دورته الثانية بالإسكندرية رفعت شعار «1000 هنا»

«مهرجان التذوق» يطعم ألف أسرة فقيرة

لجنة التحكيم منهمكة فى عملها
لجنة التحكيم منهمكة فى عملها

أحمد‭ ‬الجمَّال

شهدت الإسكندرية منافسة قوية فى حلبة الطعام بين 50 طبقاً تنوعت بين "الحادق" و"الحلو"، ورغم اشتهار المدينة الساحلية بالأسماك والمأكولات البحرية عموماً، فإن الغلبة كانت لطبق المكوِّن الرئيسى فيه هو لحم الضأن، فقد احتل المركز الأول بجدارة بعدما أشاد بطعمه اللذيذ أعضاء لجنة تحكيم مهرجان التذوق الذى عقدت دورته الثانية مؤخراً فى قاعة تطل مباشرة على شاطئ البحر.. فما حكاية هذه المنافسة الشهية غير التقليدية؟

بعد النجاح الذى حققته دورته الأولى العام الماضى، جاءت النسخة الثانية لعام 2021 لتؤكد أن مهرجان التذوق بالإسكندرية رسّخ لوجوده القوى فى مدينة الثغر، كواحدٍ من أهم المهرجانات الترفيهية التى تعقد فى مصر حالياً. وكانت "آخرساعة" شاهدة على هذا الحدث حيث تولى الزميل أحمد الجمَّال بكفاءة واقتدار تقديم فقرات المهرجان ومحاورة نجوم الفن وأشهر الطهاة الذين شاركوا فى الفعاليات.

قبل أشهر من انطلاق الدورة الثانية كانت رئيسة المهرجان دعاء نصر مستغرقة فى التفكير بشأن برنامج الحفل الرئيسى، وأقسام المسابقة التى سيتبارى فيها عددٌ كبير من الطهاة، وبعد تفكير عميق استقرت بها الحال على تنظيم مسابقتين، الأولى لأطباق "الحادق"، والثانية لأطباق "الحلو"، إلى جانب مسابقة "الشيف الصغير"، التى يتنافس فيها مجموعة من الأطفال الموهوبين فى فن الطهى.

1000 هنا

لكن الفكرة التى سيطرت على هذه الدورة وميزتها كانت الشعار الذى اختارته دعاء نصر "1000 هنا"، وهى مبادرة ذات بُعد اجتماعى تكافلى، حيث أعلنت أنه سيتم تجهيز ألف وجبة وتوزيعها على مدار عام كامل على الفقراء والأسر الأكثر احتياجاً كنوع من الدعم والتخفيف عن كاهل هذه الأسر، وقالت لـ"آخرساعة" إنه لن يجرى توزيع هذه الوجبات داخل مدينة الإسكندرية فقط، بل سيمتد عمل المبادرة ليشمل محافظات أخرى.

وما إن بدأت الفعاليات حتى انهمكت لجنة التحكيم فى تذوق عشرات الأطباق التى أبدع أصحابها لخروجها فى أبهى صورة وأشهى مذاق، ووصل عددها إلى نحو 50 صنفاً. وتكونت لجنة تحكيم "أطباق الحادق" من الشيفات أحمد القاضى وهالة فهمى ومحمد إبراهيم وحنان جمعة، بينما ضمت لجنة تحكيم "أطباق الحلو" الشيفات محمود عطية وفرج على ومحمد الهيجانى ونهى صالح وإبراهيم أبوالعز.

الطعام والهوية

فى الأثناء، أوضحت رئيسة المهرجان، دعاء نصر، إن هذا المهرجان فرصة لكى يلتقى عددٌ كبير من الطهاة ونجوم الفن والشخصيات العامة مرة كل عام كأسرة واحدة كبيرة، يجمعهم كل الحب، لافتة إلى أن "الطعام جزء من ثقافة وموروث أى شعب، وحين نهتم به فهذا يعنى أننا نهتم بثقافتنا وهويتنا، وهو الهدف الأكبر من وراء المهرجان".

وعن المبادرة التى أطلقتها هذا العام، قالت: "المهرجان يحمل رسالة إنسانية ومعنى اجتماعياً تكافلياً، لذا قررنا أنه مثلما نستمتع بتذوق أطباق المشاركين فى المسابقة، سنقدم أيضاً وجباتٍ صحية لعدد كبير من الأسر البسيطة، كنوع من المساعدة الإنسانية وبدعم كامل من إدارة المهرجان يشمل حوالى ألف أسرة مع فتح المجال لمن يريد المشاركة معنا فى هذا العمل، ومن هنا كان شعار المهرجان (1000 هنا)، على أن يكون ذلك على مدار العام لحين الوصول للدورة الثالثة فى العام المقبل".

فى السياق، قال الشيف ياسر شاكر، المنسق والمشرف العام على المهرجان، لـ"آخرساعة": "إن الإعداد لهذه الدورة استغرق وقتاً طويلاً، وكان الهدف أن تخرج فى أبهى صورة لإعادة المهرجانات الترفيهية المتميزة إلى عروس البحر، وخلق نوع من المنافسة الشريفة بين المتسابقين، بجانب مبادرة (1000 هنا)، التى ستجعل فعاليات المهرجان ممتدة طوال العام فى إطار عمل اجتماعى يعزِّز فكرة المشاركة المجتمعية بين كل أطياف المجتمع، ومد يد العون للأسر الفقيرة والأكثر احتياجاً سواء فى الإسكندرية أو على مستوى كافة محافظات الجمهورية".

