أزمة أخلاق.. والفاعل «معلوم»!

«السوشيال ميديا» وضعف الخطاب الدينى وراء تراجع القيم

السوشيال ميديا
السوشيال ميديا

«البلطجة» تُسقط القدوة وتُهدد السلام المجتمعى

الأخلاق.. أساس الازدهار، بها تعلو الدولة وتتقدم، تعكس صورة المجتمع ورقيه، ولطالما كان الشعب المصرى متمسكاً بالقيم الحميدة والتعاليم الدينية ليُضرب به المثل فى ذلك، لكنه يشهد خلال هذه الفترة مظاهر دخيلة لا تعبر عن أصالة وأخلاقيات المجتمع المصرى، لذلك يجب التعامل معها ودحضها حتى لا تستمر فى الانتشار..

 

جهود كبيرة تقوم بها الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لبناء الإنسان وتوفير حياة كريمة من جميع الجوانب، وهو ما سينعكس بالإيجاب على المستوى الأخلاقى فى المجتمع، وما تقوم به الدولة من جهود فى هذا الشأن ما هو إلا حلقة تحتاج أن تتكامل، فمسئولية حماية القيم المجتمعية والأخلاقية تقع على عاتق الجميع..

 

 

«الأخبار» تناقش فى هذا الملف ما يشهده المجتمع من تراجع أخلاقى، وما يمكن أن يُبذل من جهود فى سبيل معالجة هذه المشكلة، بالحديث مع المسئولين والخبراء فى جميع جوانب القضية. 

 

تأثير قوى وفعال تتمتع به الدراما فى المجتمع، فمن خلالها يتأثر الفكر سواء بالإيجاب أو السلب، وقد ظهرت فى الآونة الأخيرة الكثير من الأعمال التى تعتمد على تأكيد قيمة القدوة والتضحية والقيم المجتمعية الحميدة، لكن وسط تواجد أيضاً من الأعمال التى تحتوى على العنف والبلطجة وغيرها من الأمور السلبية.. «الأخبار» تناقش الخبراء فى هذه القضية بجوانبها المختلفة. 

 


يعلق محمد السيد عيد، الكاتب والسيناريست الكبير، بأن الدراما لها علاقة وثيقة بما يحدث الآن فى المجتمع المصرى، لأننا قدمنا خلال السنوات الماضية الكثير من الأعمال التى تتضمن العنف والخروج عن القانون، ومن هنا جاء تأثير الدراما على الأشخاص، فعلى سبيل المثال، قد رأينا أحد الفنانين يقدم مشهدًا للانتقام من خلال إجبار خصمه على ارتداء ثياب امرأة لإذلاله، ليتكرر نفس المشهد فى الواقع. 

 


ويتابع أن الدراما تعانى من التركيز على ظواهر معينة فى المجتمع، تعتمد على العنف تحت شعار أعمال «الأكشن»، وهو ما انعكس فى المجتمع بالسلب، ولكى نصحح الأوضاع لابد أن نعيد النظر فى نوعية الأعمال الفنية التى نقدمها. 


ويشير عيد، إلى ضرورة أن نقدم فى العمل الدرامى القدوة والسلام الاجتماعى فى صورة إيجابية، والذى يتضمن رأى الدين فى القضايا المختلفة، كذا المنع التام للعنف فى الأعمال الدرامية، لأن ذلك يمثل حجر الزاوية فى إصلاح الانفلات الأخلاقى. 


ويختتم السيناريست الكبير حديثه لـ «الأخبار»، بأن الأعمال الدرامية تحتاج إلى عودة الرقابة المشددة، وهى ليست بمعنى الحجر على الآراء، لكن لإحكام الرقابة على الأعمال التى تؤدى إلى زيادة الانفلات الأخلاقي، مؤكدة على أن الدراما سبب أساسى لرقى المستوى الأخلاقى فى المجتمع، لكن هذا وحده ليس كافياً، فلابد من تكاتف جهود المؤسسات التربوية مثل وزارة التعليم والشباب والرياضة، والأوقاف، لتأكيد القيم واستنكار العنف معتمدة على أساليب حديثة لتوصيل الفكرة إلى الشباب. 


من جانبه، يؤكد الفنان إسماعيل مختار، رئيس البيت الفنى للمسرح، أن الدراما بأشكالها المختلفة وتشمل السينما والمسرح والإذاعة وغيرها، لها تأثير قوى على السلوك، لأنها تكون محاكاة لفعل الحياة والواقع، لذلك لابد أن يتم تناولها بوجهة نظر سليمة ومفيدة للمجتمع. 


ويشير إلى أن وجهات النظر الدرامية بداية من الشكل التعليمى والتلقينى حتى الشكل الجمالى والراقي، تحتوى على مضامين خفية تصل إلى قلب وعقل الجمهور، فتكون ذات تأثير مباشر. 


ويضيف رئيس البيت الفنى للمسرح، خلال حديثه مع «الأخبار»، أن المضمون الدرامى يجب أن يضع فى الاعتبار الإنسانية والوطنية وشكل الحياة الاجتماعية وصلاحها، وهى أمور تتحقق من خلال التفاعل الحقيقى بين المبدع الذى يخلق هذا العالم من الدراما، وبين الواقع ومتطلبات المجتمع. 

إقرأ أيضاً| الأخلاق.. المدارس تطوير في التعليم وتقصير فى «التربية»