كيفك إنت ؟

الدراما .. قادرون باختلاف

محمد عدوى
محمد عدوى

كان‭ ‬يوما‭ ‬مبهجا،‭ ‬لكنه‭ ‬ليس‭ ‬جديدا،‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬الاحتفال‭ ‬بأصحاب‭ ‬الهمم،‭ ‬‮«‬القادرون‭ ‬باختلاف‮»‬‭ ‬بحضور‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي،‭ ‬من‭ ‬يتابع‭ ‬لقاءات‭ ‬أى‭ ‬رئيس‭ ‬سواء‭ ‬الجماهيرية‭ ‬أو‭ ‬الإعلامية‭ ‬يعرف‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬دائما‭ ‬بروتوكول‭ ‬ينظم‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات،‭ ‬لكن‭ ‬كالعادة‭ ‬كان‭ ‬البروتوكول‭ ‬الوحيد‭ ‬هو‭ ‬بروتوكولات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حوار‭ ‬مفعم‭ ‬بالمحبة‭ ‬والتقدير،‭ ‬حوار‭ ‬يعرف‭ ‬الرئيس‭ ‬أنه‭ ‬استثنائى‭ ‬مع‭ ‬أولاده،‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬حضره‭ ‬عشرات‭ ‬المرات،‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬نفس‭ ‬الإحساس‭.‬

حوار‭ ‬يفيض‭ ‬ويُفيد،‭ ‬استمع‭ ‬الرئيس‭ ‬لهم‭ ‬وتحدث‭ ‬معهم،‭ ‬اهتم‭ ‬بمطالبهم‭ ‬وحقق‭ ‬أمنياتهم‭.. ‬جابر‭ ‬الخواطر‭.. ‬وجبر‭ ‬الخواطر‭ ‬عبادة،‭ ‬المشهد‭ ‬عظيم،‭ ‬الحالة‭ ‬والرسالة‭ ‬التى‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يرسلها‭ ‬الرئيس‭ ‬فى‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬هم‭ ‬منا‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬بدعواتهم‭..‬

يدرك‭ ‬الرئيس‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬ويؤكد‭ ‬عليها‭ ‬قولا‭ ‬وفعلا‭.. ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬الاحتفالية‭ ‬التى‭ ‬استمرت‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬ساعات‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬توصيات‭ ‬مهمة‭.. ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬رؤية‭ ‬حقيقية‭ ‬ودعم‭ ‬حقيقى‭.. ‬أوصى‭ ‬الرئيس‭ ‬بتمكينهم‭ ‬وإدماجهم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مناحى‭ ‬الحياة‭.. ‬ودعا‭ ‬الى‭ ‬تجسيد‭ ‬بطولاتهم‭ ‬فنيا،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الرئيس‭ ‬مهم‭ ‬للغاية،‭ ‬هم‭ ‬يحتاجوننا‭ ‬ونحن‭ ‬نحتاجهم،‭ ‬وجودهم‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ترفا‭ ‬وجود‭ ‬نجوم‭ ‬الفن‭ ‬معهم‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬“حُلية”‭ ‬أو‭ ‬ديكور‭.‬

توصيات‭ ‬الرئيس‭ ‬بتجسيد‭ ‬بطولاتهم‭ ‬رسالة‭ ‬للجميع،‭ ‬الرسائل‭ ‬دائما‭ ‬مهمة‭ ‬والتنفيذ‭ ‬مهم‭.. ‬تخيلت‭ ‬عملا‭ ‬عن‭ ‬البطل‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬أبهر‭ ‬العالم‭ ‬إبراهيم‭ ‬حمدتو‭.. ‬دراما‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬مختلف‭.. ‬مؤخرا‭ ‬شاهدت‭ ‬فيلم‭ ‬zero to hero‭  ‬الصيني،‭ ‬عن‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬البطل‭ ‬البارالمبى‭  ‬“‭ ‬سو‭ ‬وا‭ ‬وى”‭ ‬محطم‭ ‬الأرقام‭ ‬القياسية،‭ ‬تجربة‭ ‬فنية‭ ‬وإنسانية‭ ‬نحتاجها،‭ ‬دراما‭ ‬الرسائل‭ ‬المغلفة‭ ‬بالحب‭ ‬والاصرار‭ ‬والعزيمة،‭ ‬دراما‭ ‬تبنى‭ ‬الوعى‭ ‬والروح‭ ‬والاصرار‭ ‬والعزيمة‭ ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬عندما‭ ‬طالب‭ ‬بتجسيد‭ ‬بطولات‭ ‬أهلنا‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬كان‭ ‬يعي‭ ‬ويدرك‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل،‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬إلى‭ ‬أى‭ ‬مدى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعطى‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬أملا‭ ‬للجميع،‭ ‬الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬القادرين‭ ‬باختلاف‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مطلبا‭ ‬فئويا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬حقهم‭ ‬فى‭ ‬التواجد‭ ‬لكنه‭ ‬حقا‭ ‬إنسانيا‭ ‬مهما،‭ ‬حقا‭ ‬فنيا‭ ‬مهما‭.‬

الأمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬والنجوم‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬قصص‭ ‬نجاحها‭ ‬كثيرة،‭ ‬النجوم‭ ‬التى‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬كثيرة‭.. ‬دراما‭ ‬الوعى‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬تلك‭ ‬التى‭ ‬تجسد‭ ‬بطولات‭ ‬عسكرية‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬أبطال‭ ‬ضحوا‭ ‬بحياتهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عشرات‭ ‬الأعمال‭ ‬عنها،‭ ‬وتاريخنا‭ ‬وحاضرنا‭ ‬به‭ ‬الكثير‭.. ‬لكن‭ ‬الوعى‭ ‬أيضا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يزيد‭ ‬بعمل‭ ‬فنى‭ ‬عن‭ ‬البطلة‭ ‬فاطمة‭ ‬عمر‭ ‬أو‭ ‬إبراهيم‭ ‬حمدتو‭ ‬أو‭ ‬شريف‭ ‬عثمان‭ ‬وغيرهم‭.. ‬الذين‭ ‬أبهرونا‭ ‬وأبهروا‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أرضنا،‭ ‬ومروا‭ ‬بحياة‭ ‬صعبة‭ ‬وحققوا‭ ‬أهدافهم؛‭ ‬يستحقون‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬هذه‭ ‬القصص‭ ‬وهذه‭ ‬التجارب‭ ‬على‭ ‬الشاشة‭ ‬ونحن‭ ‬نستحق‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬منهم‭ ‬ومن‭ ‬تجاربهم‭.‬

مؤمن‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬الدراما‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التغيير‭.. ‬مؤمن‭ ‬تماما‭ ‬أن‭ ‬الدقائق‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬إذا‭ ‬أتقنا‭ ‬عملها‭ ‬وقدمناها‭ ‬بصورة‭ ‬فنية‭ ‬جيدة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصنع‭ ‬المستحيل،‭ ‬الدراما‭ ‬سلاح‭ ‬والملهمون‭ ‬كُثر‭.. ‬والنتيجة‭ ‬مهمة‭.‬

محاربة‭ ‬التزييف‭ ‬والغث‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بالفن‭.. ‬الرسالة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كذلك‭.. ‬الفعل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سريعا‭.. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستجيب‭ ‬صناع‭ ‬الدراما‭ ‬لتوصيات‭ ‬المنطق،‭ ‬توصيات‭ ‬الرئيس‭.. ‬هناك‭ ‬أعمال‭ ‬قدمت‭ ‬مشكلات‭ ‬وأزمات‭ ‬أصحاب‭ ‬الهمم‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كافية،‭ ‬العبقرى‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬زكى‭ ‬عندما‭ ‬قدم‭ ‬سيرة‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬طه‭ ‬حسين‭ ‬فى‭ ‬عمل‭ ‬درامى‭ ‬تعلمنا‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬وأثر‭ ‬فى‭ ‬جيل‭ ‬بأكمله،‭ ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬لا‭ ‬أعرف‭ ‬لماذا‭ ‬اختفت‭.. ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعود،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬القادرين‭ ‬باختلاف‭ ‬أبطالا‭ ‬على‭ ‬الشاشات،‭ ‬حياتهم‭ ‬ملهمة‭ ‬ونجاحهم‭ ‬عبرة‭.. ‬الدراما‭ ‬العالمية‭ ‬تبحث‭ ‬دائما‭ ‬عنهم‭ ‬وتقدمهم‭ ‬وتستفيد‭ ‬منهم،‭ ‬والدور‭ ‬على‭ ‬الدراما‭ ‬المصرية‭ ‬والفن‭ ‬المصرى‭.‬

شكرا‭ ‬للرئيس‭ ‬على‭ ‬توصيات‭ ‬المؤتمر‭ ‬الثالث‭ ‬لأصحاب‭ ‬الهمم‭.. ‬شكرا‭ ‬على‭ ‬وعيك‭ ‬وحرصك‭ ‬وفهمك‭ ‬لأهمية‭ ‬الفن‭ ‬ودوره،‭ ‬وما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬فى‭ ‬الأوطان‭ ‬والناس‭.. ‬شكرا‭ ‬على‭ ‬رسائلك‭ ‬الدائمة‭ ‬والمهمة‭ ‬لأهل‭ ‬الفن‭ - ‬وكما‭ ‬يقولون‭ - ‬الكرة‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬ملعب‭ ‬أهل‭ ‬الفن،‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬الانتظار‭ ‬ويقينى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خطوات‭ ‬الآن‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬التوصيات؛‭ ‬وقريبا‭ ‬سوف‭ ‬نرى‭ ‬أبطالنا‭ ‬وحياتهم‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭.‬

[email protected]