وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى فوق أرض السلام بسيناء فى صدارة المشهد بعدأن وجه سيادته فى لقائه بالدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بضرورة أن يتسق مشروع التجلى الأعظم مع مكانة البقعة المقدسة الفريدة من أرض مصر وتقديمها للإنسانية ولشعوب العالم على النحو الأمثل تقديراً لقيمتها الروحية العظيمة التى تنبع من كونها حاضنة للأديان السماوية وفقاً لبيان رسمى باسم رئاسة الجمهورية.
ويوم السبت الماضي.. وفى قاعة الكاتب الكبير أحمد رجب بأخبار اليوم.. وبحضور الكاتب الكبير الأستاذ أحمد جلال رئيس مجلس الإدارة.. استضافت مؤسسة أخبار اليوم د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء.. وعمرو القاضى رئيس هيئة تنشيط السياحة نيابة عن وزير السياحة والآثار د. خالد العنانى.
حضر اللقاء كبار كتاب أخبار اليوم الأساتذة وليد عبدالعزيز عضو الهيئة الوطنية للصحافة ومدير تحرير الأخبار.. جمال الشناوى رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم والأخبار المسائى.. وخالد النجار رئيس تحرير أخبار السيارات.. وعلاء عبدالهادى رئيس تحرير جريدة الأدب وكتاب اليوم.. ومحمد صلاح سكرتير عام التحرير.. وأحمد عطية صالح رئيس تحرير اللواء الإسلامى.
تأتى الندوة فى اطار الاستعداد لتدشين مشروع التجلى الأعظم يوم 9 و 10 ديسمبر المقبل.
فى بداية الندوة رحب الكاتب الكبير أحمد جلال رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم بالضيوف فى كلمته والتى أشاد فيها بالرئيس عبدالفتاح السيسى وبما تحقق الآن على أرض مصر من مشروعات وانجازات كبرى غير مسبوقة.. كما أشاد بما يحدث فى جنوب سيناء من طفرة تنموية هائلة غيرت شكل الحياة بها.
وأضاف: فى إطار اهتمام الدولة بالسياحة وتنوع المنتج السياحى.. يأتى مشروع التجلى الأعظم بسيناء على أرض سانت كاترين باعتبارها السياحة الدينية لما تتضمنه من معالم سياحية.
وأعلن الكاتب الكبير أحمد جلال أن أخبار اليوم هى الراعى الإعلامى للمشروع الكبير والذى سيتم تدشينه يومى 9 و 10 ديسمبر المقبل.
من قلب الندوة
وأكد د. محمد مختار جمعة: أن سيناء أرض مباركة باركها الله بالتجلى الأعظم حيث تجلى الله عز وجل لنبى الله موسى وكلمه فى هذه البقعة المباركة.
وخلال حديثه أكد وزير الأوقاف أن هناك تعاوناً فريداً وسلساً بين الأوقاف ومحافظة جنوب سيناء، حيث تم عقد المسابقة العالمية للقرآن الكريم فى محافظة جنوب سيناء، وكان من تعليقات السفراء أنهم قالوا جئنا سفراء من بلادنا إلى مصر وسنرجع سفراء من مصر إلى بلادنا، كما تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم أكثر من 177 مسجداً بمحافظة جنوب سيناء، مؤكداً أن القرآن الكريم تحدث عن سيناء العزيزة حديثاً يدعو للتأمل، حديثاً يؤكد على أهميتها ومكانتها الدينية والتاريخية، حديثاً يجعلنا نفكر مرات ومرات فى ضرورة الاهتمام بها، وتنميتها، واستثمار مواردها الطبيعية، ومعالمها السياحية: الدينية، والطبيعية والعلاجية.
وعن مكانتها الدينية قال وزير الأوقاف:
لقد أقسم الحق سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز بطور سيناء : «وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِى رَقٍّ مَّنشُورٍ وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ»، مقدما القسم بالطور على ما سواه من الأمور الأخرى المقسم بها ما لها من مكانة أو قدسية ، بل إنه خصه بتسمية السورة كلها باسم (سورة الطور .
ويقسم به الحق سبحانه صراحة محددًا ومخصصًا فى كتابه العزيز فى سورة «التين
، حيث يقول عز وجل) : وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِى أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ» مقدمًا القسم بطور سنين على القسم بالبلد الأمين مع ما لهذا البلد الأمين من قداسة ومكانة.
كما أشار القرآن الكريم إلى بعض ما بسيناء من الخيرات والبركات ، حيث يقول سبحانه:
«وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ» ،« وفى هذه الشجرة كان يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : «كلوا الزَّيْتَ، وَادَّهِنُوا بِهِ ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ».
