فى المليان

محاولة إغتيال الكاظمي بالطائرات المسيرة أسلوب فاشل لإيقاف مسيرة الدولة العراقية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

لم تكن المحاولة المجرمة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي فجر الأحد الماضي بالطائرات المسيرة المفخخة صدفة أو ضرباً من الخيال ..

ولكنها كانت متوقعة من أساطين الدمار والخراب وبائعي الأوطان بأرخص الأثمان ، خاصة فى ظل سعي الكاظمي الدؤوب لتقوية دور مؤسسات الدولة العراقية وصون سيادة وعروبة العراق ، وتصميمه على إجراء الانتخابات النيابية العراقية وفقاً للآليات الدستورية فى ظل رقابة دولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الإقتراع .. 


وقع الهجوم الغادر على منزل الكاظمي والذى أسفر عن إصابتين خفيفتين في صفوف الحرس الشخصي لرئيس الوزراء في وقت شهدت فيه البلاد توترات سياسية شديدة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي جرت فى العاشر من أكتوبر الماضي وخرجت منها القوي الحليفة لبعض القوي الأقليمية الخارجية بخسائر فادحة .. 


وقد شجب الرئيس العراقي برهم صالح الإعتداء الإرهابي الذى استهدف رئيس الوزراء معتبراً انه تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق وهو أمر يستلزم الوحدة ويستوجب مجابهة المتربصين بأمن الوطن ، وأكد أنه لن يقبل بجر العراق الى الفوضي والإنقلاب على نظامه الدستوري ، ودعا الى وحدة الموقف فى مواجهة الأشرار المتربصين ..

وفي نفس السياق ندد زعيم التيار الصدري مقتدي الصدر بالعمل الإرهابي الذى استهدف الكاظمي ، معتبراً فى تغريدة له إنه استهداف صريح للعراق وشعبه ، وأتهم الصدر فصائل « اللادولة « بمحاولة جر البلاد الى الفوضي . كما أدان عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة استهداف منزل الكاظمي محذراً من تعريض هيبة الدولة للخطر .. 


وأدانت بعثة الأمم المتحدة فى العراق بأشد العبارات محاولة إغتيال الكاظمي داعية الى الهدوء والحث على ضبط النفس .. 


وقد قوبلت محاولة الإغتيال الأثمة الفاشلة بردود فعل غاضبة من معظم دول العالم والمنظمات الدولية ..

وأدانت الولايات المتحدة تلك المحاولة معتبرة هذا الهجوم عملاً إرهابياً .. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان : « لقد شعرنا بإرتياح عندما علمنا أن رئيس الوزراء لم يصب بشيئ من هذا العمل الإرهابي الذى ندينه بشدة لإستهداف صميم الدولة العراقية  « ..

وشدد الأمم المتحدة : « إنه يجب عدم السماح للإرهاب والعنف والأعمال غير القانونية بتقويض إستقرار العراق وحرف مسار عمليته الديمقراطية « ..


وأستنكرت دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية المحاولة الإجرامية .. ومن ناحيته أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الإعتداء كان يستهدف هيبة الدولة العراقية .. 


ومن جانبه أجري الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إتصالاً عقب الحادثة مباشرة برئيس الوزراء العراقي ليطمئن على سلامته بعد محاولة الإغتيال الآثمة متمنياً له ولشعب العراق الشقيق الأمن والإستقرار والسلام ..

وأدانت مصر محاولة الإغتيال الفاشلة وحثت جميع الأطراف بالعراق على التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ على إستقرار العراق وشعبه .. ومن ناحيته عبر رئيس الوزراء العراقي عن إمتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي التي تعكس قوة العلاقات التاريخية بين البلدين متمنياً لمصر حكومة وشعباً كل تقدم و سلام .. 


وعلى صفحته الرسمية على فيسبوك أعرب الرئيس السيسي فى تدوينته عن إدانته محاولة الإغتيال الآثمة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي قائلاً : « تابعت بقلق بالغ أنباء محاولة الإغتيال الآثمة التي تعرض لها رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي وإذ أدين هذه المحاولة الغاشمة أدعو الله أن يحفظه وأن يتحقق الأمن والإستقرار للعراق وشعبه . كما أدعو كافة الأطراف والقوي السياسية بالعراق الى التهدئة ونبذ العنف والتكاتف من أجل الحفاظ على إستقرار الدولة وتحقيق آمال الشعب العراقي الشقيق « .


وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفي الكاظمي قد دعا الى قمة التعاون والشراكة ببغداد فى أواخر شهر أغسطس الماضي بهدف تمهيد الأجواء لإعادة العراق الى أوضاعه الطبيعية والتأكيد على إجراء الإنتخابات النيابية المبكرة ..

وقد أكد الرئيس السيسي في كل المناسبات دعم مصر لكل جهد من شأنه أن يعزز من أمن وإستقرار العراق وجهود مصطفي الكاظمي رئيس الوزراء لتقوية دور مؤسسات الدولة العراقية .. وأكد الرئيس السيسي إن مصر ستواصل العمل على تعزيز أطر التعاون مع الجانب العراقي الشقيق فى مختلف المجالات سواء على المستوي الثنائي أو فى إطار آلية التعاون الثلاثي بين مصر والعراق والأردن .. 


وخلال مؤتمر التعاون والشراكة أعرب الكاظمي حرص بلاده على التعاون مع مصر والأردن فى المجالات الإقتصادية والتجارية والإستثمارية ومجالات الطاقة والكهرباء والنقل مشيراً الى الإتفاقيات التي وقعت بين الدول الثلاث وجاري تنفيذها الآن .. 


ولا شك أن مؤتمر التعاون والشراكة نجح فى أهدافه وجدد  المشاركون فى المؤتمر دعمهم لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقاً للآليات الدستورية وإجراء الإنتخابات النيابية الممثلة للشعب العراقي . ودعم جهود العراق فى طلب الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الإقتراع .. ولعل ما قام به مصطفي الكاظمي فى هذا الشأن أثار عليه حفيظة الأعداء والمناوئين من كافة الجهات !!