الباب وتجرأ وحاول النزول فى المكان الذى طلبه، وللأسف كان توكتوك عصبى آتٍ من الخلف فرآه سائق الميكروباص فى المرآة فخاف أن يلبس فيه ويكسر البربريز الخلفى، فداس بنزين فجأة واتسحل المواطن حتى مطلع الكوبرى التالى.. وهذا يا سيادة المحافظ مصير أنا لا أحتمله.
أما التهديد التالى فكان مرعبا حقا، أننى إذا تراخيت أو أجلت نشر رسالتهم إليك فسيطلبون منى أن أعبر الطريق سيرا على الأقدام من أى مكان لأى مكان مثل حالة أول امبارح، لما فشل المواطن فى عبور الطريق بسبب عدم وجود إشارات للمشاه على مرمى الشارع الطويل، فلجأ للعبور من بداية مطلع الكوبرى وهذا هو أكثر الأماكن أمانا فى هذه الحالة، ذلك انه كده كده واقف بسبب حادثة الميكروباص والتوكتوك السابقة، وعلى الفور خبطه موتوسيكل ديليفرى عمله شاورما من أبو عمار.
وأنا يا سيادة المحافظ لا أحب الشاورما السورى على الإطلاق.
والآتى هو تهديد غريب جدا يا سيادة المحافظ، أخافنى فعلا.. أنهم سيفعلون بى زى ماعم محمود عمل مع ميس نوال، وهذا تهديد مقبض جدا. فلما كانت الذروة وظهر باص المدرسة المكتوب على خلفيته «احترس الوقوف متكرر» فى الطريق نفسه ووقف عشان ميس نوال توصل داليدا الى يد الحارس ثم تعود لركوب الباص مع السائق.
ولكن للأسف أيضا اضطر عم محمود أن يضحى بميس نوال عشان داليدا تعيش لأنها مسئولية، وذلك لما لمح سيارة نقل محملة بأكوام من الرتش الذى يتطاير من كل اتجاه ليصيب رؤوس المارة وبربريز السيارات العابرة..
وأنا يافندم رأسى لا يحتمل قذيفة تسيح دمى فجأة.
.. كل ذلك يا جناب المحافظ جاء لتهديدى فقط إذا امتنعت عن نشر خطاب موجه لسيادتكم، وأنا سأمتنع عن نشره.
إمضاء: سكان مدينة نصر وطريق مصطفى النحاس.
اقرأ أيضاً|استمرار حبس سائق الميكروباص المتهم بالتحرش بفتاة في التجمع الخامس
