شهريار

فوبيا عيد الحب

عبدالصبور بدر
عبدالصبور بدر

بقلم/ عبدالصبور بدر

ينتابنى إحساس بالرعب فى عيد الحب كل عام، خاصة وأنا أقترب من محلات الورد لأشترى باقة زهور لزوجتى، أنظر يمينا ويسارا حتى لا يكتشف سرّى أحد، وإذا رأيت رجلا بجانبى يقرأ فى جريدة، أشك وش أنه مخبر يراقب الداخلين والخارجين أمثالى من وإلى «الكشك»، أما لو صادفت شرطيا بالملابس الرسمية فإن قلبى يقع فى قدمى وأتجنب النظر إليه، وأهرب سريعا من المكان قبل أن يتم القبض عليّ متلبسا بـ«بوكيه ورد»!

تعلمت أن أختار محلا متطرفا، بعيدا عن العين حتى تتم المهمة بسلام، ولكن بمجرد الخروج منه بالتهمة يعود الخطر من جديد، الناس فى الشارع يحدقون فى وجهى، وهم ينظرون إلى الزهور فى يدى بازدراء واستهجان وكأنها «حاجة عيب أوى الصراحة يعنى»، وكل اللى رايح واللى جاى مش طايقنى،  ويتعاظم الشعور بداخلى أنهم بعد شوية هيجروا عليا ويمسكونى ويسلمونى للبوليس، وهم يقولون له: الواد ده فرفور هارب من الفيسبوك يا باشا!

أما الضابط فسوف يبصّ لى من فوق لتحت باحتقار،  ويشدنى من ياقة القميص حتى يخرج القميص من الحزام وبطنى تبان، ويقول لى: قول حاحا يالا، كما فعل مع عادل إمام فى فيلم «التجربة الدنماركية».. وبعدها يرزعنى قلمين محترمين وشلوت معتبر وهو يقول لي: على صفحتك يا بن الـ.... وأوعى أشوفك ماسك ورد فى الشارع تاني.

وإذا نجوت من كل هذا وركبت الأتوبيس عائدا إلى البيت، فيجب أن أتحمل سخرية الكمسرى وهو يلقح عليا بالكلام: «تذكرة يا رميو» «ممعكش فكة يا رميو» «وصّل يابنى الباقى للأستاذ قيس» وكل من فى الأتوبيس يضحكون ويتعجبون من واحد شحط زى حالاتى شايب وعايب، ماسك فى أيده بوكيه ورد أحمر ومش مكسوف من نفسه، ولا مراعى إحساس الناس اللى حواليه.