ذكريات طريفة

وعلى هامش المهرجان، عُقدِت ندوة استضـــافت مجموعة من نجــــوم الفـــن بين مطربين وممثلين، أبرزهم عصام كـــــــــاريكــــا وإبراهــــــــيم عبدالقـــــادر وصــــبحى خليــــل وكمــال الســيد وحســـــان العربى ومريم سعيد وعبير سعيد، قدم خلالها عبدالقادر مجموعة من أشهر أغنياته فى فترة التسعينيات، كمـــا تحـــــدثوا عن جديد أعمالهم الفنية المرتقب عرضها قريباً.

وأثناء تذوق لجنة التحكيم أطباق المتسابقين، لم يخل الجو العام من التطرق إلى الذكريات الطريفة التى صادفت بعض الفنانين وكان لها علاقة بالطعام، حيث قال عصام كاريكا رداً على سؤال لـ"آخرساعة" عن أغرب موقف تعرَّض له مع الطعام أثناء وجوده بالخارج: إنه يهوى المخبوزات الحادقة وذات مرة كان فى زيارة لإحدى الدول العربية لإحياء حفل غنائى، وبعد انتهاء الحفل وُجهت له دعوة لتناول العشاء فى أحد المطاعم الكبرى وهناك قدموا له أكلة لم يكن يعرفها من قبل هى عبارة عن رقاق باللحم المفروم لكن المفاجأة أن الطبق كان بالسكر.

وتابع كاريكا: "كنت مندهشاً لوضع السكر على اللحم، واكتشفت أنها أكلة معروفة جداً لديهم، لكننى لم أستسغ مذاقها ورفضت تناولها، واعتذرت لهم بروح فكاهية وقلت لهم سامحونى سآكل من الأطباق التى أعرفها فقط".

أما الفنان كمال السيد، فتذكر موقفاً تعرَّض له فى جُزر الكنارى بإسبانيا، حيث قال: "أنا أحب الجبنة الرومى جداً، وهناك اعتدتُ تناول الطعام فى مطاعم صينية، وذات مرة طلبت وجبة بالجبنة الرومى كان شكلها حلواً جداً، لكن بمجرد أن تذوقتها وجدتها سيئة للغاية، وعلمت أنهم يصنعونها من حليب الماعز".

الأطباق الفائزة

وجاءت لحظة إعلان نتائج مسابقة أطباق الحادق، على إيقاع الموسيقى التى لعبها الـ"دى جيه" المتميز أحمد خطاب، حيث فاز محمد عبدالحميد بالمركز الأول عن طبق (الأرز البريانى باللحم الضأن)، وحصد محمد حجازى المركز الثانى (سلمون فريش)، وفازت مروى حسن بالمركز الثالث (السمان المشوى)، وجاء محمد صقر بالمركز الرابع (سمك فيليه محشى بالجمبرى)، وحلت سارة صقر فى المركز الخامس طبق (الحمام المحشى).

وفازت بالمركز السادس نورهان أبوشعيرة (ورك رومى مع أرز مبهر)، والسابع زينب الصباع (سمان محشى بالفريك)، والسابع مكرر نورة حلمى (كريسبى وأرز تايلاندى بالأناناس والجمبرى)، والثامن صلاح خميس عبده (طبق السعادة)، والتاسع سماح على سيد (عرقة الدجاج الرستو بالبرجر)، والعاشر هالة محمد (سلمون بصوص المانجو وسلطة الكينوا)، والحادى العاشر كان من نصيب رانيا حامد (رول الدجاج).

أما أطباق الحلو فقد خطفت الأنظار إليها، ونال الكثير منها إعجاب الجمهور وبدا حسم الأمر صعباً، لكن لجنة التحكيم كان لها الكلمة الأخيرة، حيث حل فى المركز الأول أحمد إيهاب أبورمضان بطبق (ميامى كيك)، والمركز الثانى نانى الحلوانى (بصمة مكسرات)، والثالث محمود سرور (تشيز كيك)، والرابع أميمة خطاب (طاجن بريجا ديرو)، والخامس شيماء محمد عبدالمنعم (موس الإسبريسو بحشو الكريم بروليه).

الشيف الصغير

لحظات وكانت الفرحة ترتسم على وجوه الأطفال، مع إعلان نتيجة مسابقة "الشيف الصغير"، التى أعلنت فيها أسماء الفائزين من دون ترتيب للمراكز ليشعر الجميع بلذة الفوز، وهم سلمى محمد (طبق كرواسون)، ويمنى محمد (ساندويتش شاورما)، وجود عبده (كيكة الذرة)، وسجدة طارق (مينى كيك بحشو الجناش)، ويوسف سعد (بسبوسة بالمكسرات)، وهنا محمد (ترايفل)، وندى الطيب (كريب)، ونادين الطيب (تورتة شاتو)، وريم ممدوح (كب الكنافة).

وفى نهاية الفعاليات كرَّمت إدارة المهرجان الفنانين وأعضاء لجنة التحكيم، وقدّمت لهم شهادات تقدير وكئوس تحمل شعار الدورة الثانية، كما تم تكريم مُقدِّم فقرات المهرجان، وأكدت رئيسة المهرجان دعاء نصر، أن الدورة الثالثة فى العام المقبل ستشهد مزيداً من الفعاليات المميزة لتعزيز فكرة الطعام الصحى، مع استمرار تقديم الدعم والمساعدة للأسر البسيطة.