وبها البقعة المباركة التي عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى في ثنايا الحديث عن سيدنا موسي عليه السلام: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ»
وبها الوادي المقدس طوي الذي عبر عنه الحق سبحانه في كتابه العزيز في خطابه لموسي عليه السلام: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى»
قلعة صلاح الدين
كما تقف قلعة صلاح الدين بمدينة طابا بمحافظة جنوب سيناء كشاهد على ما قدمته مصر عبر تاريخها العريق لأمتها ولتأمين طريق الحج، حيث أنشأ صلاح الدين الأيوبى قلعته فى قلب خليج العقبة فى موضع شديد الحيوية والاستراتيجية لتأمين طريق الحج ، وقطع أيدى اللصوص ، وكنقطة دفاع متقدم عن حدود الدولة المصرية ، ثم واصلت الأجيال عطاءها ، حتى جاء الدور على أبناء قواتنا المسلحة الباسلة الذين حققوا المعجزات فى حرب العاشر من رمضان1393هــ السادس من أكتوبر 1973م بقهر جيش العدو الصهيونى الذى كان يزعم أنه لا يقهر ولا يهزم ، وتحطيم خط بارليف الذى كان يقال إنه عصى على الاختراق أو حتى مجرد التفكير فى ذلك آنذاك ، وواصل رجال مصر العظماء مسيرة العطاء لوطنهم بالدفاع عنه بالقانون والحجج والبراهين ، حتى استعادوا ما كان متنازعًا عليه مع العدو الصهيونى ، وكما نجحت مصر فى معركة الحرب نجحت فى معركة السياسة والقانون ، فاستعادت كلَّ ذرة رمل من رمالها ، وتم رفع العلم المصرى على كامل ثرى طابا فى التاسع عشر من مارس 1989م ، ثم جاءت عملية التنمية الشاملة لسيناء لترسخ السيادة المصرية ، فهناك فى طابا وفى أقصى نقطة حدودية نرى مظاهر التنمية والتطوير والتحديث.
معالم المشروع
وقال اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء: إن التجلى الأعظم يعد من أهم المشاريع التنموية بالمحافظة، وأن الافتتاح سيكون العام المقبل.. وأن المشروع جاء بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يولى اهتماما بسانت كاترين.. وأنه سيتم عمل احتفالية كبرى فى ديسمبر المقبل ومن المقرر أن تحضرها شخصيات رفيعة المستوى.. وأن العالم سوف ينصت لمصر.
حسب تصريحات اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء: فإن المشروع يتضمن اقامة مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس فى ضوء المكانة الدينية التى يتمتع بها وذلك وسط سلسلة الجبال وأشهرها جبل موسى - وكل المشروعات والفنادق ستكون صديقة للبيئة وتوفير كافة الخدمات السياحية والترفيهية.. ويجرى حالياً تطوير شامل لمدينة سانت كاترين والمسجلة على قائمة التراث العالمى منذ سنوات.
وسوف يراعى عدم المساس بموقع الوادى المقدس وكذلك الجزء الخاص بالمحمية الطبيعية.. وعدم اقامة أى مبان بها.
أما الكنائس داخل الدير - مثل كنيسة اسطفانوس ويوحنا فسيتم ترميمهما.. كما سيتم تطوير منطقة الدير بالكامل.. أما خارجه والذى يشمل جبل موسى وحديقة الدير ستصبح مزاراً سياحياً لما تتمتع به من أشجار نادرة وآبار وعيون تاريخية.
التطوير يتضمن توفير سيارات كهربائية جولف لنقل الزوار للدير إلى جانب طريق للمشاة وآخر للجمال لدخول الدير عبر بوابات منزلقة وليست كهربائية.
سيتم أيضا تطوير مطار سانت كاترين وتسيير رحلات يومية وأسبوعية إلى سانت كاترين كما يجرى حاليا دراسات لإعداد مشروع للصوت والضوء.. وانشاء تليفريك للوصول إلى جبل موسى .. كما سيجرى ترميم لوجه الفسيفساء وهى أقدم لوحة فى العالم بكنيسة التجلى والتى تعود إلى القرن السادس الميلادى.
أخيراً فإن كل الفنادق ستكون ذات طراز معمارى غير تقليدى باستخدام مواد بناء مناسبة وملائمة للبيئة.
أما رئيس هيئة التنشيط السياحى عمرو القاضى فقال إنه سيتم عمل فيلم دعائى عن منطقة سانت كاترين سيتم عرضه فى جميع المعارض السياحية الدولية وجميع مواقع التواصل الاجتماعى بأكثر من لغة «إنجليزى - فرنسى - ألمانى» والروسية كى يخاطب الأسواق السياحية العالمية.
القصة الكاملة
يوم 12 سبتمبر الماضى انطلقت اشارة البدء لتنفيذ مشروع التجلى الأعظم بمدينة سانت كاترين وذلك فى الوادى المقدس طوى تنفيذا لتعليمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويلها لقلعة عالمية وقبلة للسياحة الدينية.. ومن ثم لابد أن تنال قيمتها الحقيقية.. وهو ما أسفر عن ظهور مشروع التجلى الأعظم.
أما الهدف احياء المدينة الروحية وجذب السياح إليها.. بانشاء مزار روحانى على الجبال المحيطة بالوادى المقدس طوى الذى تجلى فيه سبحانه وتعالى لنبى الله موسى عليه السلام حيث يعد هذا الوادى منطقة فريدة من نوعها على مستوى العالم ومقصدا سياحياً فريداً.
وحسب تصريحات لوزير الاسكان المهندس عاصم الجزار فإن الجهاز المركزى للتعمير سيتولى المرحلة الأولى والذى سيقام فوق أرض السلام بسيناء وسط سلسلة جبال أشهرها جبل موسى وكاترين حيث سيقام مزار روحانى.