احذروا شنطة «علي بابا» على السوشيال ميديا

« كنز البنك» خدع الطماعين وفضح النصـابين

النصب على السوشيال ميديا
النصب على السوشيال ميديا

 لن نمَلَّ من تكرار أن النصاب لا يغلب الساذج فقط؛ بل ضحيته الأثيرة هو الطماع ورغم أن النصب جريمة قديمة فإنها تطورت مع التطور التكنولوجي وانتشار مواقع الإنترنت، إلى أن أصبحت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة غير آمنة من خلالها يمكن النصب والاحتيال بسهولة دون معرفة شخصية النصاب هذه صورة للنصب صارت موجودة على السوشيال ميديا لكن توجد صورة اخرى للنصب ورغم أنها قديمة ومكشوفة للجميع لا يزال البعض يسقط في حبائلها وهي مكالمة تليفونية من شخص مجهول يدعي فيها أنه موظف بأحد البنوك طالبًا من ضحيته تحديث البيانات بعدها يكتشف المجني عليه انه وقع ضحية عملية نصب بعد سحب رصيده من البنك.


خلال الأيام الأخيرة أسقطت مباحث مكافحة جرائم الأموال العامة عصابة للنصب على المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي والطُعم كان «شنطة علي بابا» التي بها ملايين الدولارات، والواقعة الثانية مرتكبها شاب خدع ضحاياه أنه موظف بخدمة عملاء أحد البنوك وإلى التفاصيل.

 لأن النصابين يتفننون دائمًا كعادتهم في عمليات النصب فإنهم يستغلون جشع وطمع الذين يتطلعون للثراء السريع دون مجهود والنصاب يبذل ما في وسعه لطمأنة  ضحيته في تحقيق أعلى مكسب من أجل الثقة  في بداية الأمر وفي نفس الوقت لجذب أكبر كم من ضحايا الثراء السريع.

استثمر معانا

 وابل من البلاغات انهال على (الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة) بقطاع مكافحة جرائم الأموال العامة والجريمة المنظمة بوزارة الداخلية، وخصوصًا من بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تفيد تعرضهم لوقائع نصب وسرقة واحتيال من قِبل إحدى السيدات والاستيلاء على أموالهم بزعم أن لديها مبالغ مالية مرسلة لها من الخارج وترغب في استثمارها داخل البلاد وذلك مقابل حصولهم على نسبة مالية.

سرعان تم تشكيل فريق بحث وتم إجراء بعض التحريات وبالبحث عن هذه الواقعة بالتنسيق مع إدارة (مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية توصلت التحريات والبحث إلى أن وراء هذه الواقعة 3 أشخاص أحدهم يحمل جنسية إحدى الدول وقيامهم بتكوين تشكيل عصابي تخصص في النصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على أموالهم من خلال إنشاء صفحات إلكترونية احتيالية «باسم إحدى السيدات» على (مواقع التواصل الاجتماعي) والتعارف على المواطنين وإيهامهم بأنها تمتلك مبالغ مالية طائلة «عملة أجنبية»وترغب في إرسالها للمجني عليهم بقصد استثمارها داخل البلاد في أعمال مختلفة نظير حصولهم على عمولة مالية.

وحتى ويتمكن النصابين من إقناع ضحاياهم يرسلون مقاطع فيديو «مفبركة» لخزائن حديدية بداخلها كميات كبيرة من العملة الأجنبية ومستندات مزورة منسوبة لإحدى شركات الشحن الدولية التي ستتولى نقل تلك الأموال إلى البلاد ثم يتصلون بالمجني عليهم منتحلين صفة مندوبي شركة الشحن الدولية، كما أن المبلغ المالي المراد استثماره وصل للبلاد طالبين منهم إيداع مبالغ مالية كرسوم ( تخليص جمركي، وشحن، ورسوم إدارية) في أحد الحسابات البنكية  الخاصة بهم.

وبعد اكتشاف سيناريو طريقة نصب العصابة على الضحية وبتقنين الإجراءات تم نصب عدة اكمنة ثابتة ومتحركة مستهدفة المتهمين تمكنت من خلالها الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة من ضبطهم وعثر بحوزتهم على (مبلغ مالي من متحصلات نشاطهم الإجرامي وعدد 4 هواتف محمولة) 

وبفحص الهواتف المضبوطة فنيًا تبين أنها محملة بـ صفحات إلكترونية احتيالية على «الإنترنت»بروابط إيميلات إلكترونية وأرقام الهواتف الخاصة بالمتهمين ومحادثات نصية على العديد من (مواقع التواصل الاجتماعي) تؤكد نشاطهم الإجرامي 

وبرامج خاصة بتعديل الصور وإدخال كتابات عليها يستخدمونها في عمليات الاحتيال وصور إيداعات نقدية من عدة أشخاص بمبالغ مالية كما تم الاستدلال على 12 مواطنًا من المجني عليهم وباستدعاء أحدهم قرر قيام المتهمين بالنصب والاحتيال عليه والاستيلاء منه على مبلغ مالي بذات الأسلوب وبمواجهة المتهمين أقروا بممارسة نشاطهم الإجرامي وتحويل المبالغ المالية حصيلة نشاطهم الإجرامي إلى حسابات بنكية خارج البلاد فتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالتهم إلى النيابة العامة لتتولى التحقيقات.

