يقدمه: محمد الشندويلى
غدا الجمعة التاسع عشر من نوفمبر هى الذكرى الثالثة على رحيل القاريء الملهم التقى النقي- والذى حافظ على القرآن الكريم من التلاعب فى تلاوته- يحيى ذكراه أبناؤه ومحبوه وتلاميذه.. وكذا إذاعة القرآن الكريم تذيع بعض تلاواته.
كما تشارك اللواء الإسلامى بهذه السطور بمناسبة ذكراه وللعلم ان فضيلة القاريء الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدى من أكثر القراء مراجعة للقرآن الكريم- لدرجة أننى قلت له كيف تسافر اسوان بالسيارة .
فأكد لى هى أفضل لى لمراجعة القرآن الكريم.
ولد فضيلة القاريء محمود أبوالوفا الصعيدى فى 14 من ربيع الأول 1374هـ 1954م فى قرية كلح الجبل محافظة اسوان- بصعيد مصر.. وبدأ رحلته مع القرآن قبل سن الرابعة على يدى والدته والتى اشتهرت بتعليم أولادها القرآن الكريم حيث كان والدها من كبار علماء الدين فى القرية... وبعدها التحق بكتاب القرية كعادة أهل الصعيد.. ثم انتقل من اسوان للعمل فى القاهرة كى يتعلم القراءات وعلوم القرآن فى صحن الأزهر.. قرأ القرآن فى محفل لأول مرة عام 1976م فى قريته ولم يشعر برهبة ولا خوف..
وقرأ على الأداء مباشرة عام 1995م من مسجد السيدة زينب رضى الله عنها بالقاهرة.
تأثر فضيلته بعدد من مشاهير القراء منهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ محمد صديق المنشاوى والشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ البهتيمى من قراء الرعيل الأول.
محب لوطنه
ومن المعروف ان فضيلة القاريء الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدى محب لوطنه مصر.. وكان كثير الدعاء لمصر وأهلها أن يحفظهما من كل مكروه وسوء..
وكان يتمنى ان يقرأ فى القدس الشريف.. والمعروف ان فضيلته كان مشهورا قبل دخول الاذاعة بما تميز به أداء الشيخ المنفرد فى القراءة.. وكان له جولات فى القراءة عالية جدا كانت السبب فى حب الناس له.. ولذلك انتشرت تلاواته المسجلة فى العالم الإسلامى كله.. وتلقى دعوات لاحياء مناسبات اسلامية فى الداخل والخارج مما دعاه لترك الوظيفة والتفرغ لكتاب الله.
سفير فوق العادة
وفضيلة الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدى مثل مصر بقراءته المتميزة وأخلاقه المعهود بها كان خير سفير فى كثير من الدول نذكر منها دعوات الى تركيا اربع مرات لاحياء ليالى رمضان بدعوات شخصية وسافر الى هولندا بتكليف من وزارة الأوقاف المصرية.. وأيضا الى ساحل العاج.. ثم الى استراليا بدعوة من فضيلة الشيخ تاج الدين الهلالى مفتى استراليا على مدى عامين متتالين.. ثم دعاه العام الثالث- اعتذر فضيلته قائلا احب ان اعيش ليالى رمضان وسط اهلى واحبائى لأن رمضان له مذاق خاص فى مصر.
الصعيدى وناصف
وقد التقى قطبا القراءة الشيخين محمود أبوالوفا الصعيدي- وعبدالعاطى ناصف وكلاهما من أهل القرآن الكريم. فمن المفارقات ان التقى القطبان الصالحان معا لاحياء أحد الليالى فى محافظة قنا وتحركا معا من القاهرة وكان يقود السيارة الشيخ محمود أبوالوفا ووجد ان الشيخ عبدالعاطى لايتحدث اطلاقا الا ان شفتيه تتحركان بقراءة القرآن الكريم وأثناء عودتهما كذلك وعرف الشيخ محمود أن هذا القاريء ولى وصالح وتقى ونقي.
مدرسة الصعيدي
رغم ان فضيلته بدأ مقلدا الشيخ عبدالباسط ثم الشيخ محمد صديق المنشاوي.. وهو فى ريعان شبابه إلا انه رفض ذلك بشدة واصبح يقرأ القرآن الكريم على سجيته.. فأصبحت له مدرسة لها رونقها وحب المستمعين لها.. وهى ما تعرف بمدرسة الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدي.. ظهرت تلك المدرسة واثارها على أخيه الشيخ عبدالله أبوالوفا. وأيضا ابناؤه القاريء المجيد الدكتور أحمد محمود أبوالوفا الصعيدى وأخيه الدكتور ابراهيم.
وفى العشرين سنة الأخيرة من حياة الشيخ كنت أظن ان هذه المدرسة لاتلقى رواجا إلا أن الأقدار اثبتت لى أن فضيلة الشيخ محمود أبوالوفا أحبه الناس بطريقة عجيبة فى الوجهين البحرى والقبلى لدرجة انك تعلم ان الشيخ يقرأ بالحجز لمدة شهور مستقبلية.
وفضيلته الشيخ محمود أبوالوفا الصعيدى رحمه الله ترك ذرية صالحة وجميعهم أطباء عدا الابن الأخير.. د. زينب استاذ بكلية الصيدلة جامعة أم القرى الى الان وهى تحفظ القرآن الكريم كاملا د. أحمد صيدلى قاريء متميز وهو فى طريقه للاذاعة المصرية، د. ابراهيم صيدلي، د. منيرة صيدلانية والامام على طيار مدنى والأم ترعاهم بحبها للقرآن الكريم.