أسرار من عالم قصار القامة.. أزمة 17% من أطفال مصر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يعاني بعض الأطفال من مشكلة قصر القامة وغالبا ما يرجع لأسباب وراثية أو بسبب تأخر النمو والزيادة الطبيعية في الطول ويصاب مرضى نقص النمو من الأطفال بسبب الأمراض المزمنة منها الغدة الدرقية أو القلب أو الرئتين أو الكليتين أو الأمعاء، في حين يعاني بعض الأطفال من اضطرابات جينية تؤثر في العظام.

 

ومشكلة قصر القامة للأطفال هي عدم تناسق الجسم وخصائص التشوه والحرمان العاطفي وسرعته في النمو أقل من الطبيعي وهذا ما أكدته بعض الدراسات.

 

ومرض نقص هرمون النمو يتمثل بعدم إفراز جسم الطفل ما يكفي من هرمون النمو من أجل نموه بشكل طبيعي وهي مشكلة تواجه الكثير من الآباء والأمهات بعدم معرفة كيفية متابعة نمو أبنائهم من البداية.

 

الدكتورة منى حافظ أستاذ طب الغدد الصماء أطفال جامعة القاهرة أكدت لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن قصر القامة يمكن أن ينقسم إلى 4 أنواع منهم قصر القامة العائلي أو التأخر الفسيولوجي في النمو والطول، أو بسبب سوء التغذية، أو بسبب قصر القامة المرضي، بالإضافة إلى عدد من الأمراض التي تسبب قصر القامة. 

 

اقرأ أيضًا|  «عبد الرحمن ومنار».. روميو وجولييت مجتمع قصار القامة

 

ومن هذه الأمراض: الأمراض المزمنة، العظمية الغضروفية، اضطرابات خلقية جينية، قصر القامة النفسي الاجتماعي، إلى جانب ذلك هناك بعض الأسباب الهرمونية مثل قصور الغدة الدرقية، أو قصور الغدة النخامية وقصور هرمون النمو.

 

ولعل من أهم الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة قصر قامة للأطفال التي تزيد أعمارهم عن 3 سنوات هي عدم تناسق الجسم وخصائص التشوه والحرمان العاطفي وسرعته في النمو أقل من الطبيعي والفرق في الطول بالنسبة لطول الوالدين ولابد أن يحول للطبيب المختص لتحديد إذا كان الطفل يعاني من نقص هرمون النمو أم لا.

 

وأوضحت أن إحصائيات وزارة الصحة المصرية تشير إلى أن ظاهرة التقزم قد تصل لنسبة 20% في الأطفال الأقل من سنتين، لافتة إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أن نسبة قصر القامة في الأطفال من سن 6-12 سنة تصل حوالي 17%.

 

ونبهت إلى أن أسباب وعوامل مرض نقص هرمون النمو أغلبها مجهولة ولكن في 25% من الحالات فقط يكون السبب معروف وتشمل الأسباب عوامل جينية وتمثل في 10% فقط من الحالات، والأورام في الجهاز العصبي المركزي، أو جراحة سابقة في منطقة تحت المهاد في الغدة النخامية، أو التعرض للإشعاع العلاجي، أو حالات التهابات المخ.

 

وعلقت الدكتورة منى حافظ على أنه في معظم الأحيان لا تظهر أية أعراض لنقص هرمون النمو عند الأطفال في بداية العمر، ولكن قد يؤدي المرض إلى ظهور عدد من الأعراض في بعض الأحيان مثل قصر القامة، والتأخر بتطور الأسنان، وتأخر النضوج الجنسي، وارتفاع كتلة الدهون، أو انخفاض الكتلة العضلية، وعندها يجب اللجوء للطبيب المختص لإجراء فحوصات واختبارات منها اختبار الدم، الأشعة السينية ليد الطفل التي يمكن ان تشير لمستوى نمو العظام وقياس نسبة هرمون النمو.

 

 

وبالنسبة للعلاجات، لفتت إلى أن من منتصف عام 1980، استخدمت هرمونات النمو الاصطناعية وحققت نجاح كبير لعلاج الأطفال والبالغين ويؤخذ هرمون النمو كعلاج يومي عن طريق الحقن في الأنسجة الدهنية في الجسم مثل الجزء الخلفي من الذراعين والفخذين أو الأرداف، وهناك حالات خاصة يمكن استخدام هرمون النمو وهي نقص هرمون النمو أو قصر القامة بسبب الفشل الكلوي، أو قصر القامة بسبب نقص وزن الولادة، أو متلازمة تيرنر، ومتلازمة برادر ويلي، أو متلازمة نونان.

 

ونبهت إلى أن الأطفال الذين يعانون من نقص الهرمون الخلقي غالبا ما يستمرون في العلاج حتى يصلوا لسن البلوغ، وبعدها تنتظم معدلات هرمون النمو، إلا أن البعض قد لا يحدث له ذلك ويستمر على العلاج طوال حياته، والطبيب هو من يحدد هذا الأمر.

ويعد التزام مريض نقص هرمون النمو بالجرعة اليومية لفترات طويلة من أهم التحديات التي تواجه المرضى لذلك يساهم اختبار نوع العقار في تحسين النتائج العلاجية.

 

 

وتختتم الدكتورة منى حديثها بالتأكيد على أن أقلام هرمون النمو المعدة مسبقا أسهل من الحقن في الاستخدام من حيث تحضير الجرعة وإحساس الطفل بالألم والأقلام المعدة مسبقا وتعد أقلام هرمون النمو المعدة مسبقا الأقل هدرا للدواء مما يعود على المريض بالوفر المادي، مشيدة بأهمية التغذية المدرسية التي تعمل عليها الدولة المصرية كونها خطوة في غاية الأهمية ومفيدة للغاية في نمو الأطفال.