5ملايين دولار
تواصلت «أخبار الحوادث»مع أحد الأشخاص الذين كان سيتم النصب عليهم بدأ حديثه قائلاً: الحمدلله لولا إني فكرت شوية كان زمان منصوب عليا الحكاية كلها بدأت منذ فترة كنت أجلس على سريري فوجدت رسالة على تطبيق «انستجرام»من صفحة أجنبيه وبدأت معي الحديث كنوع من التعارف لعدة أيام فخلال تلك الأيام عرفت كل شيء عني، مضيفة إنها تعمل بإحدى الجهات الحكومية في إحدى الدول الأجنبية وبعد مرور أيام طلبت مني أن تعترف لي بشيء اعتقدت وقتها أنه صديق لي ويمزح معي كالمنشورات التي تملأ صفحات (السوشيال ميديا) لكن  المفاجأة عندما قالت لي إنها وهي في عملها وجدت شنطه بداخلها مبلغ 5 ملايين دولار 

وأنها تفكر في ترك عملها ثم الهجرة من موطنها وستكتفي بذلك المبلغ للاستثمار في أي دولة وأنها اختارت مصر ولم تجد أحدا غيري أمينا لإرسال تلك الأموال حتى تأتي لاستثمارها سويًا وإعطائي جزءًا منه لم اصدق القصة لكن في الوقت نفسه أرسلت لي صور وفيديو لشنطة لونها برتقالي بداخلها صندوق حديدي مصفح داخله العديد من الدولارات في الحقيقة شعرت أنها شنطه علي بابا فلمعت عيني بشكل رهيب كل هذا المبلغ سيكون بين يدي خلال فترة صغيرة بالفعل بدأت افهم القصة بشكل أوضح لكي أنال ذلك المبلغ الكبير وسأصبح من الأثرياء في اليوم التالي بعدما أخدت اسمي ورقم هاتفي أرسلت لي رسالة أنها سوف ترسل إلي الشنطه خلال أيام وأنها ذهبت بالفعل لشركة شحن لإرسالها إليّ بمصر لكن سأقوم بدفع مصاريف الشحن حال وصولها كونها لا تملك أموالا لدفع مصاريف الشحن، في الحقيقة بدأت اشعر ببعض القلق، ورفضت دفع رسوم الشحن.


ولكونها ذكية فأرسلت لي إيصال شركة الشحن باسمي وبطاقة الهوية الخصوصية لكي اشعر بالاطمئنان أكثر، وبدأت تتحدث معي ازاي مش عايز تدفع فلوس الشحن البسيطة دي دا أنت هيكون معاك 5 ملايين دولار لكن شيئا ما جعلني اشعر بقلق أكثر فبحثت في العديد من الصور التي تم إرسالها لي لأجد التزوير في كل شيء من أول بطاقة الهوية حتى إيصال شركة الشحن المكتوب بشكل غير مرتب وغيرها، ومن هنا قررت عمل حظر لها لكنها لم تستسلم فبعد أسبوع تقريباً وجدت رسالة على تطبيق «الواتساب»من رقم دولي وكان مضمون الرسالة «وصل صندوقك الذي تم إرساله عن طريق أحد الأشخاص إلى مطار القاهرة ويجب إيداع مبلغ 13 ألف جنيه مصري حتى يسمح لي باستلام الشحنة»وقتها تأكدت انها نصبايه وعملت حظر لذلك الرقم أيضا ومنذ أيام علمت بما حدث مع بعض الأشخاص وأن الشرطة ضبطت هذه العصابة.

 

تحديث البيانات
في واقعة نصب أخرى لم تختلف كثيرًا عما قبلها فهي أيضًا جريمة نصب إلكترونية فقد وردت معلومات وبلاغات من عدد من المواطنين للإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة تفيد تعرض بعض المواطنين لعملية نصب عن طريق مكالمة هاتفية طلب منهم المتحدث تحديث بعض بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بهم المربوطة على حساباتهم البنكية وبعدها تم الاستيلاء على أموالهم مقابل عمليات شراء على العديد من مواقع التسوق الإلكتروني وشراء بضائع ومنتجات تجارية وأجهزة إلكترونية وهواتف محمولة وبعض إكسسوارات الهواتف.

