هاني محمد يكتب: شادر العقارات «مرتع للتجار»

هاني محمد
هاني محمد

«أحمد ابو كامل » من منا لم يشاهد أحمد ذكي خلال تجسيده شخصية تاجر السمك  الذي خلع الجلباب وارتدي البدلة حتي يستطيع الجلوس وسط الكبار في فيلم شادر السمك .. هذا النموذج اصبحنا نراه الآن كثيرا في القطاع العقاري تحت مسمى  مطور عقاري وهو بعيدا كل البعد عن هذه المهنة التى شهدت كفاح وشقي سنين من الكثيرين حتى استطاعو أن يصلوا لهذا اللقب.

لقد أقتحم كثيرًا من الذين يتاجرون في كل شيء السوق العقاري وأصبح  لقب مطور عقاري يقال علي كل من يشتري قطعة أرض لعمل مول تجاري لم يرى النور لمجرد أنه قام بعمل دعاية وحفلة كبيرة دعي فيها سياسي كبير مقابل حفنة من الجنيهات ولاعب كرة معتزل وفنان شهير  لكي تكتمل الخلطة أمام العملاء لكسب ثقتهم.

دائمًا مايحدث خلط بين  مفهومى ” التطوير العقارى ” و ” المقاول  والمستثمر العقارى “، فمفهوم التطوير العقارى أعمق وأشمل لأنه يعتمد على التنمية وتبنى  تطوير منطقة ورفع القيمة المضافة لها والخروج بمنتجات عقارية وخدمية تتلائم مع احتياجات المجتمع وتنفيذ مشروعات احيانا فى مدن حديثة المنشا غير منماة، فيما يقتصر الاسثتمار العقارى على اقامة مشروعات بغرض البيع والشراء وجنى ارباحا من عمليات  التسويق الى الوحدات
وهنا يجب علي الدولة سرعة اصدار قانون تنظيم نشاط التطوير العقاري من شأنه أن يفرض ضوابط جديدة على شركات التطوير العقاري بهدف التخفيف من المخاطر المتعلقة بالقطاع، والذى من المقرر فيه تصنيف الشركات العقارية بمقتضى التشريع الجديد إلى سبع فئات، وستحصل كل شركة أراض محددة تتناسب مع ملاءتها المالية، والخبرة الفنية، وسابقة الأعمال الخاصة بها، وهو ما من شأنه أن يحول دون تأخر تنفيذ المشروعات، كما سيمنع الشركات من التعثرووضع تعريف واضح لمن هو المطور العقاري بعد أن أصبح اللقب مرتع للجميع.