شوقى حامد
مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقد اسـتحق التســــــجيل واســــــتوجب التــــــــدوين.. وعــــــــلى صفحــــات آخرساعة أروى بعضا مـــن مشاهده.
استطاع أن يجمع بين الأخلاقيات العالية والمهارات السامية.. وأن يقرن بين المواهب الأصيلة وبين التعاملات الجميلة.. وأن يوفق بين البشاشة الفطرية والمعالم الجديدة.. لم تفسده الشهرة أو تغويه الأضواء أو تغريه السمعة.. تحلى بالتواضع الجم واتسم بالبساطة الفطرية وحافظ على التلقائية.. لا يحيد دائما عن الحق.. ولا ينطق ألا بالصدق.. ولا يتخلى عن المنطق والعقل.. والكابتن مختار مختار ابن شبرا البار هو من الأطهار الأخيار وهو أحد عناصر الجيل الذهبى وفريق الموهوبين بالأهلي، الذى كان له صولات وجولات فى الملاعب والساحات، وحقق به ومعه العديد والعديد من الانتصارات والكثير من البطولات، وهو من مواليد ١٧ أغسطس عام ١٩٥٤ وكان ككل أقرانه مارس الساحرة المستديرة فى شوارع الحى والأحياء المجاورة، ثم التحق بنادى إسكو أيام المدير الفنى القدير شلش ولحسن حظه وقعت أنظار المهندس على رخا رئيس مجلس إدارة الشركة عليه، ففطن إلى أنه مشروع لاعب دولى كبير لا يحتاج إلا لرعاية فنية متخصصة فاصطحبه للأهلى ولم تمض سويعات إلا وكان الفتى الموهوب بين العناصر الأساسية فى قلعة الجزيرة، وكانت أولى مشاركاته أمام كفر الشيخ وفاز الأحمر بهدفين نظيفين ثم جاءت الثانية أمام المنيا وفاز الأهلى بسداسية كانت نصيب مختار منها الهدف الثالث وهو أول أهدافه فى مشوار النجومية، وتوالت مشاركاته الرسمية مع الأهلى والمنتخب ولمدة ثمانية مواسم متعاقبة لعب فيها ١٥٣ مباراة بالدورى وأسهم فى فوز فريقه فى ١١٠ منها والتعادل فى ٣٤، بينما لم يخسر سوى فى تسعٍ فقط.. ورغم أنه كان يشغل مركز الجناح الأيسر إلا أنه كان من الهدافين البارعين حيث بلغ رصيده ٢٦ هدفا بخلاف إجادة التمرير العرضى ونقل الكرة بسرعة خاطفة لملعب المنافسين.. وحقق الدرع ست مرات وكذلك الفوز بكأس مصر ثلاث مرات أعوام ٧٨ و٨١ و٨٣.. وجاءت مشاركاته القارية مثمرة حيث بلغت ٢٤ مباراة فاز فيها الأهلى ١٣ مرة وتعادل فى ستٍ وأحرز فيها أربعة أهداف بمرامى إينجو رينجرز النيچيري، وديناموز هرارى الزيمبابوى والمدينة الليبي.. وتنامت أرصدة مشاركات مختار مع الأهلى إلى ١٩٤ مباراة وفاز فيها بـ١٣٦ وتعادل فى ٤١ وأحرز ٣٢ هدفا منها ٢٦ فى الدورى واثنان فى الكأس وأربعة فى أفريقيا.. تعرض مختار لإصابة فادحة فى مباراة الأهلى مع المقاولون على الرغم من إحرازه هدفا جميلا فى بداية المباراة عندما وقع عليه مدافع المقاولون سعيد الشيشيني، فتمزقت أربطة الركبة وأجرى العديد من العمليات وخضع لفترات تأهيلية كثيرة غير أن الضمور قد أصاب عضلاته فآثر الاعتزال المبكر، وضرب المثل والقدوة فى مكارم السماحة والعفو والتعاطف حيث أصر على تبرئة الشيشينى من أية مسئولية عن إصابته وقام بدعوته لحضور مهرجان تكريمه يوم الجمعة ٢٤ يناير ٨٦، ولف معه الملعب أمام الجماهير التى استقبلتهما بالتصفيق والهتاف، وقررت اللجنة الدولية للعب النظيف المنبثقة عن هيئة اليونسكو بباريس منح مختار جائزة الخلق الرياضى عام ٨٥ وتسلمها يوم ٢٥ سبتمبر ٨٦.. كان من الطبيعى أن ينضم مختار للمنتخب الوطنى بل لعلى سمعت من الكابتن الوحش المدير الفنى للمنتخب أنه كان يضع مختار كأول الأساسيين فى التشكيل ثم يبحث عن بقية العناصر.. وشارك فى 42 مباراة دولية كانت أولاها فى كأس أمم أفريقيا بإثيوبيا وتحقق فيها الفوز 2/1.. امتهن الكابتن مختار التدريب وبدأ مشواره الطويل مع ناشئى الأهلى بعد حصوله على دراسات متخصصة كمساعد لمانويل جوزيه المدير الفنى البرتغالي.. ثم تنقل بين العديد من الأندية المصرية أمثال بتروجيت وإنبى الذى حقق معه كأس مصر عام 2011، والنادى المصرى البورسعيدى والاتحاد السكندرى والإنتاج الحربي.. والعربية كالوحدة السعودى والعروبة وظفار.. ومن خلال تعاملى الشخصى مع الكابتن مختار أشهد أنه على قدر كبير من الأخلاقيات التى تفرض على القلوب وتحجز له مكانا أثيرا فى النفوس.