من المعروف حتمًا أن البناء هو أساس الحضارات، وأن الحضارة لا يمكن أن تكون إلا بعلامات يتركها أصحابها عبر العصور لتكون شاهدًا حيًا على العراقة وعلى النمو والتقدم، ومنذ فجر التاريخ والمصري القديم قد حرص بكل الوسائل على تخليد ذكراه من خلال البناء والتشيد والتطوير، وصنع الخدمات التي تتيح له العيش والاستمرار والبقاء.
ولن أطيل بالحديث عن عراقة الأهرامات الخالدة والتي لا ينكرها أحد قدر الحديث عن الدروس المستفادة في التاريخ المصري العريق، فلقد حرص كل حاكمٍ واعٍ على استغلال خيرات البلاد لخدمة أهل البلد وصنع المجد لها.
واليوم نرى مصر تتألق بثوبها الجميل باحتفالية رائعة لطريق الكباش بالأقصر العريق، لتتحلى لنا بطابعنا الأصيل، فنرى بلادنا تتألق وتزدهر لتبهر العالم أجمع باحتفالية عالمية تتبع احتفالية موكب المومياوات لترسم علامات مهمة على طريق الحضارة المصرية الحديثة في الجمهورية المصرية الثانية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، فعلى عكس الإحتفاليات التي عاهدناها طوال ثلاثين عامًا سابقة نجد اليوم مصر تتألق للعالمية، وبأيادٍ مصرية نالت فرصها الكاملة كي تُبدع وتقدم لنا ملحمة مصرية خالدة من الموسيقى والأضواء والإضاءات والإخراج الإحترافي الذي يعلن عن عظمة مصر الحديثة.
اليوم نرى مصر بحلتها الجديدة التي تخبرنا أن طريق الكباش هو خطوة قوية ضمن خطوات من طرق أخرى تم تطويرها وتحديثها وإنشائها لربط بر مصر بشمالها، ولتعزيز العمليات التنموية السليمة في مسيرة البناء التي تحدث اليوم في مصر.
مصر اليوم قد نهضت لتصبح لاعبًا محوريًا في المنطقة، وصارت لها سيادة خالصة .. سياسية .. واقتصادية .. وعسكرية، لايمكن تجاهلها بأي حالٍ من الأحوال، بل صارت لاعبًا إقليميًا عالميًا مهما لتصل لمكانتها التي تستحقها بين الأمم وذلك بعد فترة من التيه والتخبط، اليوم نرى مصر وهي تطرق أبواب العالمية وبمنتهى القوة والصلابة في كافة المجالات، لنرى المواهب الفنية والرياضية والطبية والإقتصادية والعسكرية وهي تصنع الحضارة التي تليق بمكانة وطننا الجميل.
فعلى نغمات سمفونيات الموسيقى الجميلة والإطلالات العريقة وتناغم الأصوات المطربة بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر ننبهر بالإضاءات المتناغمة في أنشودة الخلود للمجد المصري المعاصر.
فحفل موكب طريق الكباش يا سادة ليس مجرد إحتفال اعتيادي، بل هو احتفال مجد يدعم مسيرة البناء التي تمر بها البلاد من إنجازات حفر قناة سويس جديدة، وكذلك بناء عاصمة إدارية حقيقية، وأيضًا مد شبكات من المواصلات والقطارات السريعة المتطورة، وأيضًا بناء بنية تحتية كثيرًا ما تمنتها الأقاليم عبر سنواتٍ طوال واليوم صارت واقعًا أكيدًا .. فتحية عطرة لكل يدٍ عاملة سعت للتطوير والبناء في وطننا الحبيب.
كل الشكر والتقدير للسيد رئيس الجمهورية في سعيه لصنع وطنٍ عريق نحلم في أن نحيا فيه!!