ألقينا الضوء بالمقال السابق علي ملحمة العمل السابقة والمصاحبة لزيارة الرئيس السيسي لألمانيا وأيضاً التابعة لها والتي زخرت بلقاءات ومقابلات علي أصعدة عديدة واليوم نتابع.
كم كان مستغرباً أن الرأي العام الألماني لم يحط علماً من صحافته بمشروعات مهمة واستراتيجية مثل محور قناة السويس الجديد وازدواجية الملاحة في70 كيلو مترا منها كمرحلة أولي وأثر ذلك الإيجابي علي التجارة بين الشرق والغرب.
وكم كان مدهشاً تلقي الجانب الألماني لتلك المعلومات بمزيد من الاهتمام المشمول بالإعجاب خاصة أن هذا الإنجاز قد تم بمشاركة شعبية جمعت أكثر من60مليار جنيه في أسبوع واحد أتي الجزء الأكبر منها من جيوب ومدخرات مصريين بسطاء آمنوا بالقضية والهدف وإن لم يستوعبوا التبعات الاقتصادية بصورة واضحة فكان هذا بمثابة استفتاءً في الثقة بالنظام الجديد.
كما أن خبر توقيع اتفاق إعادة تأهيل الترسانة البحرية المصرية بالإسكندرية لبناء سفن حتي حمولة 60 ألف طن بموجب اتفاق مع الصين الشعبية الديمقراطية قد لاقي صدي واسعاً وذلك احياءً لأحد الصروح الرئيسية في ثورة تصنيع مصر التي بدأها الرئيس جمال عبد الناصر في الستينيات وأفل نجمها بانحسار المد عن القطاع العام.
وفي الكلمة الافتتاحية التي وجهها مجلس الأعمال المصري الألماني بالمؤتمر الاقتصادي الذي عقد علي هامش الزيارة تم تناول المحاور الآتية: العلاقات المصرية الألمانية قديماً وحديثاً - ثوابت الشخصية المصرية التي تشكل الكتلة الصلبة والتي يجتمع حولها تحالف قوي الشعب العاملة الذي يشكل الدولة المصرية منذ عصر الفراعنة وصولاً لمصر الحديثة والذي تتمثل مقوماته الرئيسية في الانفتاح علي العالم وقبول جميع التوجهات لمختلف الفئات دون تصادم من قبول للآخر والتعايش معه واحترام خصوصية الغير- تعظيم قيمة العمل - العمل بميثاق حقوق الإنسان وكيف أن مصر الفرعونية كانت الأسبق في البحث عن الذات الإلهية والوصول لعقيدة الحساب في الحياة الأخري طبقاً لأفعال البشر علي الأرض إن خيراً كانت أو شرا وهي الحقيقة التي تأكدت كقاسم مشترك بالأديان السماوية التي جاءت بعد ذلك. كما قدمت بصورة مبسطة ملخصاً للأحداث المتعلقة بـ 25 يناير و30 يونيو وكيف أن ما تم من تغيير جاء استجابة لمطلب شعبي كاسح قوامه ما يفوق 30 مليون مصري من كل الفئات خرجوا للشوارع بالمدن والقري والنجوع يطالبون بالتغيير.
وإرادة شعبية كاسحة بهذا الحجم ما كان يمكن إلا الاستجابة لها تجنباً لعواقب وخيمة بدت تلوح في الأفق.
كما انتهت الكلمة التي ألقاها رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني بالعبارة التالية: أيام قليلة ونعود لوطننا مصر أم الدنيا.. بلاد الفراعنة العظماء رمسيس الثاني وأحمس وأخناتون وتوت عنخ آمون ونفرتاري ونفرتيتي وكيلوباترا بلاد الأهرامات وأيضاً قناة السويس. والدعوة قائمة وموصولة لأصدقائنا الألمان ليأتوا لزيارة مصر ليس فقط كسائحين وإنما أيضاً كمستثمرين وشركاء للنجاح. وتبقي مصر بلد الفرص الواعدة الذي يزيد فيه العائد علي الاستثمار عن مثيله في الدول الأوروبية.
هي لمحات من رحلة نجاح شارك فيها ممثلون لمجتمع الأعمال المصري بجهد محمود صحح فيها مفاهيم وسلط الضوء علي حقائق وإنجازات مصرية مشرفة وترك رسالة قوية في برلين عن الثقة في المستقبل مفادها أن تغيير المنطقة للأفضل والقضاء علي الفوضي والإرهاب يبدأ من مصر وينتهي عندها وأن ما هو في صالح مصر هو بالقطع في صالح ألمانيا بالتبعية دون ثمة خلاف.