بعث جـــــــديد لـ«مواكب الفراعنة»

طريق الكباش| الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم

الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم
الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم

بعد سنوات من الانتظار، أصبح يفصلنا الآن أيام قليلة على افتتاح مشروع طريق المواكب الملكية أو ما يعرف بطريق الكباش، وهو الحلم الذى تعثر كثيراً سواء بسبب الأزمة المالية التى تعرضت لها وزارة السياحة والآثار أو بسبب العقبات الأخرى التى تتمثل فى إزالة الإشغالات والمبانى التى تقع على طول الطريق. حلم إعادة إحياء الطريق الرابط بين معبدى الكرنك والأقصر يترتب عليه العديد من الآثار الإيجابية على السياحة فى المدينة التى من المفترض أن تتحول إلى متحف مفتوح للآثار.

 ممر ملوك طيبة

يقول د. مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع طريق الكباش، أن طريق المواكب الملكية حلم تعطل كثيراً بسبب عدة عقبات، وليس فقط بسبب ثورة يناير أو الأزمة المالية التى مرت بها وزارة السياحة والآثار، حيث بدأ الكشف عن الطريق لأول مرة فى عام 1949، حينها كانت مدينة الأقصر نفسها تقع فوق طريق الكباش ومعبدى الأقصر والكرنك، وكان منسوب المدينة نفسها أعلى من ذلك بكثير، ولكن الفيضانات فى عهد المصرى القديم كانت تغطى جزءا من المدينة كل عام لتردم أجزاء كثيرة منها.

متحف مفتوح
ويضيف د.الصغير أنه عند اكتمال المشروع وافتتاحة رسمياً سيظهر أثره على السياحة، من خلال تسليط الضوء على موقع أثرى مهم يتم الكشف عنه لأول مرة بالكامل فى التاريخ منذ العصر الرومانى حتى وقتنا هذا، مشيراً إلى أن الافتتاح لن يكون لطريق الكباش فقط ولكن للأقصر فى ثوبها الجديد، وهو شعار الاحتفالية التى يتم تجهيزها حالياً بالشكل الذى يجعل افتتاح الكباش حدثاً ضخماً يؤثر بشكل كبير وإيجابى على السياحة، مشيراً إلى أن دعم الدولة أسهم بشكل كبير فى إنجاز المشروع، ولولا هذا الدعم غير المسبوق لم يكن لينتهى فى هذا الوقت، حيث جاء من كل النواحى سواء كان ماديا أو معنويا والأهم هو مساندة ومؤازرة القيادة السياسية ومجلس الوزراء الذى قام بتذليل جميع العقبات.. ويوضح د.الصغير أن طريق الكباش يخدم فكرة تحويل الأقصر لمتحف مفتوح، بل هو العنصر الأساسى لها، خاصة أن موقع طيبة للتراث العالمى المسجل على قائمة اليونسكو عبارة عن ثلاثة مواقع، هى: معبد الكرنك ومعبد الأقصر والبر الغربى، ومع افتتاح طريق الكباش سيكون موقعاً كبيراً يحول المدينة لمتحف مفتوح، بحيث يأتى الزائر إلى الكرنك ثم يسير فى طريق الكباش ليصل إلى معبد الأقصر، ويرى كل الحفائر والاكتشافات الأثرية التى تتم على جانبيه، وهو ما يجعل الأقصر بالفعل أكبر متحف مفتوح للآثار، ليس على مستوى المساحة ولكن بمقدار الأهمية لأن هذا الكم الزاخر من الآثار المهمة فى هذه المساحة لن يتكرر فى العالم كله.

احتفالية عالمية
ويؤكد د. الصغير أنه تقوم بإعداد الاحتفالية الخاصة بافتتاح المشروع مؤسسات كبيرة وشركات متخصصة لإخراجها بشكل مبهر، وهى غالباً نفس الجهات التى صممت موكب المومياوات الملكية، ومن المتوقع أن تفوق الاحتفالية موكب المومياوات لتكون خير سفير لمصر فى الدعاية لها ولحضارتها فى العالم كله.

أما بالنسبة إلى السيناريو المقترح لحفل الافتتاح، فيؤكد د. الصغير أنه يقوم على فكرة إعادة إحياء عيد الأوبت، وهو أحد الاعياد المهمة لدى المصرى القديم وكان يحتفل به أهل طيبة وفكرة الاحتفال هى استعادة ذكريات الزواج المقدس للإله «آمون» والإلهة «آمونيت» فى طيبة، حيث يخرج الموكب الخاص بـ»آمون» المعبود الأكبر لطيبة ومصر كلها فى عصر الإمبراطورية، من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر ماراً بطريق المواكب الكبرى وأيضا بنهر النيل، لذا سيتكون الموكب من ثلاث مراكب واحدة لـ»آمون» والثانية للمعبودة «موت» والثالثة خاصة بالإله «خنسو» إله القمر والعضو الثالث من ثالوث طيبة المقدس، وأحياناً أخرى يكون معهم زورق الملك أو الفرعون نفسه.

اكتشافات مهمة
ويشير د. الصغير إلى أن الطريق له أهمية كبيرة تاريخيا لأنه يعد واحداً من أجمل الطرق الموجودة فى العصور القديمة، ربما ليس أكبرها ولكنه من أكملها وأكثرها تفرداً والوحيد المرصوف ببلاطات من الحجر الرملى وعلى جانبية تماثيل على شكل أبو الهول، واستخدمه المصرى القديم للربط بين معابد الكرنك شمالا والأقصر جنوبا، من أجل الاحتفالات والمواكب الكبرى، أغلبها للأعياد الدينية الخاصة بالمعبودات فى طيبة القديمة، لذا هو أحد أهم الآثار فى العالم، وإحياؤه سيضيف قيمة أثرية كبيرة، خاصة أن التماثيل الموجودة على جانبيه متفردة وتنقسم إلى ثلاثة أنواع من تماثيل تشبه أبو الهول، الأولى بجسم أسد ورأس كبش، والثانيه بجسم كبش كامل، والثالثة بجسم أسد ورأس إنسان، والمثير فى طريق الكباش أنه كان يوجد عليه أحواض زهور مزروعة على طول الطريق وأشجار، كانت مرتبطة بشبكة رى متقدمة فى أيام المصرى القديم لتوصيل المياه للطريق بأكمله.