خبير جيولوجيا: التغيرات المناخية تؤثر على الموارد المائية في العالم

 الدكتور عباس محمد شراقى
الدكتور عباس محمد شراقى

قال الدكتور عباس محمد شراقي، أستاذ الجيولوجيا والمياه قسم الموارد الطبيعية بكلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة، إن العالم يشهد مؤخراً حراكا كبيراً حول "التغيرات المناخية"، والذي أثمر عن اجتماع قمة المناخ في جلاسكو وهي قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة التغيرات المناخية، من أجل مواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.

وأضاف: "شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة تلبيةً لدعوة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للقمة التي تنظمها الأمم المتحدة، ويطلق عليها «كوب 26» حيث وصفت بأنها فرصة إما أن تنجح في إنقاذ الكوكب أو تفشل وتهدف إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض من أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا وتناولوا التهديدات التي تواجه العالم في المستقبل".

وأوضح أستاذ الجيولوجيا والمياه، أنه من الضروري أن يكون هناك توعية بيئية وتعريف بمعنى التغيرات المناخية والفارق بينها وبين التقلبات أو الاختلافات أو التذبذبات المناخية، والعوامل المؤثرة في تشكيل المناخ على سطح الأرض ومناقشة الأسباب الطبيعية لحدوث تغيرات مناخية منها النشاط الشمسي ودوراتها، وطريقة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس في مدارات دائرية وبيضاوية، وتغير زاوية ميل محور الأرض، والنشاط التكتوني وما يصاحبه من زلازل وبراكين، وارتطام أجسام خارجية بالأرض "نيازك".

وقال الدكتور عباس محمد شراقي: "لقد شهدت الكرة الأرضية العديد من التغيرات المناخية على مدى العصور الجيولوجية القديمة لأسباب طبيعية لعدم وجود الإنسان في تلك العصور، وتتابعت الفترات الجليدية والدفيئة، ونحن نعيش الآن فترة حارة بدأت منذ حوالى 11 ألف سنة، لافتاً إلى أنه فى السنوات الأخيرة مع زيادة عدد السكان والتقدم الصناعى وكثرة محطات إنتاج الكهرباء وزيادة إستخدام الوقود الأحفورى مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي".

وتابع أدى ذلك إلى زيادة ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض درجة واحدة خلال القرن الماضي، وزيادة نسبة غازات الاحتباس الحراري وعلى رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين والميثان، مما أدى إلى ذوبان جزء من الغطاء الجليدى فى المناطق القطبية، وبالتالي حدوث ارتفاع فى منسوب سطح البحر الذى زاد بحوالى 20 سم خلال القرن الماضى.

وأوضح الدكتور عباس محمد شراقي، أن الموارد المائية في العالم تتأثر بارتفاع درجات الحرارة حيث تزداد الأمطار والسيول والفيضانات في أماكن وتقل في أماكن أخرى، ويزداد البخر، كما تظهر بعض الموجات الحارة أو الباردة التي تؤثر مباشرة على الإنسان والإنتاج الزراعي الحيواني والنباتي، وشهد نهر النيل زيادة في الإيراد على مدار السنوات الأخيرة.

وأشار إلى أن الدول الصناعية الكبرى مسئولة بنسبة كبيرة (80%) عن انبعاثات الغازات الإحترارية وعلى رأسها الصين وأمريكا وروسيا، وأذا أستمر التلوث بالمعدل الحالى فإنه يعجل بأرتفاع منسوب سطح البحر مما يهدد كثير من المناطق الساحلية وعلى رأسها شمال الدلتا.

وشدد أستاذ الجيولوجيا والمياه، على ضرورة تغيير العالم لنمط استخدام الوقود الأحفوري واستبداله بقدر الإمكان بمصادر طاقة نظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتخلى الدول الصناعية عن الفحم ومساندة الدول النامية فى استغلال الموارد الطبيعية غير الملوثة، وعلى المستوى الشخصي لكل فرد أن يرشد في استخدام الطاقة ويقلل من الانبعاثات الحرارية والتوسع فى تحول السيارات إلى الغاز أو الكهرباء، بهدف الحد من تأثير النشاط البشري على المناخ.

اقرأ أيضا: توفر 175 ألف طن بترول.. مشروعات جديدة لإنتاج الكهرباء من المصادر النظيفة