على الفور تم تشكيل فريق بحث وبدأت التحريات وتوصلت بقيام أحد الأشخاص له معلومات جنائية مقيم بدائرة مركز شرطة العدوه بالمنيا بممارسة نشاط إجرامي واسع النطاق تخصص في الاستيلاء على أموال عدد من عملاء البنوك من خلال الاتصال الهاتفي العشوائي بالمواطنين وإيهامهم بأنه أحد موظفي خدمة العملاء بتلك البنوك مدعيًا لهم ان  سبب الاتصال وهو تحديث بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بهم 

والمربوطة على حساباتهم البنكية ويتمكن من خلال ذلك الحصول على بيانات تلك البطاقات وقيامه عقب ذلك باستخدام تلك البيانات المستولى عليها في عمليات شرائية على العديد من (مواقع التسوق الإلكتروني) وشراء بضائع ومنتجات تجارية لأجهزة الإلكترونية وهواتف محمولة حديثة وإكسسوارات هواتف، كما توصلت التحريات  اجراء المتهم العديد من العمليات الشرائية على العديد من مواقع التسوق الإلكتروني لشراء هواتف محمولة حيث يثبت اسما وعنوانا وهميا على الموقع الإلكتروني للشركة ثم يتقابل مع مندوبي تلك الشركات بأماكن عامة بنطاق محافظة الجيزة. 

وعقب تقنين الإجراءات وإعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة وبالتنسيق مع قطاع الأمن العام و(مديرية أمن الجيزة) تم استهداف مكان المتهم وضبطه حال تواجده أمام إحدى المحلات التجارية لبيع الهواتف المحمولة بدائرة قسم شرطة الأهرام بالجيزة وعثر بحوزته على 8 هواتف محمولة جديدة بقيمة 80 ألف جنيه من متحصلات نشاطه الإجرامي وإكسسوارات هواتف محمولة وهاتف محمول «المستخدم في نشاطه الإجرامي بالاتصال بالضحايا»، و2 عبوة كرتونية منسوبة لإحدى (شركات التسوق الإلكتروني) بفحص الهاتف المحمول تبين أنه يحتوى على دلائل تؤكد على نشاطه الإجرامي على النحو التالي عبارة عن رسائل نصية مرسلة من شركات التسوق الإلكتروني تحوي اكوادًا لتنفيذ العمليات الشرائية بتلك الشركات وصور للعديد من الهواتف المحمولة وأجهزة إلكترونية جديدة، وإيصالات استلام منسوبة لشركات التسوق الإلكتروني تفيد استلام المتهم الشحنات باسم منتحل.

وبمواجهته اعترف بنشاطه الإجرامي، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالته إلى النيابة العامة لتتولى التحقيقات.


تواصلت «أخبار الحوادث» مع أحد الأشخاص كان قد تعرض للنصب لكن يشاء القدر أن يأخذ الحيطة وينتبه في آخر لحظة ليبدأ حديثه قائلاً: ذات يوم كنت أجلس داخل مقر عملي فوجئت برسالة أتتني على البريد الإلكتروني الخاص بي من إحدى شركات التسويق الالكتروني «اون لاين»بمجرد أن فتحت الرسالة وجدت بداخلها ملفا وبمجرد فتحه ظهر لي رسالة مكتوبة 

 

ولينك وبمجرد الضغط عليه ظهرت رسالة اخرى تطلب مني الرقم السري وقتها الشك راودني فبدأت أركز في الميل لأجد أن آخره اسم شخص وفي أول الميل اسم الشركة الكبيرة، وقتها أيقنت أني أتعرض لعملية نصب وسرقة لحسابي لإجراء عملية شراء من خلاله، لنصبح أمام تنوع رهيب لوسائل الاحتيال والنصب والسرقة عن طريق استخدام النصابين لوسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلالها يتم اصطياد الضحايا ومعرفة كافة المعلومات الشخصية للمجني عليه لاستخدامها في السرقة والاحتيال، كل هذا يحدث من خلال إرسال رسائل بريدية أو إرسال رسائل من مواقع معروفة أو من مواقع للتسوق الالكتروني أون لاين ليكون هدف النصاب معرفة الاسم والعنوان ورقم الهاتف وكلمة المرور أو رقم التعريف للشخص المستهدف النصب عليه بالإضافة لمعرفة رقم الحساب البنكي ورقم بطاقة الائتمان لاستخدمها في السرقة والنصب على المجني عليه.


ودائمًا وابدًا نقول؛ إن جريمة النصب قديمة مهما تنوعت وتطورت أساليب المجرمين فيها، ولكن وهذا هو الأهم والأخطر أن يجد هؤلاء النصابون والمحتالون أشخاصًا قابلين للنصب عليهم، أو كما يقول المثل الدارج «طول ما الطماع موجود النصاب بخير».

أقرا ايضا | جمارك مطار القاهرة تضبط محاولة تهريب كمية من الأقراص المخدرة | صور